العربي نيوز - عدن:
فجعت المليشيا الانقلابية النساء باعتداء هو الابشع بين اعتداءاتها المتواصلة، وذلك بعد يوم على لقاء خاص غير مسبوق عقده زعيمها مع عناصرها، وأصدر خلاله توجيهات مباشرة بتنفيذ الاعتداء على مقر اتحاد نساء اليمن في عدن، والاستيلاء عليه.
وتعرض مقر اتحاد نساء اليمن بحي الروزميت مديرية كريتر (صيرة) في عدن، الثلاثاء (14 مايو) لاقتحام مجموعة من نساء ورجال "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، انزلوا لوحته واستبدلوها بلوحة "اتحاد نساء الجنوب" ورفعوا عليه راية "الانتقالي" الانفصالية.
أكد هذا في بيان لاتحاد نساء اليمن، قال فيه: إن "مجموعة من النساء تابعات لما يسمى اتحاد نساء الجنوب ومجموعة من الرجال تابعين لانتقالي صيرة اعتدوا على المقر، بهدف تفكيك وحدة الصف لنساء الجنوب بشكل عام، وحرمان المرأة من خدمات الاتحاد".
مضيفا: "إن "اتحاد نساء اليمن (عدن) منظمة مجتمع مدني ليس له علاقة بأي مكون سياسي، ويصب عمله في خدمة المرأة فقط". وأردف اتحاد نساء اليمن في بيانه: إن "هذا الاعتداء هو اعتداء على حقوق النساء،.. ويشكل تهديدا للنسيج المجتمعي، ويمسّ كل النساء".
بالمقابل، لم يصدر حتى هذه اللحظة، أي تعليق أو بيان أو اجراء عن الحكومة اليمنية المعترف بها، وبخاصة وزارات الشؤون الاجتماعية، وحقوق الانسان، والشؤون القانونية، كما لم يعلق ناطق الحكومة، وزير الاعلام والثقافة والسياحة، معمر الارياني، على الواقعة.
وجاء الاقتحام، عقب لقاء رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في مكتبه بمقر المجلس (المؤتمر الشعبي سابقا) عيدروس الزُبيدي؛ الاحد (12 مايو)، مع قياديات بما يسمى "اتحاد نساء الجنوب"، تحدث خلاله عن "تمكين نساء الجنوب"، حسب الموقع الالكتروني للمجلس.
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بتمكين نساء الجنوب
يأتي اقتحام مقر اتحاد نساء اليمن، ضمن توجهات "الانتقالي الجنوبي" وسعيه للسيطرة على منظمات المجتمع المدني، والاستيلاء على مقار الاتحادات الجماهيرية والنقابات المهنية، ذات التاريخ الوحدوي، ومنحها إلى كيانات موازية جنوبية، تخدم توجهاته الانفصالية.
وسبق أن استولى "الانتقالي" بقوة مليشياته المسلحة على مقر حزبي المؤتمر الشعبي والتجمع اليمني للاصلاح، ووكالة الانباء اليمنية (سبأ) ومنحه لما يسمى "هيئة الاعلام الجنوبي"، ومقر نقابة الصحفيين اليمنيين ومنحه لما يسمى "جمعية الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين".
تفاصيل: "الانتقالي" يكتم صوت الشرعية بهذا الاقتحام
يتزامن الاعتداء، مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.
وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.
تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".
لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
في السياق، شرع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في تنفيذ اعلانه الانفصالي الذي القاه مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، وأعلن فيه ما سماه "نفاد الصبر" ورفض "تقسيط الحل"، عبر إصداره قرارات عسكرية وسياسية انفصالية.
تفاصيل: الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.