الاثنين 2024/11/25 الساعة 01:00 ص

قبائل طوق العاصمة تنتفض لأعراضها (تفاصيل)

العربي نيوز - لحج:

حسمت قبائل طوق العاصمة امرها، وقررت الانتفاضة بوجه المليشيا الانقلابية ووضع حد لانتهاكاتها المتصاعدة لحرمات قراها ومنازلها واعتقالاتها مشائخها ووجهائها، والتهديد بانتهاك اعراضهم في حال لم يخضعوا لتوجهاتها وينخرطوا في دعمها.

أكد هذا بيان صادر عن "حلف قبائل الصبيحة والوازعية"، كسر الصمت المثير للجدل من جانب قبائل الصبيحة على حملة مليشيا "المجلس الانتقالي" التابع للامارات ضد يافع الحد وغيرها من مضارب الصبيحة في محافظة لحج، واعتقالات مشايخها.

البيان الصادر عن اجتماع 10 من ابرز مشايخ وأعيان ووجهاء وقادة عسكريين في حلف قبائل الصبيحة والوازعية، أدان الانتهاكات والاعتداءات المتلاحقة على قبائل الصبيحة من جانب مليشيا حزام "المجلس الانتقالي" واللواء الثاني "عمالقة جنوبية".

وقال البيان: "يدين مشايخ وأعيان ووجهاء وشخصيات اجتماعية ونشطاء ومثقفوا حلف قبائل الصبيحة والوازعية، تعسف القوات التابعة للشيخ بشر المضربي وحمدي شكري بحق رجل المال والاعمال والشخصية الاجتماعيه عصام هزاع الصبيحي واعتقاله.

مضيفا: إن "ما تعرض له الشيخ ورجل المال والاعمال والشخصية الاعتبارية والخيرية عصام هزاع الصبيحي من اعتقال، تعسفي واجحاف وتلفيق تهم وافتراءات وزيف وتدليس وصولاً إلى الزج به في غياهب السجون وخلف القضبان دون دليل أو برهان".

وتابع: إن ما يحدث "نتاج رغبات واهواء لتلك الجهات التي مارست ابشع صور الظلم بحق الشخصية الاعتبارية والخيرية، بل قامت بتصرف ارعن تجرد عن القيم والأخلاق والأعراف والقوانين ومازالت تمارس غيها وتكبرها ضد هذا الهامة والبطل الغيور". 

مخاطبا المضربي وشكري: "ومن هذا المنطلق فإننا نطالب الجهات المعنية بسرعة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ عصام هزاع". ومحذرا "ونؤكد من منطلق القوةً والإرادة ان خياراتنا مفتوحه في حال تم التنكر أو التريث لما ورد في البيان الصادر عنا".

وذُيل البيان بتوقيع كل من "القائد/ ابو ذياب العلقمي، الشيخ /علي احمد سعيد الكعلولي، الشيخ /محمد سالم لهماس الكعلولي، الشيخ/ علي طه حسن الكعلولي، الشيخ /عبدالرب البوكري، الشيخ / ردمان هيدله البوكري، الشيخ / محمد راجع الجرتتي".

كما ذيل البيان المتداول على منصات التواصل والصادر، الاحد (12 مايو) عن حلف قبائل الصبيحة والوازعية، بتوقيع كل من: "الشيخ /محمود محمد مرشد الاغبري، الشيخ / فهمي عثمان الاغبري ، الشيخ /علي عبدالله منصور العلقمي".

جاء هذا بعدما أكدت مصادر محلية وقبلية متطابقة، في وقت سابق، من يوم السبت (11 مايو) أن "حمدي شكري، توعد الشيخ عصام الصبيحي باقتحام منزله وانتهاك حرمة نسائه وعرضه وكسر ناموسه وشرفه ليكون عبرة لغيره من مشايخ  جنوب البلاد المعارضين لتوجهات المجلس الانتقالي".

موضحة أن "قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية، الشيخ السلفي حمدي شكري، توعد صراحة بمداهمة منزل الشيخ عصام هزاع الصبيحي وترويع النساء والاطفال لوضع وصمة عار في جبين قبائل ومشايخ ورجال قبيلته في الصبيحة إلى يوم النشور، مالم يعد الى رشده ويلتزم توجهات المجلس الانتقالي".

من جانبهم اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "كل ما يتعرض له اليوم الشيخ عصام هزاع هو اختبار لكم جميعا لما سيطالكم لاحقا".

وأقدمت المليشيا الانقلابية على اجراء مستفز يؤكد عنصريتها واجرامها ودمويتها، بتعمدها الامعان في إذلال واحد من ابرز رجال الاعمال والمشايخ المؤثرين مجتمعيا، اعتقلته ومجموعة مشايخ في محاولة لمنع اندلاع ثورة شعبية اكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية انها باتت وشيكة لاسقاط سيطرتها على عدن ومدن الجنوب.

تفاصيل: المليشيا تتعمد اذلال شيخ بارز بالمعتقل (صور)

بالمقابل، أثار اعتقال رجل الاعمال والشيخ عصام الصبيحي، احد ابرز الشخصيات الاعتبارية في لحج، موجة استنكار وانتقادات بين اوساط الصبيحة. معتبرين أن "هذا الإجراء يكشف تبدلا مفاجئا لموقف العميد شكري". وشددوا على أن هذا "اساءة سافرة لشيخ مرموق ولقبائل الصبيحة عموما، واستهتار بالقيم القبلية والاجتماعية".

تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)

والسبت (11 مايو) باركت مليشيا "الانتقالي" رسميا، نتائج حملتها المتواصلة لاعتقال كبار المشايخ المؤثرين مجتمعيا، وكشفت عن "خطة مُعدة" لقمع جميع المشايخ واخضاعهم، منعا لاندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.

جاء هذا في لقاء عقده المحرمي في عدن، مع قائد اللواء ثاني "عمالقة جنوبية" العميد حمدي شكري، وأركان مليشيا ما يسمى "الحزام الامني" التابعة لـ "المجلس الانتقالي" العميد جلال الربيعي، في مسعى لدعمهما على اثر تداعيات تنفيذهما حملات مداهمة واقتحام قرى يافع ولحج واعتقال عدد من مشايخهم.

تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)

يأتي اللقاء عقب اسبوع على انفجر الموقف عسكريا في مديرية الحد يافع بمحافظة لحج، بين مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" وألوية "العمالقة الجنوبية" التابعة للامارات، مع قبائل ومشايخ المديرية، عقب رفض اهالي المنطقة اقتحام المليشيا قراهم وانتهاك حرمات منازلهم من جانب مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: انفجار الموقف عسكريا في يافع (محصلة اولية)

كما تواصل مليشيات الامارات الانقلابية، حملة اعتقالات واسعة طالت حتى الان، ثلاثة من ابرز رجال الاعمال ومشايخ الجنوب المؤثرين مجتمعيا في محاولة لمنع اندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.

تفاصيل: حملة اعتقال المشايخ تطال هؤلاء (اسماء)

ومن جانبه، أصدر رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، السبت (11 مايو)، توجيهات علنية إلى قيادة مليشياته في محافظة ابين بالضرب بيد من حديد و"وشدد الرئيس القائد على أهمية اليقظة، والتعامل بكل حزم مع أي محاولات لتهديد السلم المجتمعي والإخلال بالأمن والاستقرار".

شاهد .. الزُبيدي يصدر توجيهات مليشياته في ابين 

عمَّدت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، تعاني انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

يأتي هذا بالتزامن مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.

وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.

تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".

لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.

وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

في السياق، شرع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في تنفيذ اعلانه الانفصالي الذي القاه مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، وأعلن فيه ما سماه "نفاد الصبر" ورفض "تقسيط الحل"، عبر إصداره قرارات عسكرية وسياسية انفصالية.

تفاصيل: الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)

يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".

وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.

مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.