العربي نيوز - انقره :
بثت وكالة الانباء التركية الرسمية (اناضول)، تصريحات قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعلن الاتفاق مع زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، ولأول مرة رسميا، في التحذير مما سماه "مخطط خبيث يستهدف المنطقة ودولها".
ونقلت الوكالة عن الرئيس أردوغان، قوله محذرا "هناك مخطط خبيث دخل حيز التنفيذ لرسم حدود المنطقة بالدماء، تماما مثلما حدث في بداية القرن الماضي". مضيفا: "لن نسمح بتمزيق منطقتنا وجغرافيتنا مرة أخرى عبر تقسيم سايكس بيكو جديد".
شاهد .. أردوغان يكشف مخططا لتمزيق المنطقة (فيديو)
وتابع أردوغان في كلمة ألقاها بمدينة إسطنبول: إن "إسرائيل تختلق كل يوم ذرائع جديدة لشرعنة سياسة الغزو والاحتلال التي تنتهجها". وأردف: "إن هما مجرد ذريعة في هذا الصدد، وكذلك اليمن وسوريا وإيران، كلها مجرد ذرائع". لتنفيذ "المخطط الخبيث للمنطقة".
مؤكدا أن "إسرائيل من خلال ممارساتها داست على القانون الدولي، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وقانون الحرب، وجميع القيم المتعلقة بالإنسان والإنسانية. لم تبق هناك جريمة أو وحشية إلا ارتكبوها في مساحة 360 كيلومترا مربعا" هي مساحة قطاع غزة.
وأستدرك بقوله: "ولكنهم مهما فعلوا، لن يتمكنوا من كسر أسس المقاومة لدى سكان غزة. إخواننا في غزة يواصلون مقاومة الغزاة الصهاينة منذ 364 يوما رغم فقر الإمكانات، وهم يمثلون كرامة الأمة والإنسانية". التي اتهم الغرب بالقضاء على قيم وحقوق الإنسان.
مضيفا: "الدول الغربية تمنع الدفاع عن حقوق المظلومين في فلسطين بل إنها لا تستطيع حتى أن تتحمل رؤية العلم الفلسطيني، لكن عندما يتعلق الأمر بالتنظيمات الإرهابية فإنها تفتح أوسع ساحات عواصمها لأنصار تلك التنظيمات بدعوى "قدسية حق التظاهر".
وتابع: "عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وعندما يكون الـ50 ألف قتيل تقريبا من الأبرياء، فإنها (الدول الغربية) تمارس أبشع أشكال الفاشية، وقضت بنفسها خلال عام واحد فقط على جميع القيم التي كانت تدافع عنها لعشرات السنين، من أجل التغطية على مجازر إسرائيل".
مخاطبا "الدول التي تُدلل إسرائيل، وتجعل الحكومة الإسرائيلية متهورة أكثر من خلال تقديم الدعم غير المشروط لها"، بقوله: "أوقفوا هؤلاء الظالمين الذين تمسكون بزمامهم، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، وقبل أن تراق مزيد من الدماء، وقبل أن يحدث مزيد من الدمار".
وتابع محذرا: "وإلا فإن النار التي تغذيها الحكومة الإسرائيلية المتعطشة للدماء لن تحرق هذه المنطقة وشعوبها فحسب، بل ستحرقكم أنتم أيضا". وأردف قائلا: إن بحر الدماء في المنطقة سيتسع أكثر في كل يوم لا يتخذ فيه العالم الإسلامي تدابير لمواجهة إسرائيل".
مختتما كلمته بتجديد دعوته التي اطلقها من على منبر الامم المتحدة في اجتماع جمعيتها العامة، الشهر الفائت، إلى "استخدام القوة مع اسرائيل"، ومطالبة دول العالم العربي والاسلامي، إلى "اتخاذ تدابير اقتصادية وتجارية من أجل منع العدوان الإسرائيلي في المنطقة".
شاهد .. أردوغان يرفض مخطط تمزيق المنطقة
اتفقت تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تحذيرات متطابقة، اطلقها زعيم جماعة الحوثي في خطاب متلفز، القاه مساء الأحد (7 اكتوبر) بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة "طوفان الاقصى"، خاطب حكام دول المنطقة محذرا من مخطط خطير يستهدف الجميع.
وحذر الحوثي الدول العربية بما فيها المطبعة للعلاقات مع الكيان الاسرائيلي وتلك التي وصفها بأنها "تغازل اسرائيل" مما سماه "مخططا خطيرا ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بدعم دول كبرى"، قال: إنه يسعى لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً والسيطرة على كامل الدول العربية".
مضيفا: "أطماع العدو الصهيوني لا تقف أبداً عند فلسطين بل تمتد إلى بقية العرب وبقية الدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة". وأردف: "أطماع العدو الإسرائيلي ليست سرديات وروايات تحكى بل هي مشاريع ماثلة ويجري العمل عليها على الأرض وتوفر لها إمكانات ضخمة".
وتابع الحوثي منتقدا المطبعين مع الكيان: "القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع، وكان ينبغي لخطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن أن تُحرك النظام الأردني وتثير حفيظته وتُحرك وتثير قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة".
محذرا من أن "الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية، ويعملون على السيطرة على عدة أنظمة عربية وتجنيدها وتجنيد جيوشها لخدمة العدو الصهيوني وموجهة من يعادونه".
وقال: "تحت عنوان المواجهة لإيران يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو الإسرائيلي قوة عسكرية مهيمنة في المنطقة وإعادة تشكيل الحدود". وأردف: إن "الأعداء يعملون على استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها وإيصالها إلى أدنى مستوى من الضعف".
مضيفا: "سعى الأعداء لإعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح للعدو الإسرائيلي بتوجيه ضربات مؤلمة وقاتلة ومدمرة في أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب. ويسعون لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات القوى العالمية الكبرى بما يمنح العدو نفوذا استراتيجيا عالمياً".
واتهم الأنظمة العربية بأنها "تتعامل بشكل مؤسف ومخزٍ مع أطماع العدو الصهيوني أو تعاملها تجاه ما يجري في غزة". منتقدا "أن تنفق بعض الدول العربية المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عما يجري وصولا إلى حالة اللا شعور بالمسؤولية، بهدف احتواء اي تحرك عربي".
معتبرا أن ما سماه "الارهاب الاعلامي" عبر "توجيه الاتهامات والتثبيط والتهويل من الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء في احتواء أي تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني". ومتهما السعودية بأنها "ما تزال تغازل تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بالرغم مما حدث في غزة، ما يدل على متانة العلاقات بينهما".
وقال الحوثي في خطابه: "كان يراد لفلسطين أن تتمزق وأن تطمس قضيتها فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن". وأردف: إن فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحات كبيرة ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون".
مضيفا: إن "العدو الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماما وينهار كليا لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية". متحدثا عن أن طوفان الاقصى "أنهى حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة وأدخله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وأنهك العدو وداعميه" حسب تعبيره.
وتابع: "بعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل". ساردا من ابرز الانجازات "أن طوفان الأقصى أعاد الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة وبدون أي ضعف أو استسلام مهما كانت التضحيات".
مجددا التأكيد على أنه "مع حجم العدوان الإسرائيلي، تبقى حتمية الزوال لهذا العدو من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق". مضيفاً: "حالة التخاذل والخيانة لا تخلص العدو الإسرائيلي من حتمية زواله، ويُدرك العدو المجرم وداعموه الغربيون حتمية زوال الكيان المجرم والنبتة الشيطانية".
شاهد .. زعيم الحوثيين يحذر من هذا المخطط
تأتي الذكرى السنوية الاولى لمعركة "طوفان الاقصى"، في ظل تصاعد العمليات الفدائية ضد كيان الاحتلال، واستمرار الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة على قواعد جيش الاحتلال، من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الاسلامية في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن، و"حزب الله" في لبنان.
تفاصيل: ابو عبيدة يفاجئ العالم بهذا الاعلان (فيديو)
ومضى عام على اطلاق المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، عملية "طوفان الاقصى"، السبت (7 اكتوبر 2023م) ردا على حصار كيان الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة طوال 14 عاما، وجرائمه بحق الفلسطيين وتدنيسه المقدسات.
في المقابل، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه وحصاره على قطاع غزة، وشن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "41870 قتيلا فلسطينيا (بينهم 29000 طفل وامرأة ومسنا)، و97166 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.