العربي نيوز - المخا:
كشف سياسيون وإعلاميون في الساحل الغربي عن مفاجأة صادمة للجميع، تمثلت في تبني طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات، للناشط غالب القاضي ونهجه في استجداء المساعدات الاغاثية واستغلالها لتحقيق غاياته الشخصية واهوائه الذاتية.
جاء هذا في تناولات سياسيين واعلاميين وناشطين لانباء افتتاح طارق عفاش ومسؤولي المكتب السياسي لقواته بين الحين والاخر مشاريع حفر ابار مياه جرى تنفيذها بمساعدات خارجية في مديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة قواته، وتعمد الظهور كواجهة لها عند وضع احجار اساس تشييدها وعند تدشينها.
وتحت عنوان "برعاية غالب القاضي: طارق صالح يستغل المشاريع الخدمية لتلميع نفسه على حساب أبناء تهامة"، كتب الإعلامي والناشط التهامي عبدالمجيد زبح، مقالا نشره الجمعة (4 اكتوبر) على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، سرد فيه وقائع اعتماد طارق عفاش نهج "القاضي" في استغلال المساعدات لصالحه.
وقال: "في خطوة جديدة من خطوات استغلال المشاريع الخدمية لتلميع الذات والترويج السياسي، شهدت مدينة الخوخة افتتاح مشروع حيوي تم تمويله من الأشقاء في الكويت وتنفيذه عبر مؤسسة غطاء الرحمة. الكويت التي طالما قدمت خدماتها السخية لليمن بصمتٍ وإخلاص، دون أن تسعى وراء تلميع أو مكاسب سياسية".
مضيفا: "يأتي اليوم طارق صالح ليقفز على تلك الجهود في محاولة مكشوفة لتصدير نفسه وكأنه صاحب الفضل". وأردف: "طارق صالح، الذي لا يمتلك أي دور فعلي في تمويل أو تنفيذ هذا المشروع، لم يجد حرجًا في محاولة إظهار نفسه كراعٍ للمشروع. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الرعاية التي قدمها طارق صالح؟".
وتابع الاعلامي والناشط التهامي عبدالمجيد زبح متسائلا: "وهل كان له أي دور في إطلاق هذا المشروع سوى محاولة تسويق نفسه على حساب أبناء تهامة، الذين يعانون منذ سنوات طويلة من التهميش والحرمان؟". وأردف قائلا: "الأدهى من ذلك، هو تغييب اسم رئيس الجمهورية الشرعي الدكتور رشاد العليمي في كل المشاريع".
معتبرا أن ذكر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اولى، بقوله: "يكون من الطبيعي أن يتم تكريم الرئيس الشرعي كرئيس للبلاد والمسؤول الأعلى عن الرعاية العامة لمثل هذه المشاريع. إلا أن طارق صالح يسعى، بوضوح، إلى فرض نفسه كأنه الحاكم الفعلي، متجاهلًا دور القيادة الشرعية ومرتزقًا بمشاريع قدمتها الكويت لدعم الشعب اليمني".
وخلص زبح إلى "إن هذه الظاهرة الخطيرة تكشف عن نية مبيتة لتهميش القيادة الشرعية وإظهار طارق صالح وكأنه الرجل الأقوى في الساحة". مؤكدا أن "أبناء تهامة ليسوا في حاجة إلى مثل هذه العروض السياسية الرخيصة. هم بحاجة إلى مشاريع حقيقية تعمل على تحسين حياتهم اليومية، دون أن تتحول هذه المشاريع الى وسيلة تلميع".
منوها إلى أن نهج استغلال المساعدات الخارجية للداعية الشخصية في "سياق البحث عن مكان له في المستقبل السياسي لليمن" ينطوي على اساءة للدول والجهات المانحة لهذه المساعدات. وقال: "طارق صالح، بتصرفاته هذه، لا يسيء فقط إلى أبناء تهامة، بل يحاول أيضًا أن يستغل جهود الكويت التي لطالما دعمت اليمن بكل صدق وتفانٍ".
وتابع: "هذا التصرف هو محاولة واضحة لتسييس المعاناة الإنسانية وتحويل المشاريع التنموية إلى دعاية شخصية لا تخدم سوى طموحات طارق صالح السياسية. وعلى أبناء تهامة أن يدركوا جيدًا أن هذه المحاولات تسعى فقط إلى تحويلهم إلى أدوات في لعبة طارق صالح السياسية، وأن هذه المشاريع يجب أن تظل بعيدة عن التوظيف السياسي والاستغلال".
مضيفا في مخاطبة المواطنين بمديريات الساحل الغربي: إن "ما يقوم به طارق صالح هو إفلاس سياسي واضح، ومحاولة يائسة للظهور بمظهر المنقذ بينما لا يمتلك أي فضل حقيقي في تقديم هذه المشاريع. واستغلال المشاريع الخدمية والتنموية لتصدير نفسه هو أمر غير مقبول، وعلى الجميع في تهامة وفي كل اليمن أن يرفضوا هذا الاستغلال الرخيص".
واختتم الاعلامي والناشط التهامي عبدالمجيد زبح مقالته، التي تعمد عند نشرها على حسابه بمنصة "إكس"، اجراء اشارة لمجلس الوزراء الكويتي، بقوله: "يجب على أبناء تهامة أن يقفوا ضد هذه المحاولات المستمرة لتهميشهم، وأن يطالبوا بمشاريع حقيقية تدعمهم، بعيدًا عن الأجندات السياسية والشخصيات التي تسعى لتحقيق مكاسب شخصية على حسابهم".
شاهد .. كشف تبني طارق عفاش غالب القاضي
شارك طارق عفاش عمه الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، بدور رئيس في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم معسكرات الجيش اليمني ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي، قبل أن يعلنا رسميا شراكتهما بالانقلاب والسلطة والثروة، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
لكن طارق عفاش بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، وتمكن من الفرار الى شبوة، التحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استولى طارق على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، لبسط سيطرته على المديريات الساحل الغربي المحررة، وعمل على تفكيك هذه الالوية وادماجها بقواته وتحت قيادته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية، بعمليات اشرف عليها شقيقه عمار.
ومع انه مع بداية 2021م رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية في اليمن نهاية 2017م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) وغربه (طارق عفاش).
ميدانيا، تفاقمت معاناة الملايين من المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.