العربي نيوز- حضرموت:
كشفت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الاولى للجيش الوطني بمدينة سيئون محافظة حضرموت، عن محصلة جديدة للأحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة مساء الجمعة (8 نوفمبر)، واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات السعودية المتواجدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية.
وأكدت المصادر العسكرية المتطابقة أن "الجندي محمد صالح العروسي في اللواء 135 في المنطقة الأولى، أطلق النار على مندوب التحالف في المنطقة العسكرية الاولى ومرافقيه مساء اليوم الجمعة، عقب مشادة معهما في الصالة الرياضة، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى من القوات السعودية".
موضحة أن "اطلاق النار اسفر عن مقتل ضابطين سعوديين هما الرائد محمد الحسين، والملازم أول وليد البلوي، وإصابة ضابط أخر وجنديين آخرين من القوات السعودية بإصابات خطيرة، وجرى اسعافهم فور وقوع الحادث الى مستشفى بن زيلع الذي اغلقت بوابته واعلنت فيه حالة الطوارئ مساء اليوم".
ونوهت المصادر العسكرية المتطابقة في المنطقة العسكرية الاولى إلى أن "أسباب الحادثة ودوافعها لم تعرف بعد، ويجري التحقيق في ملابساتها،وصدر تعميم من قائد المنطقة العسكرية الاولى بتعقب الجاني الذي لاذ بالفرار وضبطه، وهناك انباء عن تمكن اجهزة الامن من ضبطه بعد نشر نقاط تفتيش".
في هذه الاثناء تكشفت ملابسات حادثة اطلاق النار على ضباط وجنود سعوديين، بمقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى، ودوافع الحادثة، المؤسفة التي شهدتها المنطقة مساء الجمعة (8 نوفمبر)، واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات السعودية المتواجدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية.
وأفادت مصادر عسكرية بان "حالة استياء واسعة سرت بين صفوف منتسبي المنطقة العسكرية الاولى، جراء تأخر صرف الرواتب من ناحية، وإجراءات شرعت فيها القوات السعودية في التحالف العربي لدعم الشرعية، لإخراج قوات الجيش الوطني واحلال قوات درع الوطن في وادي وصحراء حضرموت".
موضحة أن "التحالف انزعج مما شهدته بطولة كأس حضرموت الثامنة المقامة على استاد سيئون الاولومبي، من احتفاء بالمقاومة الفلسطينية وقادتها، واعتبرته ترويجا لموقف سياسي متمرد على الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها وقيادة التحالف من حماس".
وذكرت المصادر العسكرية المتطابقة، أن "هذا الموقف من جانب التحالف بقيادة السعودية، اثار استياء منتسبي المنطقة العسكرية الاولى، باعتباره تدخلا سالبا لحرية اليمنيين في التعبير عن رأيهم، ونكرانا وجحودا لتضحيات الجيش الوطني في حماية الحدود السعودية مع اليمن على مدى سنوات طويلة".
إلى ذلك، افاد جنود في المنطقة العسكرية الاولى، أن الجندي العروسي اطلق النار على الضباط والجنود السعوديين عقب مشادات كلامية معم إثر مطالبته بالرواتب، وتلقيه اهانات كبيرة من الضباط السعوديين بينها: خل حماس تدفع راتبك، إضافة الى سخرية من الفلسطينيين والفلسطينيات وتشفٍ بهم".
وضحى الجيش الوطني بالالاف من جنودة في الدفاع عن الحدود السعودية خلال الحرب مع الحو ثيين في جبهات الحدود ، ما جعل منتسبيه لا يتوقعون الاهانة من اي ضابط سعودي. وأكد عدد من منتسبي المنطقة العسكرية الاولى أن "ما حدثاليوم تصرف فردي لا يبرر إعلان المملكة حظر التجوال في سيئون بالكامل".
مضيفين "لكل حادث ظروفه وملابساته وقد حدث ما حدث، ولا يبرر هذا قيام المملكة باعتقال العشرات من منتسبي اللواء 135 في الجيش الوطني في سيئون، وشروعها في إخراج أفراد اللواء بالكامل من موقعه بذريعة شهيدين سعوديين وتجاهل الاف الشهداء والجرحى اليمنيين دفاعا عن حدود المملكة".
وأكد عدد من ضباط ومنتسبي المنطقة العسكرية الاولى في وادي وصحراء حضرموت، إن "اليمني ليس رخيصا ولا يقل عن السعودي، كلنا اخوة واشقاء، والحوادث تحدث ولا ينبغي ان تتعداها ردود الافعال". مشيرين إلى أنهم تفاجأوا بما سموه "التنكر لتضحيات الجيش الوطني في الدفاع عن المملكة وحماية حدودها".
في المقابل، لم يصدر حتى هذه اللحظة من جانب الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، أو وزارة الدفاع او هيئة الاركان العامة، أي تعليق رسمي على الحادثة أو ردود الفعل السعودية الغاضبة واهانتها الجيش الوطني، واعتقالات لأفراده في سيئون وأوامر طرد من حضرموت.
ووجهت محافظة حضرموت نهاية اكتوبر الفائت، صفعة قوية ومباغتة للامارات، استنفزتها واستنفرت ردها سريعا، بتكليف رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، التحرك على وجه السرعة في طلب لقاء مع خصمه سياسيا، الشيخ احمد صالح العيسي، لأول مرة، لابلاغه احتجاجا رسميا.
كشف هذا مسؤولون أفصحوا عن حقيقة دافع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، لعقد أول لقاء له مع نائب مدير مكتب الرئيس هادي، سابقا، رجل الاعمال، الشيخ احمد صالح العيسي، وأنه ليس دافعا اقتصاديا كما روج له إعلام "الانتقالي"، بل للاحتجاج على احتفاء بطولة كأس حضرموت بفلسطين.
وأفادت مصادر متطابقة في الاتحاد اليمني لكرة القدم ان "عيدروس الزبيدي طلب على وجه السرعة لقاء رئيس الاتحاد احمد العيسي على خلفية رفع رايات فلسطين وصور قادة المقاومة الفلسطينية يحيى السنوار وابو عبيدة، على مدرجات إستاد سيئون الاولمبي في مباريات بطولة كأس حضرموت ".
موضحة ان "الإمارات انزعجت من رفع رايات علم فلسطين والاحتفاء الجماهيري بالمقاومة الفلسطينية في غزة، وبصورة اكبر في المباراة النهائية لكأس حضرموت بين فريقي المكلا والبرق، الجمعة (25 اكتوبر)، وكلفت الزبيدي بايصال احتجاج لاتحاد كرة القدم على ما اعتبرته تسييس الرياضة".
وذكرت المصادر المتطابقة في اتحاد كرة القدم ان "الزبيدي طلب لقاء الشيخ احمد العيسي الذي يزور الامارات، ليبلغه بأن ما حدث في مدرجات استاد سيئون الاولمبي مرفوض وأن الرياضة لا ينبغي أن تتدخل في السياسة، وطلب منع تكرار ما اعتبره تجاوزا لأعراف الرياضة وقوانين اللعبة حسب تعبيرها".
مشيرة الى ان "الزبيدي عرض خلال اللقاء غير المسبوق بين الجانبين، في مقابل تلبية العيسي هذا الطلب توجيه وزير النقل (احد وزراء المجلس الانتقالي) برفع الحظر القائم عن نشاط شركة طيران بلقيس التي يملكها العيسي، والسماح لها بتنفيذ رحلات من وإلى مطار عدن الدولي ومطارات الجنوب".
وزعم الموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي وقناة المجلس (عدن) الانفصالية ان "اللقاء بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والقضايا ذات البعد الاقتصادي وسبل تظافر جهود القطاعين العام والخاص لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد".
كما زعم إعلام "الانتقالي"، أن لقاء الزُبيدي والعيسي الثلاثاء (29 اكتوبر) "استعرض مجمل الجهود المبذولة لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي، وتوحيد الرؤى بما يعزز التنسيق والتواصل بين مختلف القوى الوطنية الجنوبية استعداداً للاستحقاقات القادمة".
متجاهلا أن الشيخ احمد العيسي، يرأس "الإئتلاف الوطني الجنوبي" الذي يتبنى رؤية سياسية مغايرة كليا لتوجه "الانتقالي" الانفصالي، ويناهض أجندة وممارسات "الانتقالي" ومليشياته الانقلابية التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية.
شاهد .. "الانتقالي" يغلف لقاء الزبيدي والعيسي
ويأتي احتجاج الامارات عبر ذراعها السياسي والعسكري في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) بعدما عبرت جماهير حضرموت الغفيرة عن ثبات موقفها المساند لفلسطين والداعم لمقاومة الكيان الاسرائيلي برفعها رايات فلسطين وهتافاتها بمدرجات استاد سيئون.
شاهد .. حضرموت تصفع الامارات واسرائيل (فيديو)
بعثت جماهير استاد سيئون المناهزة 40 الفا، رسالة تضامنية قوية وصريحة مع غزة، ورفعت رايات أعلام فلسطين وصور السنوار وأبو عبيدة، وشكلت تيفو بكلمة "PEACE" (السلام لفلسطين)، مع هتافات ترفض قرارا للسلطة المحلية بحظر التضامن مع فلسطين ونصرتها.
شاهد .. حضرموت ترفع صور السنوار وابوعبيدة (صور)
شاهد .. جماهير استاد سيئون يشكلون لوحة لفلسطين (صور)
عبرت الجماهير الحضرمية عن رفضها قرار محافظ حضرموت بحظر التضامن مع فلسطين، وهتفوا "برا برا يامبخوت"، ليغادر استاد سيئون وتستمر الجماهير في رفع رايات فلسطين وصور قادة المقاومة والقدس، لتكون رسالة مباشرة من حضرموت لفلسطين.
شاهد .. جماهير حضرموت يطردون المحافظ مبخوت (فيديو)
وجاء موقف جماهير حضرموت في مدرجات بطولة كأس حضرموت امتدادا لموقف علماء ومشايخ ودعاة حضرموت المعلن في ملتقاهم المنعقد في سيئون في ديسمبر الماضي، ودعوته الى "احياء واجب الجهاد ضد العدو الاسرائيلي والصهاينة".
شاهد .. علماء حضرموت يدعون للجهاد مع فلسطين (فيديو)
كسر هذا الموقف تبني "الانتقالي الجنوبي" رسميا موقف الامارات من "طوفان الاقصى" بوصفه "تصعيدا غير مسؤول ضد التعايش والسلام" و"تتحمل مسؤوليته حركة حماس والفصائل الفلسطينية المتطرفة" المُصنفة اماراتيا "منظمات ارهابية".
شاهد.. حضرموت تكسر حضر تأييد فلسطين (فيديو)
وحظرت سلطات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" اي مظاهر تضامن او تأييد لفلسطين ومقاومتها عبر التظاهرات او جمع التبرعات او بالكلمة عبر منابر المساجد ومنصات التواصل الاجتماعي، واقالت خطباء واعتقلت ناشطين خرقوا الحظر.
تفاصيل: سريان اجراء صادم بشأن فلسطين في عدن (فيديو)
كما أعلن رئيس "الانتقالي" عيدروس الزُبيدي مع بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، ادانته "التصعيد ضد اسرائيل"، وابلغ السفير الامريكي في اليمن، عدم اعترافه بحركة حماس، و"دعمه السلطة الفلسطينية وحل الدولتين وترحيبه بالسلام مع اسرائيل".
تفاصيل: الزُبيدي يبلغ امريكا الموافقة على التطبيع (وثيقة)
ورد الكيان الاسرائيلي، رسميا، على عرض رئيس "الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي على امريكا والكيان "لعب القوات الجنوبية دورا مركزيا في حماية الملاحة والاسهام بفاعلية بتأمين مرور السفن الاسرائيلية عبر البحرين العربي والاحمر".
تفاصيل: الكيان يعلن رده على عرض الزُبيدي (فيديو)
مجددا بهذا العرض تمسكه بإعلانه الصادم للجنوبيين قبل عامين في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، عن "مباركة المجلس الانتقالي تطبيع الامارات مع اسرائيل وقرار المجلس فتح سفارة لاسرائيل في عدن، حال الاعتراف الدولي باستعادة دولة الجنوب والاستقلال". في اشارة الى فرضه ومليشياته انفصال جنوب اليمن.
شاهد .. الزُبيدي يعلن قرار التطبيع مع الكيان (فيديو)
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.