الأحد 2024/09/08 الساعة 05:39 ص

العربي نيوز - الرياض:

سرب اكبر المكونات السياسية للشرعية اليمنية، حزب التجمع اليمني للإصلاح، وحزب المؤتمر الشعبي العام، رسميا، تفاصيل المفاوضات الجارية في العاصمة السعودية الرياض، واتفاق "خارطة السلام في اليمن" المزمع التوقيع عليه خلال ايام، حسب تأكيد دبلوماسيين وسياسيين.

وأكد حزب التجمع اليمني للإصلاح، "ان المملكة العربية السعودية توشك ان توقع اتفاقا مع جماعة الحوثي الانقلابية". منتقدا لأول مرة اندفاع المملكة للتعامل المباشر مع الحوثيين وابرام اتفاقات سلام دون اشراك القوى السياسية اليمنية الرئيسة في هذه المفاوضات والتوافقات والاتفاقات.

جاء هذا على لسان القائم بأعمال الأمين العام لحزب الإصلاح، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب، عبدالرزاق الهجري، في جلسة نقاش افتراضية نظمها مركز صنعاء للدراسات، اتهم المملكة السعودية من خلال تهميشها القوى السياسية بـ "شرعنة العمل الميليشاوي واعتراف به كأمر واقع".

وقال الهجري، عن المفاوضات التي تقودها المملكة: "نعلم أن الاتفاقية بين السعودية والحوثيين على مشارف التوقيع وقُطع فيها أشواطا، لكن الخطأ هو في تهميش القوى السياسية اليمنية من هذا الحدث، باعتبارها الحامل للمرحلة السابقة والحالية والتي يقوم عليها الدستور السياسي للبلاد".

مضيفا: "نتطلع لنجاح جهود السعودية وسطنة عُمان في قيادة عملية سياسية". وأستدرك حديثه: "لكننا كنا نتمنى أن تفضي تلك الجهود إلى استعادة الدولة وعودة مؤسساتها واستئناف المسار الذي "ابتدأناه في مؤتمر الحوار الوطني، وليس شرعنة العمل الميليشاوي لينتزع الاعتراف به كأمر واقع".

شاهد.. حزب الاصلاح ينتقد كلوسة المملكة اتفاق سلام باليمن

بدوره، أكد الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، ووزير خارجية الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، طوال 12 عاما، الدكتور ابو بكر القربي، هذه التسريبات من جانب حزب الاصلاح، وزاد عليها تأكيده "انتهاء خيار الحل العسكري في اليمن". وقرب الانسحاب السعودي من اليمن.

وقال القربي خلال جلسة النقاش نفسها التي نظمها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن "المملكة العربية السعودية على وشك توقيع اتفاق سلام في اليمن مع جماعة الحوثي"، مضيفا: "السعودية قد تنسحب في أي لحظة إن وجدت نفسها في موقع صعب، وستتركنا نتحارب فيما بيننا". حد تعبيره.

مضيفا: "هناك اتفاقية مؤكدة بين السعودية ومليشيا الحوثي، لكن مسألة التوقيع عليها ما تزال تسريبات". وأيد موقف حزب الاصلاح، في ضرورة ان يكون الحل السياسي على ايدي اليمنيين، بقوله: "لذلك علينا كقوى سياسية أن ندفع ونسهم في الحل السياسي الذي لن يقرره في الأخير إلا اليمنيين".

شاهد.. المؤتمر يؤكد توصل السعودية والحوثيين لاتفاق

من جانبها، سربت صحيفة "غارديان" البريطانية، تفاصيل الاتفاق المزمع توقيعه بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، وقال: إن "المملكة العربية السعودية، استدعت الأسبوع قبل الماضي، الحكومة اليمنية الرسمية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة لإجراء مزيد من المحادثات في الرياض".

جاء هذا في تقرير للصحيفة البريطانية، بعنوان "هجمات الحوثيين على إسرائيل تعرض جهود السلام السعودية في اليمن للخطر" تحدثت فيه عن "استعداد الولايات المتحدة الامريكية لمهاجمة مواقع عسكرية للحوثيين ما لم يفرج الحوثيون عن سفينة مرتبطة بإسرائيل تم الاستيلاء عليها يوم الأحد".

مضيفة: إن هذه المحادثات التي بدأتها المملكة العربية السعودية مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تأتي "لتقديم خريطة طريق منقحة من شأنها أن تؤدي إلى مغادرة القوات الأجنبية، في غضون ستة أشهر". مؤكدة ما سبق أن اعلنه وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.

وتابعت الصحيفة البريطانية، قائلة: إنه "سيتم بموجب اتفاق خريطة الطريق الجديدة، تحويل مبالغ كبيرة من عائدات النفط اليمني، إلى الموظفين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي". مردفة: إن السعودية "ستقوم أيضًا بتمويل دفع الرواتب لعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتقاضوا رواتبهم".

معلقة في الوقت نفسه على الانتقادات السياسية لتوجه المملكة العربية السعودية، بقولها في تقرير لها: إنه "يزعم منتقدو الاتفاق أنه يمكّن الحوثيين، لكن المملكة العربية السعودية، الحريصة على الخروج من الحرب الأهلية في اليمن، تريد إنهاء مشاركتها في أسرع وقت ممكن". حسب تأكيد الصحيفة.

وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية في تقريرها: إنه "في جولتين من الاجتماعات، تم تحديد خارطة طريق سعودية متعددة المراحل أمام مجلس القيادة الرئاسي، وهو التحالف الذي يمثل الحكومة اليمنية المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها في عدن والمعارض للحوثيين". في اشارة لعقبات امام الخارطة.

مضيفة:"وتتفاقم الجهود السعودية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين بسبب معارضة أجزاء من المجلس الرئاسي، لشروطه على أساس أن الاتفاق لن يحتفظ بأموال كافية في جنوب البلاد". وأردفت: "من شأن الصفقة أن تؤدي إلى توحيد البنكين المركزيين والعملة في البلاد، كما سيتم إنشاء منطقة حدودية عازلة".

وكشفت الصحيفة البريطانية، عن معارضة جماعة الحوثي اي تدخل سعودي او اماراتي في تقرير مصير اليمن وشكل دولته، وما إذا كانت دولة موحدة او فيدرالية من اقاليم. وقالت: "ومن المقرر أن تجرى مناقشات حول إقامة دولة منفصلة للجنوب في وقت لاحق".

شاهد .. بريطانيا تكشف تفاصيل اتفاق السعودية والحوثيين

وأصدرت المملكة العربية السعودية، منصف نوفمبر الجاري، اعلانا مبهجا لجميع اليمنيين بلا استثناء، يتضمن بنود اتفاق ما سمته "خارطة السلام في اليمن"، والمزمع توقيعه خلال ساعات من الان، بين مختلف الاطراف، ويتصدره الملف الانساني والاقتصادي وما يتعلق باستئناف صرف رواتب موظفي الدولة في عموم الجمهورية.

تفاصيل : إعلان سعودي مبهج بشأن الحرب والراتب (وثيقة)

من جانبهم ، ربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في المفاوضات الجارية بوساطة عُمانية بين التحالف بقيادة السعودية مع جماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة".

مشيرين إلى أن "المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن كان ألمح نهاية اكتوبر الفائت إلى تجدد الحرب في اليمن". وأعتبروا هذا التحول "تراجعا امريكيا عن خيار الحرب على جماعة الحوثي مقابل تراجع الاخيرة عن توسيع دائرة الصراع في المنطقة وايقاف هجماتها الجوية على اسرائيل العابرة لاراضي وأجواء المملكة العربية السعودية والاردن ومصر". 

وأعلنت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان، بداية اكتوبر الفائت، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي في فلسطين، وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة، اسنادا للمقاومة الفلسطينية".

تفاصيل: جماعة الحوثي تعلن اسناد غزة عسكريا (فيديو)

وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي، تنفيذ ثمان هجمات حتى الان على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, ام الرشراش (ايلات)، جنوبي فلسطين".

تفاصيل: الكيان يبدأ تحركا بمجلس الامن ضد اليمن

والاربعاء الفائت، ابلغ المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيم ليندر كينغ، الاربعاء الفائت، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بموقف الولايات المتحدة الامريكية من مسار السلام في اليمن والاتفاق المزمع توقيعه في العاصمة السعودية الرياض، بنتائج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية.

تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار

شهدت جولة المفاوضات المباشرة في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد جماعة الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.

تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !

كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق.

تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)

من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على بنود عدة بينها آلية توحيد إيرادات الدولة واستئناف دفع رواتب جميع الموظفين.

تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)

واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة الثانية في الرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام شامل ودائم.

يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العُمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة المنتهية في اكتوبر الماضي، وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، وتكثيفها اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

دفعت السعودية بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.

ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، رعم اعلان سريان اتفاق الهدنة، شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "14532 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 29000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.