الاربعاء 2024/12/11 الساعة 12:25 ص

العربي نيوز - ابين:

تلقى "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته الممولة من الامارات، ضربة قاصمة أخرى، منذ تأسيسه وتمويل انشاء مليشياته وانقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، أوقعت في صفوفه عشرات القتلى والجرحى، وفضحت زيف حملاته تحت شعار "مكافحة الارهاب"، وكيده للشرعية اليمنية ومكوناتها السياسية.

وتعرضت مليشيا ما يسمى "اللواء الثالث دعم واسناد" التابعة لـ "الانتقالي"، الجمعة (15 اغسطس) لهجوم مباغت استهدف احد معسكراتها في بلدة الفريض بمديرية مودية، شرقي أبين، اثناء تجمع صباحي لعناصرها، اغرقها في دمائها واشلائها، وعصف بما يزيد عن 50 بين قتيل وجريح، في محصلة ما تزال أولية.

شاهد .. لحظة استهداف معسكر للانتقالي في ابين (فيديو)

شاهد .. هجوم يعصف بمعسكر للانتقالي في ابين (صور)

نُفذ الهجوم "بسيارة مفخخة يقودها انتحاري وعلى متنها مئات الكيلو جرامات من المواد شديدة الانفجار" حسبما اعلن المتحدث باسم مليشيا الانتقالي" محمد النقيب، الذي انبرى على الفور لتوجيه  الاتهامات إلى الشرعية ومكوناتها السياسية، وقال إن الهجوم "نتاج تصعيدٍ سياسيٍ وخطابٍ تحريضيٍ إرهابي، يستهدف قواتَنا".

متوعدا: "عهداً منا لشعبنا، أن تظل معركتنا ضد الإرهابباقية في انتصاراتها وبقوة أشدُ بأسا، طالما استمرت القوى المعادية في هذا النهج القائم على استخدام الإرهاب وعناصره أدوات للقتل والابتزاز السياسي الرامي لتطويع وتقويض قضية شعبنا الجنوبي في مشاريع احتلالية إرهابية كما جرت العادة منذ عقود ثلاثة".

شاهد .. "الانتقالي" ينعي العشرات من مليشياته بأبين (فيديو)

وأدانت الشرعية، ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الهجوم، ووصفه بـ "الهجوم الغادر الذي نفذته ايادي الاجرام والارهاب". و"شدد على اهمية دور الاجهزة الامنية والاستخبارية في تتبع عناصر التنظيمات الارهابية، وتجفيف منابعها ومصادر تمويلها بالتنسيق مع جميع الشركاء الاقليميين والدوليين".

شاهد .. الشرعية تدين هجوم مودية الانتحاري في ابين

من جانبه، سرعان ما اعلن "تنظيم انصار الشريعة" الرديف لما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، تبنيه الهجوم وبث عبر حسابات ناشطين تابعين له على منصات التواصل الاجتماع بيان تبنيه الهجوم وصورا توثق تنفيذه. تحت عنوان "هلاك وإصابة 50 من مرتزقة الامارات بعملية استشهادية في ابين".

وتوافق توقيت العملية مع ذكرى اعلان تنظيم القاعدة (انصار الشريعة) في 10 اغسطس 2023م، تبنيه عملية اغتيال القيادي السابق في التنظيم قبل أن يصير بعد 2018م قائدا لملييشيا "الحزام الأمني" في ابين، التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي" والممولة من الامارات، عبداللطيف السيد ويقود حملة "سيوف حوس" ضد التنظيم.

شاهد .. "انصار الشريعة" تتبنى هجوم مودية (صور)

https://x.com/Menalalwqia/status/1824418076827242937

https://x.com/Menalalwqia/status/1824416268675408317

https://x.com/Menalalwqia/status/1824414173192655082

https://x.com/Hamid_alqawsi/status/1824414623656730891

بدورها أكدت وسائل اعلام عربية عدة، بينها قناة "الحدث" السعودية، تبني تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (انصار الشريعة) الهجوم على معسكر اللواء الثالث لمليشيا "دعم واسناد" الانتقالي الجنوبي. مثيرة تساؤلات عن كيفية تمكن سيارة مفخخة من دخول معسكر وتجاوز حراسته وتحصيناته، ومبرزة "تفوق استخباراتي للتنظيم".

شاهد .. قناة "الحدث" تعلن تبني "القاعدة" هجوم مودية (فيديو)

واتفق سياسيون وناشطون جنوبيون في اعتبار "هجوم مودية دليل جديد على فشل الانتقالي في مكافحة الإرهاب". وقال قاسم طاهر: "الانتقالي لا يستهدف في أبين عناصر إرهابية أو ‘القاعدة‘، بل قبائل أبين ومشايخها، بدافع مناطقي وثارات الصراعات الجنوبية الجنوبية، ضمن مخطط إماراتي يستهدف قبائل اليمن الجنوبية المعارضة للتواجد الإماراتي".

شاهد .. هجوم مودية يكشف زيف حملات "الانتقالي"

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية