الثلاثاء 2025/05/13 الساعة 02:46 ص

جماعة الحوثي تبدأ اختراقا واسعا للجنوب

العربي نيوز - صنعاء:

بدأت جماعة الحوثي الانقلابية، تنفيذ اختراق واسع للجنوب ومكوناته السياسية والمجتمعية، وعلى رأسها "الانتقالي الجنوبي"، عبر فتح حوار مباشر مع المكونات السياسية في جنوب البلاد، عارضة رؤية تتضمن مكاسب، ومشترطة "الاستقلال عن أي ارتباط بوصاية خارجية"، في إشارة إلى الامارات.

وأكدت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء، أن جماعة الحوثي بدأت التواصل مع قيادات جنوبية بارزة داخل اليمن وخارجه، في اطار مساعي لترجمة ما سماه زعيم الجماعة "الشراكة الوطنية وتكامل الادوار بعيدا عن اي تسلط فئوي أو حزبي أو عنصري".

بالتوازي، أعلن المتحدث الرسمي للمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، الدكتور محمد النعماني، عن وصوله إلى العاصمة صنعاء منهيا 22 عاما من الاغتراب في المهجر وما سماه "البحث عن وطن بديل له ولأسرته"، في اعقاب حرب صيف العام 1994م.

وقال النعماني في أول تصريح له: "عدت الي صنعاء بعد ٢٢ عاما من التشرد بسبب مواقفي الوطنية منذ حرب صيف ١٩٩٤، وتوريث السلطة في اليمن ونهب عصابة ٧/٧ ثروات الجنوب وتقاسم الغنيمة ما بين تحالف العقيدة والقبيلة والغنيمة في اليمن”.

مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا) نشرها مساء الاربعاء: إن الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي في 21 سبتمبر 2014م "كان لها دور أساسي وهام في اسقاط ذلك التحالف في اليمن وإلى الأبد". حسب تعبيره.

وأشار إلى أن "حل القضية الجنوبية يمكن أن يتحقق في الإطار الوطني اليمني بالحوار والجلوس على طاولة المفاوضات". معتبرا أن "صنعاء أقرب من دبي والرياض". ومتهما المبادرة الخليجية بأنها "هي من جلبت الحرب على اليمن واحتلال الجنوب".

معلقا "آمالا وتطلعات" على حكومة الحوثيين في "خلاص اليمن من الوصاية الاجنبية وحماية السيادة الوطنية وتحرير المحافظات الجنوبية واليمنية من المحتل الاماراتي السعودي ووايقاف نهب الثروة اليمنية". وداعيا التحالف إلى "الاستفادة من دروس الماضي".

شاهد .. قيادي جنوبي بارز يصل الى صنعاء

من جانبه، علق أمين عام مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي، آزال الجاوي، نجل السياسي الجنوبي البارز عمر الجاوي، على خطاب زعيم جماعة الحوثي، وإعلانه تدشين ما سماه "التغيير الجذري" بالبدء بتغيير حكومته وفق معايير جديدة.

وقال الجاوي في تدوينة على حسابه بمنصة إكس: إن الحوثي تطرق في الشأن السياسي إلى ثلاثة مواضيع جوهرية لها وهي بمثابة المرتكز الاساسية للاصلاح الشامل وهي: ١-الشراكة الراسية والافقية (كل المناطق والفئات والاتجاهات السياسية)".

مضيفا: "٢- رفض الظلم والتسلط والديكتاتورية وحكم الاتجاه الواحد كان فرد او مذهب او فئة او حزب. ٣- عدم التنازل عن تحرير كامل التراب الوطني وكامل السيادة الوطنية". مضيفا: "نحن بدورنا نعتبر تلك الامورهي اساس مبادئنا وتوجهنا".

وتابع الجاوي قائلا في تأكيد التسريبات بشأن توجهات جماعة الحوثي لفتح قنوات تواصل وحوار مع المكونات الجنوبية: "وسنتمسك بها ونناضل من اجلها وسنستمر في المرحلة القادم بل نعتبر كل الكلمة وثيقة مبادئ وخارطة طريق للمرحلة القادمة".

شاهد .. الجاوي يرحب بإعلان زعيم الحوثيين 

وأعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، مساء الاربعاء، البدء بمباشرة خطوات تنفيذية لما سماه "التغيير الجذري" يقوم على "الشراكة الوطنية وتكامل الادوار" على ضوء التفاهمات المبرمة بين الجماعة والتحالف بقيادة السعودية، والتي حذرها من عواقب "المماطلة في تنفيذ التزاماتها".

وقال عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة القاها بمناسبة "احياء ذكرى المولد النبوي"، وبثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة: إن "مسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الانتماء الصادق والهوية الإيمانية للشعب اليمني ويستنير بنور الله وكتابه الكريم والاتباع لرسوله الأكرم".

مضيفا: إن "المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة والمعيقة وتصحيح السياسات وأساليب العمل بما يحقق الهدف في خدمة الشعب والتكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد".

وأعلن عن أولوية تتصدر التغيير، بقوله: "من ضمن المرحلة الأولى، مع إعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات، العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة اختلالاته ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي ومن الجامعين المؤهلين وفتح مسار فعال لإنجاز القضايا العالقة والمتعثرة".

متعهدا: بأن "سنبقى في مواكبة مستمرة بالمتابعة العملية وبالكلمات حتى إنجاز المرحلة الأولى من التغيير الجذري، وقد حرصنا على تقديم أهم ما تجتمع به الأمة ويصلح به الوضع في حال التفهم والتفاعل والتقبل وبنصح صادق وحرص أكيد على شعبنا الذي نحبه ونسعى لخدمته" حسب قوله.

وكشف الحوثي في خطابه، عن أبرز ملامح ومعايير باقي مراحل ما سماه "التغيير الجذري"، بقوله: إن "البناء الصحيح لابد له من أساس صحيح وجامع يؤمن به كل اليمنيين ويعزز الشراكة فيما بينهم، ولا ينحصر لصالح حزب أو فئه ولا يدخل في حيز المناطقية ولا العنصرية ولا الفئوية".

شاهد.. زعيم الحوثيين يعلن مسار "تغيير جذري"

من جانبه، أعلن ما يسمى "مجلس الدفاع الوطني" التابع لسلطات جماعة الحوثي بصنعاء في بيان: إنه إستجابة للخطاب "يعلن وعبر المجلس السياسي الأعلى يعلن إقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشئون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".

شاهد .. اعلان اقالة حكومة "بن حبتور" بصنعاء

وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، صرح مساء الثلاثاء، ولأول مرة، بموقفه وجماعته من الجمهورية واستمرار النظام الجمهوري في اليمن. متحدثا عن شكل ومعايير ما سماه "التغيير الجذري" الذي سبق أن تعهد الاسبوع الفائت بإعلانه الاربعاء، بقوله: "مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة فالخلل قديم".

تفاصيل: الحوثي يصرح رسميا بموقفه من الجمهورية (فيديو)

تأتي توجهات جماعة الحوثي لما تسميه "تغييرا جذريا"، بالتزامن مع توافقات وتفاهمات ابرمتها مع التحالف بقيادة السعودية في جولات مفاوضات غير مباشرة وأخرى مباشرة وعلنيه رعتها سلطنة عمان، وكان أخرها جرت الاسبوع الفائت في العاصمة السعودية الرياض، ووصف الجانبان مخرجاتها ونتائجها بـ "الايجابية".

واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في إعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة بالرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.

تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)

جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.