العربي نيوز- الضالع:
صدر بيان عسكري هام عن الجيش الوطني، استفز غضب مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الممولة من الامارات، لتطلق حملة استنفار واسعة، تنذر بانفجار الموقف عسكريا خلال الساعات المقبلة بين قوات الجيش الوطني وفصائل المليشيا المتمردة في محافظة الضالع.
جاء هذا في بيان ملابسات احداث مريس، الثلاثاء (12 مارس)، نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك"، العميد فضل النميري (ابو الحارث) اركان حرب "اللواء 48" في مريس بالضالع، والقائد الميداني لجبهة مريس والحشاء في المعارك الضارية مع مليشيا الحوثي.
وقال العميد النميري في كشف حقيقة ما حدث مع لجنة الوساطة لدى شروعها في فتح طريق "صنعاء-الضالع" الثلاثاء (12 مارس): "نقول للجميع عن ماحصل اليوم حول فتح الطريق. أولا نقدم الاعتذار الشديد للأخوة المواطنين الذين احتشدوا ابتهاجاً منهم لفتح الطريق".
مضيفا: "كما يجب أن يعرفه الجميع أن الإخوة المرابطين في المواقع بخط التماس معذورين حينما أطلقوا النار على مواقع الحوثيين وعلى تجمع الناس في يعيس ظناً منهم أنه حشد حوثي في البداية". وأردف قائلا: "علماً أنهم لم يبلغو من قبلنا بفتح الطريق".
وتابع: "والسبب أن آخر التواصل ليلة أمس بأن موعد فتح الطريق تأجل من خلال التواصل مع قيادة المحافظة قائد المحور العولقي ومدير الأمن قائد الحزام الأمني وبناء على توجيهات رئيس الانتقالي رئيس العمليات المشتركة اللواء عبدالله مهدي".
مردفا: "علماً بأن جميع القيادات موافقين على فتح الطريق ولكن طلبوا مهلة للتشاور مع كل الوحدات وترتيب الجانب الأمني مثل النقاط وتأمين المواقع فقط، وعلى هذا تم التعميم للأخوة الإعلاميين بأن الموعد تأجل وبنينا على ذلك ونمنا حتى تم إبلاغنا بتبادل إطلاق النار".
ومضى قائلا: أنهم ابلغوا "أن الإخوة المواطنين محتشدين في يعيس لفتح الطريق وعليه تم التواصل بالمرابطين للتهدئة والقيادة العسكرية والتحرك مباشره وتم الإجتماع بالقيادات العسكرية في مريس وبعض القيادات في المحافظة وتم التواصل مع وزير الدفاع".
مضيفا: إن وزير الدفاع "بشر جميع المواطنين بأن جميع القيادات موافقين على فتح الطريق وانما طلبهم التنسيق على مستوى أعلى والتشوار مع كل الوحدات العسكرية المرابطه في الجبهات وترتيب الوضع الأمني ويحتاج الأمر إلى أيام معدودة ليتم ذلك".
وتابع: "هذه خلاصة ما جرى، والرجاء قبول اعتذارنا للأخوة المواطنين مع أن احتشادهم لم نتوقعه بعد أن بنيننا على التأجيل لأن المفترض أن تم الاتفاق مع قيادة المحافظة على أن الموعد اليوم ستتلقى كل الوحدات العسكرية برقية من العمليات المشتركة بفتح الطريق وهذا لم يحصل".
شاهد .. بيان رسمي بأحداث مريس في الضالع
في المقابل، استفز هذا البيان مليشيا "الانتقالي"، ليوجه قائد مليشيا ما يسمى "القطاع الخامس حزام أمني" في محافظة الضالع (مريس)، التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي"، نصر جعوال، اتهاما مباشرا إلى للعميد فضل النميري بـ "خيانة مريس والسعي إلى تسليمها للحوثيين"، محرضا على قتله.
تفاصيل: قائد بالجيش الوطني يتلقى تهديدا سافرا (وثيقة)
وكشفت وثائق عن تبييت نصر جعوال، منذ الخميس (7 مارس) نية ارتكاب مجزرة دموية بشعة في الضالع، لتحقيق هدف سياسي يتجاوز تصفية حسابات وخصومات سياسية، إلى تعميد مخطط تقسيم اليمن وتجزيئة بالدم، الجاري تنفيذه بدعم مباشر من الامارات لذراعها "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته.
تفاصيل: انكشاف نوايا ارتكاب مجزرة بهذا الموعد (وثائق)
واعترفت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المتمردة والانقلابية، بتبني افشال عملية فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر الضالع، عقب بدء لجنة الوساطة المدنية الاشراف على الاجراءات التنفيذية لرفع الحواجز عن الطريق، في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس شمال الضالع، على خط التماس الفاصل بين الحوثيين و"القوات المشتركة".
تفاصيل: طرف يتبنى نيران طريق "صنعاء-الضالع" (وثيقة)
وأفادت مصادر محلية متطابقة، في محافظة الضالع: بأن "عددا من المواطنين اصيبوا يإطلاق نار، تعرضت له تجمعاتهم في كل من مدينة دمت وقرية العرفقان في منطقة يعيس وقرية الزيلة في منطقة مريس، للمشاركة في تدشين لجنة الوساطة المدنية إعادة فتح طريق الضالع - صنعاء، الثلاثاء (12 مارس).
موضحة ان لجنة الوساطة المدنية تواصلت مع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ووافق الطرفان منذ يوم الاحد (10 مارس) على فتح طريق الضالع - قعطبة - الفاخر - إب - مريس - دمت - صنعاء". وأكدت أن "عناصر مسلحة تتبع المجلس الانتقالي وراء اطلاق النار على المواطنين، رفضا لفتح الطريق".
تفاصيل: وفاة حامل الراية البيضاء في الضالع (صور)
وأعلنت جماعة الحوثي على لسان نائب رئيس هيئتها الاعلامية ورئيس وكالة "سبأ" في صنعاء، نصر الدين عامر. الثلاثاء (12 مارس) أن وفدها ولجنة الوساطة المدنية برئاسة البروفيسور حمود العودي، نجا من الموت بعناية الله، جراء تعرضهم لإطلاق نار كثيف من مليشيا "الانتقالي"، أوقع جريحين.
متهما ما يسمى "القوات المشتركة" والتي تضم مليشيا "المجلس الانتقالي" ووحدات مما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي، بإفشال فتح الطريق، قائلا: "انهم فضلوا الغدر واستمرار معاناة الناس". جراء اغلاق الطريق الرئيسة بين صنعاء وعدن.
شاهد .. اطلاق النار على لجنة فتح طريق صنعاء عدن (فيديو)
من جانبه، اصدر رئيس لجنة الوساطة المدنية، البروفيسور حمود العودي، بيانا بما حدث، نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك"، اتهم فيه من سماهم "معادون للمواطنين ومصالحهم"، بإفشال اجراءات فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، بعد استكمال التنسيق مع مختلف الاطراف والبدء في ازالة الحواجز والالغام من الطريق.
شاهد .. بيان لرئيس لجنة الوساطة بأحداث مريس (وثيقة)
جاء هذا، عقب أقل من 24 ساعة، على كشف سياسيين ودبلوماسيين عن انباء سارة تحمل في طياتها بشرى انتظرها اليمنيون طويلا خلال تسع سنوات من الحرب، بشان فتح الطرق وصرف الرواتب، قالوا أن الإعلان عنها رسميا قد يكون خلال ساعات وربما يكون خلال الأيام القليلة المقبلة.
تفاصيل: ساعات تفصل اليمنيين عن هذه البشرى
سبق، هذا تأكيد، مصادر مطلعة، السبت (9 مارس)، في احاديث ادلت بها لقناة "بلقيس" الفضائية، عن انفراج وشيك في ملف الطرق المغلقة جراء الحرب، وكشفت عن "اجتماعات جرت، خلال الأيام الماضية، بين وسطاء محليين وقيادات في جماعة الحوثي، لإيجاد حلول لفتح الطرق المغلقة بين المحافظات".
من جانبها، أعلنت سلطات جماعة الحوثي، السبت (9 مارس) "بدء الترتيبات لفتح طريق صنعاء - الضالع -عدن، وطريق صنعاء- البيضاء - أبين- عدن". واستمرار مباحثات فتح طريق "صنعاء-تعز"، و"صنعاء- مارب". وقالت: إنه "وبتكليف من زعيم الجماعة "تم البدء بعملية التنسيق والتواصل لفتح هتين الطريقين".
تفاصيل: بشرى سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء
واطلق سياسيون واقتصاديون، السبت (24 فبراير)، تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح الطرق قبل توحيد العملة وسعر الصرف. كاشفين عن "انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة بشأن العملة".
تفاصيل: فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة
يأتي هذا بعدما دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، الخميس (22 فبراير)، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) من جانب واحد. وقال: "نحن اليوم أسسنا النقطة الامنية (بداية الطريق من جهة المناطق المحررة) في هذا المكان، ونسلمها عبر هيئة الاركان للجهات الامنية".
شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)
وأشاد رئيس لجنة فتح الطرقات الشيخ الخضر البدري بهذه الخطوة، وقال إنها: "ستخفف معاناة المواطنين واسعار السلع" مضيفا: "ندعو الطرف الاخر المتمثل في حكومة انصار الله في صنعاء الى الاستجابة مع هذه المبادرة الطيبة وفتح الطريق من جانبهم وأنا على يقين بأن حكومة صنعاء لن ترفض مثل هكذا مبادرة".
في المقابل، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي محمد طعيمان، عما سماه "مبادرة تدشين فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب)". وقال: "الطريق مفتوحة وجاهزة للعبور وهي آمنة". معتبرا أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، كحسن نية".
شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)
وفي حين اكد اللواء العرادة: أنه "من جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية"؛ ابدت جماعة الحوثي تخوفها من فتح الطرق من دون ما سمته "ضمانات". مشيرة إلى "ضرورة ابرام اتفاق رسمي مدعوم بضمانات اممية وقبلية لسلامة عبور المسافرين دون التعرض لاي احتجاز او اعتقال على اساس اللقب او الانتماء لمنطقة بعينها .
شاهد .. اعلان حوثي بشأن فتح طريق صنعاء-مارب
أكد هذا الموقف من جانب جماعة الحوثي واشتراطها اطلاق سراح جميع المسافرين المحتجزين للاشتباه، رئيس لجنة الاسرى التابعة للجماعة، عبدالقادر المرتضى، بتصريح قال فيه: إن الشرعية في مأرب "إذا كانت جادة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال فتح الطرقات، فعليها أولا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لديها بلا تهمة".
شاهد .. شرط الحوثيين بشأن فتح طريق صنعاء مارب
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا".
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.