العربي نيوز - عواصم:
صدم المؤتمر الشعبي العام، اليمنيين وجميع المراقبين بإعلانه رسميا، مساء الاثنين (23 سبتمبر) قراره بالغاء حركة واحتفالات " 26 سبتمبر" المُعدة للانقضاض على جماعة الحوثي الانقلابية واسقاط سلطاتها من داخل صنعاء ومحافظات سيطرتها، مُفجرا ازمة كبيرة تتصاعد داخل المؤتمر الشعبي على اختلاف اجنحته.
ودعت الامانة العامة للمؤتمر الشعبي في بيان نشره لسان حال الحزب (المؤتمر نت)، قواعد الحزب ومنتسبيه ومنتسباته إلى تجميد جميع الانشطة التي كانت مقررة للانقلاب على سلطات جماعة الحوثي يوم 26 سبتمبر القادم، بعد انكشاف خطة الحركة لسلطات الحوثيين.
قال بيان المؤتمر: "تؤكد الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام حرصها على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ورفضها المساس بحالة الاستقرار والسكينة العامة، وتدعو المؤتمريين والمؤتمريات وانصارهم كافة عدم الإنجرار وراء الدعايات والدعوات والتجمعات المشبوهة التي لن تفيد أحداً".
مضيفا: "وتؤكد الامانة العامة على ان الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية يجب أن تتم وفقاً لما يقره القانون وليس في الشوارع والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وتشدد على أن من يقوم بأعمال تخل بالأمن والإستقرار تحت أي مسمى لا يمثل المؤتمر الشعبي العام وإنما يمثل نفسه".
شاهد .. المؤتمر الشعبي يلغي حركة "26 سبتمبر"
وفجر اعلان أمانة المؤتمر الشعبي، ردود فعل متباينة، وازمة كبيرة في صفوف قيادات المؤتمر الشعبي ومنتسبيه، على اختلاف اجنحته، بين تيار يؤيد إعلان الغاء "حركة 26 سبتمبر" الانقضاضية، خصوصا بعد انكشاف خطتها، وتيار يعارض الاعلان ويصفه بالخيانة لثورة 26 سبتمبر.
جاء بين ابرز معارضي اعلان المؤتمر، السياسي الناشط بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش، الموالي للامارات، فهد طالب الشرفي، معتبر الاعلان "حوثي إيراني بإمتياز". وقال: "انا كمؤتمري انكره واعتبره تحت قدمي هو ومن كتبه فالمؤتمر الشعبي العام هو امتداد للحركة الوطنية".
لكن الشرفي في الوقت نفسه، أقر باعتراف قيادات المؤتمر الشعبي خارج اليمن بقيادة الحزب في العاصمة صنعاء وما يصدر عنها من بيانات وقرارات، قائلا: "وصمت قيادات المؤتمر في الشرعية والخارجة عن سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية على مثل هذا البيان ذل وعار وشنار".
شاهد .. الغاء المؤتمر حركة "26 سبتمبر" يفجر ازمة
كذلك، علق الناشط السياسي الجنوبي البارز، حسين حنشي، باتهامات لقيادة المؤتمر الشعبي بالخيانة، قائلا: "الحزب الامعة الذي قيادته متحالفه مع الحوثي يعلن وقوفه مع الامامة ضد الشعب في احتفالات سبتمبر القادمة ". وأردف: "قلت لكم قبل ايام حزب عار على اليمن زعلتوا".
شاهد .. سياسيون جنوبيون يتهمون المؤتمر الشعبي بالخيانية
ورحب مؤتمريون في العاصمة صنعاء، مؤيدون لجماعة الحوثي بالاعلان، ومنهم الناشط عبدالعزيز القدمي، مخاطبا المؤتمريين في عدن وخارج اليمن المعارضين بقوله: "يعني احتفال رسمي وبدون زوبعة. قلي انتم في عدن ليش منعتم الاحتفال؟؟". وأردف: "وصنعاء ستحتفي بها".
شاهد .. مؤتمريون يتشفون بالغاء "26 سبتمبر" بالجنوب
جاء اعلان المؤتمر الشعبي العام الغاء حركة 26 سبتمبر"، بعدما كانت قيادات مؤتمرية كشفت عن الحركة رسميا، غير آبهة بسلامة منتسبي الحزب المشاركين في تنفيذها، ومن هذه القيادات محمد محمد مهدي المسوري، محامي الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش.
وقال المسوري: "شباب في صنعاء يستعدون لإطلاق حركة شبابية مدنية بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر". وأردف: "يجب التفاعل مع هؤلاء الشباب الأبطال ومشاركتهم في كل ما يقومون به من أجل الوطن والشعب". داعيا الشباب إلى "الحذر كل الحذر من المندسين الحوثة".
شاهد .. محامي صالح يكشف عن "حركة 26 سبتمبر"
تأتي هذه التطورات بعدما قادت خلافات على مخصصات مالية، الى تقديم هدية مجانية لجماعة الحوثي الانقلابية، وكشف خطة محكمة كانت أُعدت لتوجيه ما سمته مصادر حكومية "الضربة القاضية للحوثيين" والتي كان مقررا ان تسدد اليها من وسط العاصمة صنعاء بالتزامن مع ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة.
وكشفت مصادر حكومية مطلعة عن أن "خلافات على المخصصات والعائدات المالية المقدمة من دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كشفت خطة توجيه ضربة قاضية لجماعة الحوثي الانقلابية من وسط العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات الرئيسة التي تسيطر عليها في الحديدة وذمار وإب".
موضحة أن "قيادة التحالف كانت خصصت موازنة مالية كريمة، لتنفيذ خطة تحشيد ميداني وسياسي واعلامي للشارع ضد الحوثيين في ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وارباك سلطات الحوثي بثورة شعبية تطيح بها من وسط العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتها، لكن خلافات بينية قادت لانكشاف الخطة".
وأفادت المصادر الحكومية المطلعة، بأن "خلافات كبيرة نشبت بين عدد من الناشطين والناشطات مع بعض الشخصيات التي تم تحويل المخصصات المالية اللازمة إليها في العاصمة صنعاء ومحافظة إب، قادت الى تقديم بعض الناشطين شكاوى وبلاغات لاقسام شرطة سلطات الحوثيين، مع الاسف الشديد".
مشيرة إلى أن "الخلافات على تقاسم المخصصات المالية بين شخصيات حزبية واجتماعية مع عدد من الناشطين والناشطات الموكل اليهم تحشيد المواطنين والمواطنات في تظاهرات شعبية حاشدة وسط العاصمة صنعاء ومحافظة اب، دفعت البعض منهم لتقديم شكاوى وبلاغات الى اقسام شرطة سلطات الحوثي".
وأكدت المصادر أن "عددا من الناشطين والناشطات قدموا مع الاسف، في شكاويهم وبلاغاتهم للحوثيين، تفاصيل المهام الموكلة اليهم واسماء عدد من الشخصيات القبلية والإعلامية والسياسية الذين سافروا خلال الأشهر الماضية خارج اليمن والتقوا بقيادات تابعة للتحالف وطارق وعمار صالح وتم الاتفاق معهم".
منوهة بأن "تلك الشخصيات بعد عودتها بدأوا نشاطهم المطلوب رغم معارضة كثير من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، التي يتهمونها بالتحوث". وذكرت "من بين الناشطات في التحرك شخصيات نسائية أبرزها ( أ. الأصبحي) و (ج. المخلافي) والمكلفتان بتحشيد اكبر قدر من الفتيات والنساء".
ولفتت إلى أن "ناشطات ابلغن عن ( أ. الأصبحي) و (ج. المخلافي) وأنهما تستخدمان العديد من أرقام الهواتف الجديدة ويساعدها في التحرك والنشاط مدراء إذاعات ممولين بشكل غير مباشر من طارق وعمار عفاش، ما قاد سلطات مليشيا الحوثي لاكتشاف تفاصيل الخطة وافشالها في مهدها مع الاسف الشديد".
داعية في الوقت نفسه جميع المناوئين والمناهضين لسلطات جماعة الحوثي الى "اخذ الاحترازات اللازمة والتوقف عن ممارسة اي من النشاطات الموكلة اليهم لضمان سلامتهم وذويهم". حسب تعبيرها، مؤكدة أن "الحرص على دماء اليمنيين وارواحهم مقدم على ماعداه بالنسبة للشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة".
يشار إلى أن وسائل اعلام محلية، تداولت انباء اعتقال سلطات مليشيا الحوثي الانقلابية، عددا من الناشطات والناشطين، وكذا شخصيات حزبية واجتماعية، بتهمة "التخطيط والمشاركة في التحريض ضد السلطات والتحشيد لأعمال شغب وعنف في ذكرى ثورة 26 سبتمبر بتمويل من التحالف السعودي الاماراتي".