العربي نيوز - ابين :
اطلقت المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية، حملة عسكرية واسعة، تسعى الى كسر حصار فرضته قبائل طوق العاصمة لأول مرة، بعد اعلانها نكفا ونفيرا قبليا مسلحا واسعا، منتصف ليل الاثنين، رفضا لانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" كرامة المواطنين.
وأفادت مصادر محلية متطابقة في عدن، أن عشرات الاطقم المسلحة والمدرعة، تحركت من ألوية مليشيا ما يسمى "الدعم والاسناد" التابعة لـ "المجلس الانتقالي" لكسر حصار قبائل ابين وقطعها الطرقات الرابطة بين عدن ومحافظات ابين وشبوة وحضرموت.
يأتي هذا عقب ايام على صدور بيان عن "إدارة أمن ابين" الاثنين (18 يونيو)، تضمن تهديدا بأن "القوات الأمنية من قوات الأمن وقوات الحزام الأمني مسنودة بالوحدات العسكرية الأخرى، ستقوم بواجبها في التصدي لأي أعمال فوضوية في المحافظة".
مضيفا: أن "قيادة محافظة أبين حددت لقاء يجمع بين عدد من مشائخ الجعادنة ومدير أمن عدن، كان مقررا الاحد (17 يونيو)، وبعد انقطاع التواصل مع وجهاء قبيلة الجعادنة وبعض قيادتها، أرسلنا العميد عبدالقادر الجعري للتواصل معهم ولم يأتي رد إيجابي".
وتابع: "كانت لغة قطع الطرقات والفوضى هي اللغة الوحيدة السائدة مدعومة ببيانات غير مسؤولة". وأردف: "إن قطع الطرقات لن يجلب شيئًا سوى مزيدًا من المتاعب للمواطن العادي، فهناك أرتال من سيارات المواطنيين تحت أشعة الشمس الحارقة وظلام الليل الدامس".
زاعما أن "الأجهزة الأمنية تابعت حادثة اختطاف الشيخ علي عشال الجعدني المجهول مرتكبيها في عدن، وكانت على تواصل مستمر مع مدير أمن عدن ورئيس اللجنة الأمنية في المجلس الانتقالي العميد أحمد حسن وقائد مكافحة الإرهاب في عدن العقيد يسران المقطري".
لكنه أكد اصرار مليشيا "الانتقالي" على اخفاء المقدم علي الجعدني بقوله: إن "الجهات الأمنية في عدن، أكدت عدم اعتقال المختطف، وأنها تواصل عملية البحث عنه". مضيفا: "أكثر من 50% من المشاكل التي تحصل في محافظة أبين ناتجة عن مشاكل حدثت في عدن".
يأتي تصاعد التوتر في ابين، بعدما اعترض مسلحون ينتمون لمليشيا "الانتقالي"، في حي التقنية بعدن، قائد كتيبة في ابين المقدم علي عشال الجعدني، الاسبوع الماضي، واقتادوه على متن سيارة نوع فوكسي، الى جهة غير معلومة، ورفض مليشيا الانتقالي" الاستجابة لمطالب ذويه بإطلاقه.
وبدأت قبائل الجعادنة، الاحد (17 يونيو) قطع الطريق الدولي بمنطقة لحمر شرقي مديرية مودية، وساندتها قبائل المراقشة، بقطع الطريق الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، بمنطقة "خبر المراقشة"، وقالت في بيان انها "ستواصل القطاع حتى اطلاق سراح المقدم علي الجعدني، المختطف في عدن".
وجد موقف الجعادنة تضامنا قبليا، وأعلن وكيل محافظة ابين وشيخ مشايخ المحافظة، وليد الفضلي، إن "قبائل أبين لن تلتزم الصمت، بعد الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء أبين على يد السلطات في عدن". داعيا قبائل "ال الفضل" وقبائل ابين الى التصعيد لوقف الانتهاكات واطلاق سراح الضابط الجعدني.
من جانبها، اعلنت عدد من قبائل "آل فضل" في محافظة ابين منتصف ليل الاثنين، مساندتها قبائل الجعادنة في مطالبتها بإطلاق سراح المقدم علي عشال الجعدني، وإغلاقها الطريق الرابطة بين محافظات عدن وشبوة وحضرموت، في منطقة لحمر شرقي محافظة ابين.
وأعلن وجهاء قبائل "آل سعد" في ابين "وقوفنا وتأييدنا المطلق لإخواننا الجعادنة في موقفهم بشأن حادثة اختطاف ابنهم المقدم علي الجعدني، ونؤكد بأننا جزء لا يتجزأ من هذا الموقف وأن رجالنا وأبناءنا رهن الإشارة، حتى يتم الافراج عنه ومحاسبة مختطفيه ورد الاعتبار".
يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".
تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)
وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.
تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)
جاء بين ابرز من طالهم استهداف قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري، الشيخ ثابت راجح العطري، ورجل الاعمال الشيخ عصام هزاع عبده الصبيحي، المعتقل منذ (7 مايو) ونجله ومرافقه الشخصي على رفضه حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والنهوض بها تنمويا واقتصاديا.
تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)
بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".
تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)
ومولت الامارات علنا، عبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، عيدروس الزُبيدي وانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
دعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.