العربي نيوز - الدوحة:
شهدت مراسم صلاة الجنازة وتشييع جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) القائد الشهيد اسماعيل هنية، إلى مثواه الاخير في قطر؛ حدثا فارقا بكل المقاييس، وثقته مقاطع الفيديو، من داخل مسجد الإمام، في العاصمة القطرية الدوحة.
ومنذ ساعات الصباح الاولى ليوم الجمعة (2 اغسطس) ازدحمت الشوارع المحيطة بمسجد الامام في الدوحة، بجموع الواصلين من مختلف دول العالم، للمشاركة في صلاة الجنازة وتشييع الشهيد هنية، وفاضت اعدادهم عن السعة الاستيعابية للمسجد، ليصلوا في شوارع الدوحة.
جموع بعشرات الآلاف من جنسيات عدة وأعراق مختلفة جمعها الاسلام، قطريون وعرب وباكستانيون وأتراك وايرانيوين واندونيسيون وأوروبيون وامريكيون، حضروا للمشاركة في التشييع واصطفوا تحت الاشجار والجسور والابنية بشوارع الدوحة، في مشهد لم تألفه قبلا المدينة.
وعلقت قناة "الجزيرة" على هذا "المشهد الاستثنائي" بقولها: "ربما لم يدرك إسماعيل هنية الذي ناهز عمره 62 عاما، أن استشهاده سيجمع الأمة على جثمانه، ليدفن في قطر شهيدا وبطلا مناضلا في نظر العالم الحر، وجسرا تعبر من خلاله القضية الفلسطينية لمرحلة جديدة".
شاهد .. مراسم تشييع جثمان الشهيد اسماعيل هنية بقطر (فيديو)
أظهرت مقاطع الفيديو، انتظار جموع المشيعين خروج الجثمان من المسجد عقب صلاة الجنازة لدفنه في مقبرة الإمام المؤسس في مدينة لوسيل "إلا أن إجراءات الدفن اقتصرت فقط على الدائرة المقربة من عائلة الشهيد إسماعيل هنية، فتجمهروا خارج المسجد هاتفين للشهيد اسماعيل هنية.
شاهد .. هتافات المشيعين لاسماعيل هنية في الدوحة (فيديو)
ونقلت القناة عن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ علي محيي الدين القره داغي، قوله وهو يذرف دموعه ويرفع سبابته: "والله إنه ليوم عظيم، ما ترونه أمامكم هو خير دليل بأن الأمة لم تمت، وأن الخير فيها حتى تبعث". مؤكدا ان "هنية ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
متحدثا عن أن الشهيد القائد اسماعيل هنية حي يرزق عند ربه "لكن يجب تحرك القادة العرب الآن"، وأكد أن "فقدان القائد إسماعيل هنية يعد خسارة كبيرة للأمة الإسلامية". لكنه استدرك حديثه بقوله: "ولكننا على يقين بأن تضحياته ونضاله ستظل خالدة في ذاكرتنا، رمزا للثورة والصمود".
وأعلن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خارج فلسطين، خالد مشعل، في كلمة اثناء مراسم التشييع: أن "لا تنازل عن المبادئ، ولا اعتراف بإسرائيل، سيبقى شعبنا محافظا على وحدتنا الوطنية، سائرا على درب الجهاد والمقاومة واستعادة الحقوق. لن نتأثر بأي وعيد أو تهديد".
مضيفا: "أعداؤنا (الكيان الاسرائيلي) لا يتعلمون الدرس، قتلوا قادتنا منذ 100 عام، فماذا حصل؟. كلما ارتقى قائد، جاء قائد، لم يزد ذلك شعبنا إلا قوة". وأردف قائلا: "الأعداء لا يعلمون أننا نعيش مجاهدين، ونلقى ربنا شهداء، نجيد صناعة الحياة وصناعة الموت بأمر الله".
وتابع مشعل في كلمته قائلا: "خسارتنا في أخينا (هنية) كبرى، لكن أعداءنا لا يعلمون أن دماء الشهداء تختصر الطريق نحو الحرية والنصر. سنبقى محافظين على مسيرتنا، فالضغط لا ينفع معنا، والوعيد والتهديد لا يكسرنا، ولا يخلفنا عن مبادئنا قيد أنملة".
متحدثا عن الشهيد بقوله: "هنية عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يتلمس آلام شعبه ويشاركه أفراحه، خدم قضيته وشعبه والقدس، خدمها مجاهدا وداعية حافظا للقرآن الكريم وخدم القضية رئيسا للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلف عنهم، لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته".
وأضاف: "فلسطين ستظل، من بحرها إلى نهرها، ومن شمالها إلى جنوبها، والقدس قبلتنا وهدفنا، ولا مكان للصهاينة على أرض فلسطين". مخاطبا حكام وزعماء الامة العربية والاسلامية: "نقول لقادة الأمة: حان للأمة أن يعود لها رشدها".
شاهد .. جانبا من كلمة مشعل في وداع هنية (فيديو)
من جانبها، أذهلت زوجة الشهيد اسماعيل هنية، جميع المراقبين حول العالم، لدى استقبالها جثمان زوجها القادم من العاصمة الايرانية عقب تشييعه شعبيا، إلى العاصمة القطرية الدوحة لتشييعه الى مثواه الاخير، الجمعة (2 اغسطس).
تفاصيل: شاهد .. زوجة اسماعيل هنية تذهل العالم (فيديو)
وقالت ابنة الشهيد القائد اسماعيل هنية، في وداع والدها: "دماء والدي ستبقى لعنة تطارد الكيان ليوم الدين". معبرة عن ايمانها بما اختاره الله لوالدها ومتأسيه بأنه "شهيد بإذن الله"، ومؤكدة مضيها واسرتها على خطا الراحل في مقاومة العدو الاسرائيلي.
شاهد .. ابنة اسماعيل هنية تودع والدها (فيديو)
سبق ابنة هنية، إيناس، زوجة نجله، بصدمها العالم عبر إطلالة مصورة غير متوقعة ممن فقدت أباها للتو باغتيال جبان وغادر ليضاف إلى ثلاثة من اشقائها وخمسة من ابنائهم، وظهرت باتسامة رضا، مخاطبة العالم برسالة مدهشة في مضمونها.
تفاصيل: شاهد.. ابنة اسماعيل هنية تفاجئ العالم (فيديو)
وحظي جثمان الشهيد اسماعيل هنية، الخميس (1 اغسطس) بتشييع مهيب في العاصمة الايرانية طهران إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث يوارى الثرى،شارك فيه مئات الآلاف من الايرانيين، رافعين رايات علم فلسطين وفصائل المقاومة الممولة من ايران في كل من فلسطين ولبنان والعراق واليمن.
شاهد .. تشييع مهيب لاسماعيل هنية بطهران (فيديو)
شاهد .. مشاهد جوية لتشييع هنية في طهران (فيديو)
وشهدت العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة جماعة الحوثي في نحو 14 محافظة، وعدد من المحافظات المحررة تتصدرها مارب وتعز وشبوة وحضرموت، تظاهرات شعبية حاشدة، تدين اغتيال الكيان الاسرائيلي الشهيد اسماعيل هنية وتجدد ثبات التضامن والدعم لفلسطين واسناد مقاومتها.
ردد المشاركون في تظاهرة ميدان السبعين جنوبي العاصمة صنعاء هتاف: "دم القائد إسماعيل سوف يطيح بإسرائيل". بينما ردد المتظاهرون في تعز: "يا شهيد يا اسماعيل عن دربك لا لن نميـل، قال الشهيد اسماعيل لن نعترف باسرائيل، علو الصوت علو الصوت القضية لن تموت".
ورفع المتظاهرون رايات فلسطين وصور هنية ولافتات حملت عبارات: "اغتيال القائد يجدد الدماء ويشحذ الهمم"، "اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية يعكس الفشل الذريع في كسر صمود المقاتلين"، "التطبيع تمكين للصهيونية من تخريب النظام العربي"، "من تعز إلى غزة.. معكم حتى النصر والتحرير".
شاهد .. تظاهرات يمنية حاشدة تدين اغتيال هنية (فيديو)
شاهد .. تظاهرات حاشدة في مارب تدين اغتيال هنية (صور)
كما شهدت عدد من العواصم الاسلامية والعربية، الخميس والجمعة، اداء مئات الآلاف من المواطنين صلاة الغائب على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشهيد اسماعيل هنية، كان أكبرها حشودا في باكستان. حسب الصور التي نشرها المركز الفلسطيني للإعلام.
شاهد .. الباكستانيون يؤدون صلاة الغائب على هنية (صور)
شاهد .. الآلاف يؤدون صلاة الغائب على هنية في لبنان (فيديو)
شاهد .. صلاة الغائب على هنية في اسطنبول (فيديو)
وخرج حزب التجمع اليمني للإصلاح عن صمته، واعلن رسميا وعلنيا، انتفاضته بوجه التطورات المتسارعة التي تشهدها اليمن والمنطقة برمتها، معلنا ادانته العدوان الاسرائيلي على اليمن واغتيال الكيان الاسرائيلي لرئيس حركة حماس اسماعيل هنية، ودعمه الكامل للمقاومة الفلسطينية بمواجهة العدوان الاسرائيلي.
تفاصيل: "الاصلاح" ينتفض ويعلن هذا الموقف (بيان)
من جانبه اعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، الخميس (1 اغسطس) التزام جماعته و"محور المقاومة" برد قاسٍ على جرائم الكيان الاسرائيلي في فلسطين ولبنان واليمن، قال إنه "سيأتي بما يسوء العدو الإسرائيلي ويسوء الشامتين ويخزيهم جميعا". مطالبا بخروج شعبي يمني مؤيد يرقى لمستوى الرد المقبل.
تفاصيل: الحوثي يطالب اليمنيين بهذا التفويض (فيديو)
وبدأت ايران الرد على اختراق الكيان الاسرائيلي اجواءها واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مقر اقامته شمال طهران واحد مرافقيه ومستشار عسكري ايراني، صباح الاربعاء (31 يوليو)، بإصدار ثلاثة بيانات ادانة، واحتجاج، ووعيد، واعلان الحداد ورفع رايات الثأر (الحمراء).
تفاصيل: ايران تبدأ الرد على الكيان الاسرائيلي (فيديو)
جاء هذا بعدما تكشفت تفاصيل جديدة وخفايا مثيرة لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اسماعيل هنية، في مقر اقامته شمالي العاصمة الايرانية طهران، لدى مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، صباح الاربعاء (31 يوليو).
تفاصيل: انكشاف خفايا مثيرة لاغتيال اسماعيل هنية
ويأتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، عقب 112 يوما على اغتيال ثلاثة من ابنائه وخمسة من احفاده اول ايام عيد الفطر الاربعاء (10 ابريل) بغارة لطيران جيش الاحتلال الاسرائيلي استهدفتهم في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، ضمن عشرات الغارات على القطاع.
تفاصيل: شاهد .. بماذا كُفن اولاد هنية واحفاده (فيديو)
كما تزامن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، مع اغتيال الكيان الصهيوني القائد العسكري البارز في المقاومة اللبنانية، فؤاد شكر، بغارة جوية نفذها الطيران الحربي للاحتلال ليل الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت، ردا على هجمات "حزب الله" الصاروخية، المساندة للمقاومة الفلسطينية.
من جهتهم، يتفق سياسيون وعسكريون، في اتهام الولايات المتحدة الامريكية بـ "منح الضوء الاخضر للكيان الاسرائيلي بتنفيذ عدوان على الضاحية الغربية لبيروت وإيران واغتيال هنية". مشيرين إلى أن "هذا التصعيد السافر من الكيان الاسرائيلي يفتح عليه جهنم وينذر باندلاع حرب اقليمية شاملة".
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ (7 اكتوبر 2023م) شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
بالتوازي، تواصل اميركا توفير الدعم العسكري والسياسي للكيان الاسرائيلي، وأججت الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في تعطيل اي مشروع قرار لمجلس الامن الدولي، يدين العدوان الاسرائيلي ويأمر بوقفه فورا، مستخدمة الفيتو (الاعتراض) للمرة على اربعة مشاريع قرارات، اخرها الاربعاء (21 فبراير).
وأكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39400 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 90996، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.