العربي نيوز - عدن:
أصدر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، اعلانا فاجعا وخطيرا في الذكرى الرابعة والثلاثين لإعادة توحيد شطري اليمن، اللذين جزأهما الاحتلالان البريطاني والتركي لجنوب وشمال البلاد بمعاهدة ترسيم حدود لما يقع تحت سيطرة كل منهما.
وأعلن مصدر مسؤول في وزارة الخدمة المدنية والتأمينات التي يرأسها وزير "الانتقالي الجنوبي"، عبد الناصر الوالي، الغاء العيد الوطني للجمهورية اليمنية (22 مايو)، وتبعا الاجازة السنوية الرسمية لجميع موظفي الدولة بالمناسبة الوطنية الاكبر يمنيا.
جاء هذا في نفي للمصدر المسؤول "نشر تعميم من الوزارة يفيد ان يوم الاربعاء ٢٢ مايو اجازة رسمية". أهاب فيه بموظفي مؤسسات الدولة كافة "عدم التغيب"، وأكد "ان يوم الأربعاء ٢٢ مايو يوم دوام رسمي وستتخذ الوزارة الإجراءات اللازمة ضد المتغيبين".
وأصدر رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبييدي، السبت (5 مايو) القرار (30) لسنة 2024م، بشأن "المصادقة على لائحة اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات". تضمن الغاء الاحتفال في جنوب اليمن بمناسبة 22 مايو.
سعى القرار غير الدستوري والمستفز، إلى تعميد لحظر مليشيات "المجلس الانتقالي" خلال الاعوام الماضية بالقوة المسلحة الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية (22 مايو) ورفع علم الجمهورية اليمنية في عدن وجنوب البلاد.
شاهد .. الزُبيدي يلغي الاحتفال بهذه المناسبات
وجاء القرار ضمن 15 قرارا انفصاليا، عسكريا وسياسيا، اصدرها الزُبيدي، بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، بعد يوم على القائه خطابا انفصاليا، اعلن رفض تقسيط الحل للجنوب ولوح بالخيار العسكري لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)
واعلن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، بعد ساعات من وصوله الى عدن قادما من الامارات، انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة، بعد ما سماه "نفاد الصبر على المسار التفاوضي السلمي"، و"الحال التي تعد تحتمل"، ورفض "التأجيل والتقسيط للحل".
تفاصيل: الزًبيدي يعلن انفصال جنوب اليمن (خطاب)
يأتي هذا بالتزامن مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.
تتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.
وتزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".
لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
في السياق، بدأت رئاسة "الانتقالي الجنوبي"، ترتيبات الاحتفال بما تسميه "الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي". حسب ما اعلنت في اجتماع عقدته برئاسة القائم باعمال رئيس المجلس، ورئيس جمعيته العمومية، علي عبدالله الكثيري.
ونقل الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي" عن الاجتماع المنعقد الاربعاء ( 1 مايو) في عدن، أن رئاسة المجلس "جددت التأكيد على تمسك المجلس بمضامين إعلان عدن التاريخي والثوابت الوطنية الجنوبية المتمثلة في استقلال الجنوب وطناً، ودولة، وهوية". حسب تعبيرها.
مشيرا إلى أن هيئة رئاسة "الانتقالي" خلال الاجتماع "وقفت أمام الخطة المُقدمة من رئيس اللجنة العليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات زيد النقيب، واستعرضت مُجمل الأنشطة والفعاليات المعدة لإحياء الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي".
ونوه الى انها "رفعت التهاني للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بالذكرى السابعة لتفويضه في الرابع من مايو 2017م، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي. مشيرة إلى الأهمية التاريخية التي يكتسبها الحدثان في مسيرة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة".
شاهد .. رئاسة "الانتقالي" تحضر للاحتفال بانقلاب 2017م
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.