الخميس 2024/12/12 الساعة 07:33 ص

الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)

العربي نيوز - عدن:

شرع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في تنفيذ اعلانه الانفصالي الذي القاه مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، عبر إصداره قرارات عسكرية وسياسية انفصالية.

ونشر الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي"، 15 قرارا اصدرها الزُبيدي، نصت 13 قرارا، منها على تعيينات وترقيات في المناصب القيادية في الوية مليشياته، تشي مضامينها بترتيبات لانقلاب عسكري واسع جديد اكبر من انقلاب 2019م.

شاهد .. تعيينات وترقيات بمليشيا الانتقالي تسبق الانقلاب

سياسيا، افاد الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي"، أن عيدروس الزُبيدي "اصدر القرار رقم (28) لسنة 2024م، قضت مادتها الاولى بالمصادقة على اللائحة الداخلية لهيئة الشؤون الخارجية والمغتربين  بالمجلس الانتقالي الجنوبي".

شاهد .. اقرار لائحة "خارجية" المجلس الانتقالي

كما اصدر الزُبيدي الاحد (5 مايو) القرار رقم (29) لعام 2024، قضى بـ "إضافة أعضاء إلى قوام عضوية مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي" ممن جرى استقطابهم من قيادات باقي مكونات جنوب البلاد، المنافسة لـ "الانتقالي".

شاهد .. الزُبيدي يجري تعيينات سياسية انفصالية

بالتوازي، أصدر عيدروس الزبيدي، القرار رقم (30) لسنة 2024م، بشأن "المصادقة على لائحة اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات بالمجلس الانتقالي الجنوبي". تضمن الغاء الاحتفال في جنوب اليمن بمناسبات 22 مايو و26 سبتمبر.

شاهد .. الزُبيدي يلغي الاحتفال بهذه المناسبات

واعلن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، بعد ساعات من وصوله الى عدن قادما من الامارات، انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة، بعد ما سماه "نفاد الصبر على المسار التفاوضي السلمي"، و"الحال التي تعد تحتمل"، ورفض "التأجيل والتقسيط للحل".

جاء هذا في خطاب للزُبيدي مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لإنشاء مجلسه الانفصالي بتمويل اماراتي في الرابع من مايو 2017م، وعقب تمويل ابوظبي انشاء قرابة 50 لواء مسلحا من المتطرفين الانفصاليين في جنوب البلاد، نفذت في 2019م الانقلاب عسكريا على الشرعية.

وقال الزُبيدي مخاطبا المواطنين في جنوب البلاد: "نُدرك حجم المعاناة التي تكابدونها في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة وندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأولى على المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم في السلطة القائمة وشريكاً فيها، ونتفهم ذلك وندرك أبعاده".

مبرئا "المجلس الانتقالي" وانقلابه على الشرعية من المسؤولية، بقوله: أنه يدرك "أبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي، ولكن ثقوا بأن ذلك لن يستمر ولن نكون إلا معكم في كل حال ومآل، ولسنا صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُظن، وستثبت الأيام ذلك".

وخاطب رعاة السلام في الإقليم والعالم، قائلا: "إن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة". في اشارة إلى اتفاق مع مكونات الشرعية على انفصال جنوب البلاد بدولة مستقلة.

مضيفا: "عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب". حسب تعبيره، ملوحا بالخيار العسكري في المقابل.

وتابع: "إن شعبنا في الجنوب، الذي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفذ صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر".

مخاطبا السعودية والامارات، بقوله: "لقد جاء تدخلكم إلى جانب أشقائكم في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، لحظة جسدتم فيها أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد. نبادلكم الوفاء والعرفان نظير ما قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهدائنا".

وتابع: "إن ذلك الانتصار الذي تحقق بتضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان، قد كفل تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إلى كابوس". حسب وصفه.

مضيفا في الضغط على التحالف وابتزازه بخطر ايران في المنطقة: "ورغم ذلك فإن التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة". معتبرا الشرعية "رهانات خاسرة" و"المجلس الانتقالي الجنوبي" وقواته "صناع النصر الصادقين". 

وانتقل عيدروس الزُبيدي في المقابل، إلى مخاطبة الوية مليشياته، بقوله: "إلى أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل، أنتم حماة الجنوب وحراس أمنه واستقراره والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف شعبكم وقضيته الوطنية العادلة، فاشمخوا برؤوسكم وارفعوها عاليًا".

مضيفا: "ختاما، نجدد التأكيد أننا دعاة سلام وسنواصل دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، فمشـروعنا مشروع سلام ونهجنا الحوار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة".

شاهد .. الزُبيدي يهدد بحسم الانفصال عسكريا

نفذت الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.

وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.

تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".

لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.

وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

في السياق، بدأت رئاسة "الانتقالي الجنوبي"، ترتيبات الاحتفال بما تسميه "الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي". حسب ما اعلنت في اجتماع عقدته برئاسة القائم باعمال رئيس المجلس، ورئيس جمعيته العمومية، علي عبدالله الكثيري.

ونقل الموقع الالكتروني لـ "المجلس الانتقالي" عن الاجتماع المنعقد الاربعاء ( 1 مايو) في عدن، أن رئاسة المجلس "جددت التأكيد على تمسك المجلس بمضامين إعلان عدن التاريخي والثوابت الوطنية الجنوبية المتمثلة في استقلال الجنوب وطناً، ودولة، وهوية". حسب تعبيرها.

مشيرا إلى أن هيئة رئاسة "الانتقالي" خلال الاجتماع "وقفت أمام الخطة المُقدمة من رئيس اللجنة العليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات زيد النقيب، واستعرضت مُجمل الأنشطة والفعاليات المعدة لإحياء الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي".

ونوه الى انها "رفعت التهاني للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بالذكرى السابعة لتفويضه في الرابع من مايو 2017م، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي. مشيرة إلى الأهمية التاريخية التي يكتسبها الحدثان في مسيرة نضال شعب الجنوب لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة".

شاهد .. رئاسة "الانتقالي" تحضر للاحتفال بانقلاب 2017م

يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".

وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.

مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.