العربي نيوز - لحج:
وردت للتو معلومات صادمة عن اختطاف المليشيا الانقلابية، شبيها لقائد كتيبة الدفاع الجوي في ابين، المقدم علي عبدالله عشال، المختطف والمخفي قسرا من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في عدن منذ 12 يونيو الفائت، اختطفه قائد بارز في مليشيا "العمالقة الجنوبية" منذ 104 ايام.
جاء هذا في نداء وجهه الاحد (18 اغسطس) اكرم عبدالكريم عبده صالح هزاع الجريوي الصبيحي "بإسمه وبإسم كل حر من قبيلة الجريوه خاصه وقبائل الصبيحة عامة"، قال فيه: "نُعلم الجميع بأن عمي الشيخ عصام هزاع الصبيحي المعتقل في سجن مصنع الحديد قد تجاوز ال١٠٤ يوماً".
مضيفا: "وقد تم إعتقاله بأسلوب الغدر والخيانة من قِبل زميله حمدي شكري، وتم إتهامه بتهماً كيدية لا اساس لها من الصحة إنما لأغراض شخصية ومادية وتنفيذا لأوامر وتوجيهات إماراتية سعياً لتشويه صورته بالبهتان مع العلم بأنه تم محاربته في جميع مشاريعه واعماله على مدى سنوات".
وتابع: "كما تم اعتقال مجموعة من افراد اسرته وكان منهم احد اخواني واولاد عمي الاخر والعديد من الانتهاكات التي تعرض لها عمي وتعرضنا لها جميعنا، ومع كل ذلك فقد احتكمنا للاخلاق والقيم لعل وعسى ان تردهم مبادئ الأخلاق والقيم والاعراف القبيلة ورابطة الاخوه فيما بيننا".
مردفا: "لكن ما نراه اليوم هو سلسلة متتابعة من الانتهاكات والمماطلات والتسويف والتهديد والوعيد بالسجن لكل من طالب برفع الاذى والظلم الواقع على عمي. كما إن كل قيادي نذهب أو يذهبون إليه المشايخ الكرماء يسقط القضية الى قيادي آخر ويبلغنا ان لا علاقة له وان القضية بيد أخر".
ومضى اكرم عبدالكريم صالح هزاع الجريوي الصبيحي في ندائه قائلا: "وهنا يطول الشرح عن الانتهاكات التي تعرضنا لها طيلة الفتره الماضيه الى يومنا هذا". موجها خطابه الى "كل مشائخ الصبيحة والعقلاء بأن يتدخلوا في حل الإشكالية بيننا وبين معتقلي عمي الشيخ عصام هزاع".
مختتما نداءه بقوله: إن اسرته وقبيلة الجريوه يطالبون بهذا الموقف العاجل من كل مشائخ الصبيحة والوجهاء والعقلاء الكرام بشكل واضح وصريح "كي لا تذهب الامور الى مالا يحمد عقباه فصبرنا قد تجاوز الحدود، حرصاً وحفاضاً على ما تبقى من الاحترام المتبادل". حسب تعبيره.
والثلاثاء (7 مايو)، أكدت مصادر محلية وقبلية واعلامية متطابقة، بينها "منصة أبناء عدن"، اقدام قائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية" حمدي شكري، على اعتقال الشيخ عصام هزاع الصبيحي، في مصنع الحديد، اهاضع لسيطرة مليشيا الانتقالي بمديرية البريقة" بالعاصمة المؤقتة عدن.
تفاصيل: اعتقال شيخ يهدد باجتياح مسلح للعاصمة
وأفادت المصادر بأن "حمدي شكري لم يقم باعتقال الشيخ عصام الصبيحي اعتقالا قانونيا أو بطرق قانونية، وإنما تعسفا وبطريقة الغدر، فتواصل بالشيخ عصام الصبيحي وعزمه أن يأتي إليه لعقد لقاء معه لمناقشة بعض الأمور، وعندما ذهب الشيخ عصام إليه وجه أفراده بأن يدخلوه السجن".
موضحة أن "حمدي شكري بعد اعتقال الشيخ عصام هزاع، تعمد ايداعه سجنا انفراديا ومنع عنه التواصل حتى مع أسرته ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ووجه أفراده بمداهمة منزل الشيخ عصام ونهب سيارته ومقتنايته وسلاحه الشخصي من المنزل بدون أي وجه حق أو مسوغ قانوني".
تفاصيل: المليشيا تغدر بشيخ بارز وقبيلته بهذه الطريقة !
وفي (22 مايو) كشفت أنه "عندما علمت أسرة الشيخ عصام بتدهور حالته الصحيه داخل السجن ذهب ولده اليهم ليطلب منهم زيارة والده وإدخال له اكل وشرب، فابلغوا حمدي شكري لكي يعطيهم الإذن، ولكن تفاجأ الأفراد بأن توجيهات حمدي شكري بأن يتم إيداع نجل الشيخ عصام في السجن".
مؤكدة أن "حمدي شكري أصدر توجيهات لأفراده بأن أي شخص من قبيلة الصببحة يأتي ويريد زيارة الشيخ عصام يتم تهديده بالسجن اذا لم يغادر في الحال. كما استخدم اسلوب الترهيب والتهديد للمشايخ والوجهاء بمنع ابنائهم أو اقربائهم من النشر لأي توضيحات لمظلومية الشيخ عصام".
تفاصيل: اعتقال نجل شيخ زار والده بالمعتقل (اسماء)
وأقرت مليشيا "الانتقالي" و"العمالقة" الممولة من الامارات، الخميس (23 مايو) باعتقالها رجل الاعمال الشيخ عصام هزاع الصبيحي واقتحام منزله ومصادرة مقتنياته، زاعمة أنه "سلم نفسه" لسلطاتها في عدن، وأنه اعترف بـ "تنفيذه زيارات لمحافظات ومناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي". حد زعمها.
تفاصيل: المليشيا تقر باعتقال احد مشايخ طوق العاصمة
عقب ايام، اكدت مصادر قبلية ومحلية متطابقة في لحج أن "حمدي شكري اعتقل المرفق الشخصي للشيخ عصام هزاع، مطيع الصلوي، من دون أي مسوغ قانوني". وأكدت المصادرأن "مطيع الصلوي، يتعرض للتعذيب بسجون حمدي شكري، لإرغامه على الاعتراف بكل ما يطلب منه لإدانة الشيخ عصام".
تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)
من جانبه، فضح وزير الدفاع الاسبق والمستشار العسكري لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن محمود الصبيحي، في (26 مايو) الفائت، زيف اتهامات حمدي شكري و"الانتقالي الجنوبي"، معلنا أن الشيخ عصام هزاع محتجز على خلفية قضية ميناء رأس عيسى وسعيه لتفعيله وتطويره وليس مذنبا أو خائنا".
تفاصيل: الفريق الصبيحي يوجه صفعة لـ "الانتقالي" (فيديو)
يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".
تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)
وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.
تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)
جاء بين ابرز من طالهم استهداف قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري، بجانب الشيخ عصام هزاع ونجله ومرافقه الشخصي، الشيخ ثابت راجح العطري، وغيرهم، على خلفية رفضهم حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والمطالبة بحقوقهم في النهوض تنمويا واقتصاديا.
تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)
بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".
تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)
وتتابع هذه التطورات، بعد اسبوعين، على ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.
تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".
تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، على السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.