العربي نيوز - صنعاء:
اصدرت جماعة الحوثي الانقلابية، اعلانا رسميا، ينطوي على تهديد جديد، بشأن أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية خلال المرحلة الراهنة وعلى المدن المنظور، وربطته بما سمته "الأمن الجماعي لدول المنطقة ومعرفة العدو الحقيقي والتكاتف في مواجهته" في اشارة إلى الكيان الاسرائيلي.
جاء هذا في تصريح لوزير الخارجية في حكومة جماعة الحوثي الانقلابية والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، المهندس هشام شرف عبدالله، نقلته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، ونشرته على موقعها الالكتروني، مساء الاحد (28 يوليو).
وقال الوزير المؤتمري بحكومة الحوثيين غير المعترف بها، هشام شرف في تصريحه: ""إن سعي بعض الدول في الإقليم ومناطق أخرى في العالم بتوقيع اتفاقيات أمنية مع دول كبرى، يتماشى مع ما صرح به مؤخراً الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ذكر بأن دولة عربية طلبت حمايتها من إحدى جيرانها".
مضيفا: "إن القيادة الوطنية في صنعاء تعي أهمية الأمن الجماعي لدول المنطقة ومعرفة العدو الحقيقي والتكاتف بمواجهته، والشعب اليمني بطبعه الحضاري محب للسلام". وأردف: "لكن عندما يتعرض الشعب للعدوان والحصار، فإنه قادر على الدفاع عن نفسه وعن القضية الفلسطينية كونها القضية المركزية للأمة".
وخاطب السعودية ودول الخليج بقوله: "ندعو كافة دول الجوار للثقة بأن صنعاء جادة تجاه السلام الدائم لشعوبها وأنظمتها، وعليها عدم ربط استكمال إجراءات بناء الثقة ومعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية العاجلة والوصول لتسوية سياسية سلمية شاملة بأي ملفات أخرى، والبدء في تأسيس علاقات ثنائية".
مضيفا في توصيف هذه العلاقات الثنائية بأن تكون "قائمة على أسس عدم التدخل في الشؤون الداخلية والمنافع المتبادلة بين تلك الشعوب والدول، وهو ما يضمن أمن وسلامة دول المنطقة بعيداً عن أوهام قيام دول كبرى بحمايتها، ويمكن لكل دولة جارة وشقيقة حينها الاستمرار في تنفيذ مشاريعها وطموحاتها المستقبلية".
وتابع: "إن وجود اليمن المستقر والمزدهر يلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني، لا يشكل تهديداً لأي طرف بل أنه عامل أمن واستقرار لكل دول المنطقة، فاليمن جزء أصيل ولا يتجزأ من منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، قادر على العمل مع جميع دول المنطقة لتحقيق الأمن الجماعي لها". حسب ما نقلته الوكالة.
شاهد .. اعلان حوثي بشأن امن السعودية ودول الخليج
وتزامن هذا الاعلان لجماعة الحوثي الانقلابية، مع احتواء التوتر الناشب بينها والسعودية إثر قرارات البنك المركزي في عدن، واعلان مجلس النواب في صنعاء ترحيبه بالاتفاق الاخير بشأن البنوك ومطار صنعاء، ودعوته وسائل الاعلام الى انهاء خطاب العداء مع السعودية وتبني خطاب "السلام وحسن الجوار".
تفاصيل: برلمان صنعاء يفاجئ الجميع بهذا القرار
يأتي هذا بعدما أعلنت الحكومة الشرعية، عن تقديمها تنازلات جديدة بينها "الغاء قرارات البنك المركزي وفتح مطار صنعاء" بضغط من السعودية، ودفع اطراف دولية، على خلفية تصعيد الحوثي لهجماته على الكيان الاسرائيلي وسفنه، وتلويحه بقصف السعودية ومنشآتها الاقتصادية، ردا على ما سماه "حربها الاقتصادية العدوانية".
شاهد .. الحكومة تعلن تقديم تنازلات كبرى للحوثيين
كما أكدت جماعة الحوثي الانقلابية، من جانبها، على لسان متحدثها الرسمي ورئيس وفدها المفاوض، التوصل الى الاتفاق المكون من اربعة بنود، كاشفة عن مصير رواتب موظفي الدولة بعموم محافظات الجمهورية، ضمن الاتفاق الجديد بينها والشرعية، الموقع الثلاثاء (23 يوليو) برعاية مباشرة من السعودية وسلطنة عمان ودفع اطراف دولية.
تفاصيل: كشف مصير الرواتب باتفاق الشرعية والحوثيين
بالتوازي، كشف المبعوث الأممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، تفاصيل الاتفاق الجديد، في بيان اصدره الثلاثاء يتضمن اعلانا سارا، يبشر اليمنيين بانفراج كبيرا في ملف البنوك وتوحيد العملة والبنك المركزي واستئناف تصدير النفط ودفع الرواتب، وغيرها من قضايا الملف الاقتصادي. مشيدا بـ "دور السعودية في التوصل للاتفاق".
شاهد .. بيان سار للمبعوث الاممي بانفراجة كبرى
وسبق أن اعلنت السعودية، السبت (13 يوليو) أول موقف لها من قرار مجلس القيادة الرئاسي تأجيل قرارات البنك المركزي اليمني في عدن، الرامية الى تضييق الخناق اقتصاديا على الجماعة واجبارها على وقف هجماتها البحرية والاستجابة لجهود السلام وفق المرجعيات الثلاث للشرعية اليمنية.
تفاصيل: السعودية تعلن موقفها من قرارات البنك المركزي
جاء هذا عقب اعلان مجلس القيادة الرئاسي، الجمعة (12 يوليو) استجابته لدعوة المبعوث الاممي لليمن الى تأجيل قرارات البنك المركزي وعقد حوار عاجل بشأن الملف الاقتصادي (تصدير النفط والبنوك والعملة والرواتب) مع جماعة الحوثي، منعا لما سماه "مغامرات كارثية"، فوتها على الجماعة بعد ساعات من حشدها ما وصفته "التفويض الشعبي" لقصف السعودية.
تفاصيل:"الرئاسي" يعلن تأجيل قرار البنوك بشرط (وثيقة)
برر المبعوث الاممي طلبه، بقوله: “إنني أقدر ما تحملته الحكومة من مظالم اقتصادية، أكثرها ظهوراً وقف صادرات النفط الخام، لكن هذه القرارات الصادرة مؤخراً بشأن البنوك سوف توقع الضرر بالاقتصاد اليمني وستفسد على اليمنيين البسطاء معائشهم في كل أنحاد البلاد، وقد تؤدي إلى خطر التصعيد الذي قد يتسع مداه إلى المجال العسكري”.
تفاصيل: غروندبيرغ يكشف كواليس الغاء قرارات البنك (اعلان)
وأصدر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، سلسلة قرارات ونفذ حزمة اجراءات في اطار خطة تدعمها الولايات المتحدة الامريكية لإحكام الحصار على جماعة الحوثي الانقلابية، ماليا واقتصاديا، واجبارها على ايقاف هجماتها البحرية والانصياع للسلام بموجب المرجعيات الثلاث، للشرعية في اليمن.
تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين
تحظى قرارات البنك المركزي اليمني بدعم امريكي عبرت عنه واشنطن الاثنين (15 يوليو)، بإعلان موقفها من قرارات البنك بشأن نقل البنوك الى عدن والاصلاحات المالية والاقتصادية والرقابة على تحويلات الاموال من وإلى اليمن، ضمن التعاون مع البرنامج الامريكي لمكافحة الارهاب وتمويله وغسيل الاموال.
تفاصيل: اعلان امريكي حاسم بشأن البنك المركزي (وثيقة)
لكن قرارات واجراءات البنك المركزي في عدن، بشأن فرض نظام شبكة موحدة للحوالات ونقل البنوك من صنعاء الى عدن ومزادات بيع عشرات الملايين من الدولارات اسبوعيا، لم تكبح الانهيار المتسارع لقيمة الريال اليمني، ليتجاوز سعر صرفه 1880 ريالا مقابل الدولار الامريكي و491 ريالا مقابل الريال السعودي.
والخميس (25 يوليو) جدد زعيم جماعة الحوثي، في خطاب متلفز، توعده الكيان الاسرائيلي باستمرار هجمات الجماعة على عاصمته وحصاره بحريا. معلنا استمرار المرحلة الخامسة من تصعيد اسناد عزة، وأن "صدمات أكبر ستأتي" للاحتلال الاسرائيلي. وأن "لا مكان آمناً بعد الان للإسرائيليين في فلسطين المحتلة".
تفاصيل: الحوثي يلوح بهذا الرد ويدعو اليمنيين للاستعداد
بالمقابل، استأنف تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني، الجمعة (26 يوليو) شن غاراته على محافظة الحديدة، وأعلنت سلطات جماعة الحوثي الانقلابية بصنعاء، أن "طيران العدوان الأمريكي البريطاني استهدف مطار الحديدة بأربع غارات بعد ساعات على استهداف جزيرة كمران بثلاث غارات".
تفاصيل: عدوان جديد على الحديدة (مواقع ومحصلة)
ونفذ الكيان الاسرائيلي عدوانا جويا على اليمن، مساء السبت (20 يوليو) بشن 10 غارات جوية على مدينة الحديدة، استهدفت ميناء الحديدة وخزانات النفط والغاز، ومحطة كهرباء الكثيب ومقر المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وأوقعت شهداء وجرحى، بزعم الرد على هجوم حوثي بطائرة مسيرة على تل ابيب (يافا) .
تفاصيل: اعلان سعودي مثير بشأن استهداف اسرائيل اليمن
جاء هذا بعدما أعلنت جماعة الحوثي صباح الجمعة (19 يوليو) "تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفا مهما في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) بطائرة مسيرة جديدة اسمها ‘يافا‘ قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، وذلك ردا على مجازر العدو بحق الشعب الفلسطيني".
شاهد .. جماعة الحوثي تكشف تفاصيل استهداف "تل ابيب"
من جانبها، سربت روسيا مشاهد مصورة، خطيرة، تتضمن توثيقا دقيقا متزامنا لمراحل عملية اختراق المنظومات الدفاعية للكيان الاسرائيلي، بطائرة مُسيَّرة متفجرة، وصولا الى استهدافها مبنى وسط تل ابيب (مدينة يافا)، فجر الجمعة (19 يوليو) وانفجارها العنيف به، متسببا بمقتل اسرائيلي وجرح 10 اخرين.
تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)
وسجلت جماعة الحوثي الانقلابية أول رد سياسي لها على الغارات الاسرائيلية الامريكية البريطانية على مدينة الحديدة، مساء السبت (20 يوليو)، بإعلانها "مقابلة التصعيد بالتصعيد"، وتنفيذها هجوما جديدا على ايلات (ام الرشراش) جنوبي فلسطين، على نحو ينذر بحرب واسعة، قد تتطور الى حرب اقليمية وربما عالمية.
تفاصيل: اول رد حوثي على الغارات الاسرائيلية
الى ذلك، تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتزامن مع هجمات بحرية تنفذها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)
تفاصيل: الحوثيون يباغتون 5 سفن بسلاح جديد ! (فيديو)
وبالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)
تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39175 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 90403، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.