العربي نيوز - الرياض:
أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ولأول مرة عن مرجعيات جديدة للسلام في اليمن، غير المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية، وثيقة مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الامن 2216) الى ما سماه "مرجعيات محلية"، في تطور لافت ومثير للتكهنات والجدل، بين اوساط السياسيين والمراقبين.
جاء هذا لدى لقائه عقده الرئيس العليمي في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض، مع سفير الامارات لدى اليمن محمد حمد الزعابي، وفقا لما نقلته وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، بأن الرئيس العليمي بحث في اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيين وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات والمستجدات الوطنية والاقليمية".
وقالت الوكالة الحكومية للانباء (سبأ): إن "اللقاء تطرق الى المستجدات الوطنية والاقليمية، بما في ذلك جهود الاشقاء والاصدقاء لوقف الحرب وانهاء معاناة الشعب اليمني، واطلاق عملية سياسية شاملة وفقا لمرجعيات السلام المحلية والاقليمية والدولية وعلى وجه الخصوص القرار 2216". الصادر عن مجلس الامن الدولي.
شاهد .. الرئيس العليمي يعلن عن مرجعيات جديدة للسلام
أثار هذا الاعلان، تكهنات السياسيين، وذهب البعض إلى أن حديث الرئيس العليمي عن "مرجعيات محلية"، يفتح الباب لاستدعاء ما سمي "اتفاق السلم والشراكة" الذي وقعته المكونات السياسية في البلاد مع جماعة الحوثي عقب اجتياح مليشيات الاخيرة والرئيس الاسبق علي صالح عفاش للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
ويتزامن هذا التحول عن التسمية المعتمدة "المرجعيات الثلاث للسلام في اليمن"، مع تطورات متسارعة تشهدها العاصمة السعودية الرياض، واعلان الاخيرة عن الاتفاق على "خارطة سلام في اليمن"، من ثلاث مراحل، تبدأ بمرحلة تعزيز الثقة ومعالجات قضايا الملفين الانساني والاقتصادي، وفي مقدمها استئناف صرف رواتب الموظفين.
تفاصيل : إعلان سعودي مبهج بشأن الحرب والراتب (وثيقة)
من جانبهم ، ربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في المفاوضات الجارية بوساطة عُمانية بين التحالف بقيادة السعودية مع جماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة".
مشيرين إلى أن "المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن كان ألمح نهاية اكتوبر الفائت إلى تجدد الحرب في اليمن". وأعتبروا هذا التحول "تراجعا امريكيا عن خيار الحرب على جماعة الحوثي مقابل تراجع الاخيرة عن توسيع دائرة الصراع في المنطقة وايقاف هجماتها الجوية على اسرائيل العابرة لاراضي وأجواء المملكة العربية السعودية والاردن ومصر".
وأعلنت قيادة ايران و"حزب الله" في لبنان، بداية اكتوبر الفائت، أنهما ستتدخلان عسكريا حال التدخل العسكري الامريكي في فلسطين، وفي حال لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وبالمثل زعيم جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، أعلن رسميا، "المشاركة بكل الممكن حتى الصواريخ والطائرات المسيرة، اسنادا للمقاومة الفلسطينية".
تفاصيل: جماعة الحوثي تعلن اسناد غزة عسكريا (فيديو)
وخلال الاسابيع الماضية، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، وأكد جيش الاحتلال الاسرائيلي، تنفيذ ثمان هجمات حتى الان على الكيان الاسرائيلي، اخرها ليل الخميس الفائت، بـ "اطلاق دفعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة, ام الرشراش (ايلات)، جنوبي فلسطين".
تفاصيل: الكيان يبدأ تحركا بمجلس الامن ضد اليمن
بدوره خاطب المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيم ليندركينغ، جماعة الحوثي بقوله: إنه "تم بشق الانفاس إحراز تقدم هائل في عملية السلام باليمن، ولا ينبغي أن تضيع هباء ويجب ان تستمر جهود السلام وألا تتأثر بالحرب في غزة"، ومطالبته جميع الاطراف "عدم توسيع دائرة الصراع، والعمل على وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سلام شاملة".
تفاصيل: امريكا تبعث اول خطاب للحوثيين بشأن الكيان
كما سرب سياسيون ودبلوماسيون، الاسبوع الفائت، معلومات صادمة، عمَّا سموه "اخر عرض سلمي" تقدمت به الولايات المتحدة الامريكية، لجماعة الحوثي الانقلابية، في مساعيها لتجنب توسيع الصراع ودائرة الحرب التي يواصل شنها الكيان الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، تتضمن "الاستجابة لمطالب الجماعة في الملفين الانساني والاقتصادي".
تفاصيل: امريكا تقدم اخر عرض سلمي للحوثيين
لكن جماعة الحوثي الانقلابية، في المقابل، اصدرت مساء الثلاثاء الفائت، اعلانا وصفه مراقبون دوليون واقليميون بأنه "اعلان انتحاري يجسد تهور الجماعة وتطرفها"، لتضمنه تدشينها توسيع هجماتها على الكيان الاسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المخفخة ذات التقنيات الايرانية، إلى حرب واسعة تتجاوز اليمن والكيان الى مصالح الاخير بالاقليم.
تفاصيل: جماعة الحوثي تصدر اعلانا انتحاريا (فيديو)
وقال زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" بمناسبة ما يسمى "ذكرى الشهيد السنوية"، الثلاثاء: "عملنا على مستوى القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر، تخطيطنا لعمليات اضافية في كل ما يمكن ان نناله من اهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين، لن نتوانى عن ذلك".
مضيفا: "وليعلم الجميع ان العدو الاسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الاحمر وبالذات من باب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ ان يرفع الاعلام الاسرائيلية على سفنه، يهرب تهريب ويغلق اجهزة التعارف. لكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقق من السفن التي هي تابعة له، ولن نتوانى عن استهدافها". حسب تعبيره.
شاهد .. الحوثي يعلن حربا اقليمية ودولية انتحارية (فيديو)
وتحدث الحوثي عن تلقي جماعته رسائل من الولايات المتحدة امريكية، وقال: "منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي. وكلها لم نكترث لها وعندما قال الأمريكيون لنا أنهم وجهوا دول المنطقة ألا يكون لها أي ردة فعل تجاه فلسطين قلنا لا تحسبونا معهم، لسنا من يخضع لأوامركم".
شاهد .. جماعة الحوثي تكشف تلقي رسائل امريكية (فيديو)
مشيرا الى اغراءات وتهديدات امريكية بقوله: "الأمريكي يتجه للضغط علينا عبر التهديد المباشر وبعودة الحرب مع التحالف وإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا وإعاقة المساعدات الإنسانية". وأردف متحديا: "إننا لن نكترث لكل خطوات الضغط والتهديد الأمريكية ولن تصرفنا عن موقفنا المبدئي ولن يستعبدنا الامريكي ولا البريطاني".
شاهد .. جماعة الحوثي تعلن ردها على الرسائل الامريكية (فيديو)
والاربعاء، ابلغ المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيم ليندر كينغ، الاربعاء الفائت، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بموقف الولايات المتحدة الامريكية من مسار السلام في اليمن والاتفاق المزمع توقيعه في العاصمة السعودية الرياض، بنتائج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية.
تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد جماعة الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، المختتمة اعمالها بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على بنود عدة بينها آلية توحيد إيرادات الدولة واستئناف دفع رواتب جميع الموظفين.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة الثانية في الرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي ومغادرة قوات التحالف اليمن وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات سياسية لإقرار اتفاق سلام شامل ودائم.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العُمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة المنتهية في اكتوبر الماضي، وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، وتكثيفها اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
دفعت السعودية بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الخامس والثلاثين شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
كما تتواصل سياسيا التنديدات العربية للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بفلسطين، ودعت القمة العربية والاسلامية المشتركة "إلى الوقف الفوري للتصعيد، وفتح المنافذ لادخال المساعدات الى غزة واطلاق سراح جميع الرهائن". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "12300 قتيل فلسطيني (بينهم 5500 طفلا و3027 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 27000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.