العربي نيوز - عدن:
بدأت صفوف "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في التهاوي مدشنة انهيارا وشيكا للمجلس من الداخل، عبرت عنه قيادات في الجمعية العمومية للمجلس وقيادات مكونات سياسية جنوبية، تتأهب لسد الفراغ الذي سيحدثه انهيار "الانتقالي" بعد فقدانه تعاطف قطاع واسع من المؤيدين لشعاراته في عدن والمحافظات الجنوبية.
وتصدر لتأكيد انهيار "الانتقالي" من الداخل، عضو "الجمعية العمومية للمجلس عارف العيسائي، بإعلانه في مقطع فيديو، راج على منصات التواصل الاجتماعي: " ياقيادتنا والله لو نخرج ثورة جياع ما عاد بنعرف أحد، .. واسأل الله يامسؤولينا ان يعيدكم الى المربع اللي كنتم فيه صفر أو ما تحت الصفر عشان تحسوا بالآخرين".
مضيفا: "لا تقولوا لي الاعداء بيتشفوا فينا، طز فيهم، انا أنام جيعان مع عيالي". وأردف: "إحنا صابرين على الوضع السيء والفتات الذي نتقاضاه، استلم 80 ألف ريال كل شهرين، لا أعلم في ماذا انفقها وعليّ 500 ألف ديون". وتابع: "لم نقل اننا نريد تسفيرنا للترفية في شرم الشيخ او السعودية أو أوروبا، لكن اعطونا راتب يحفظ ماء وجهنا".
شاهد .. قيادي بـ "الانتقالي" يؤكد انهياره الوشيك (فيديو)
وسبق لقيادي بارز في "الانتقالي الجنوبي" أن اعلن انشقاقه عن المجلس بعد ما سماه اليقين بأنه "يتاجر بالقضية الجنوبية لمصالح شخصية لقياداته"، كاشفا عن جانب من امبراطوريات تجارية شكلتها رئاسة "الانتقالي الجنوبي" في سنوات، تضم استثمارات عقارية ومتاجر لبيع الذهب وشركات صرافة وتحويلات اموال في الامارات وجنوب اليمن.
تفاصيل: انكشاف مذهل لثروة الزُبيدي والمحرمي (فيديو)
من جانبه، أكد رئيس "تجمع القوى المدنية الجنوبية السياسي" عبدالكريم السعدي، أن مشروع "المجلس الانتقالي الجنوبي" وصل إلى غايته، التي قال انها ليست حل القضية الجنوبية كما يزعم لدغدغة مشاعر المطحونين، بل الإحلال بديلا عن الحزب الاشتراكي اليمني (نسخة الطغمة في صراع 13 يناير 1986م) في إطار الشراكة اليمنية.
وقال السعدي في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن "خطوات الاستعدادات للاستئثار قد بدأت بمواقع الدولة اليمنية الاتحادية القادمة ومعها طبعا بدأت مرحلة التخلص من الأحمال الثقيلة وغير المرغوب بها في إطار الجماعة، فيها الكثير من المعارك لصالح جماعاتها ومرتزقتها على حساب الوطن وقضاياه ومعاناة أهله".
مضيفا في تصريحه المثير للجدل: "أرى أن ملامح ذلك التيار قد بدأت ترتسم على رقعة الواقع السياسي والاجتماعي وسيحمل القادم مفاجآت سارة تخرج أهلنا في الجنوب من معاناتهم وتعيد الأمور إلى نصابها وتنهي أكبر حقبة عبث وفساد واجرام وانتهاك للحريات وتفريط بالسيادة الوطنية شهدتها ما تسمى بالمناطق المحررة جنوبا وشمالا".
شاهد .. قيادي جنوبي يعلن سقوط شعارات "الانتقالي"
وتتصاعد موجة السخط الشعبي في الشارع الجنوبي، على "الانتقالي"، جراء اعتداءات مليشياته القمعية، وممارسته العنصرية، وفساد قياداته على حساب تجويعها وعموم المواطنين والفشل في ايقاف تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية، ما يؤجج غليان الشارع باتجاه ثورة تطيح بـ "الانتقالي" ومليشياته.
ينهج "الانتقالي" منذ تأسيسه بتمويل من الامارات في سعيه للسيطرة على جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته، سياسة الاقصاء والقمع للمختلفين معه، والمنتمين لغير الضالع ويافع، والتفكيك للمكونات الجنوبية، ويطبق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وشعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
وتصدرت مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممولة من الامارات، خلال السنوات السبع التالية لتأسيس "الانتقالي" بتمويل ودعم سياسي واعلامي اماراتي؛ قائمة اكثر وأخطر أطراف الحرب في اليمن، ارتكابا للانتهاكات الجسمية لحقوق الانسان وحقوق المواطنة، والاعتقالات والاغتيالات، حسب تقارير منظمات حقوقية محلية واقليمية ودولية.
تترافق اعتداءات "الانتقالي" التي شملت اختطاف واعتقال واغتيال المئات من الجنوبيين، الاستحواذ على الايرادات العامة للدولة عقب انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بدعم مباشر من الطيران الحربي الاماراتي، واطلاق عمليات نهب ممتلكات المواطنين واراضيهم وأراضي الدولة بما فيها باحات الجامعات والمواقع التاريخية والاثرية.
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ودعمت علنا انقلابه على الشرعية اليمنية بدءا من يونيو 2018م مرورا بسيطرته على عدن ثم ابين ولحج وسقطرى؛ ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها، وأداة لفرض انفصال جنوب اليمن.
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له بما فيها العمالقة الجنوبية، انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية وامن واستقرار المنطقة برمتها".
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، وانفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لها، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.