الاثنين 2025/05/19 الساعة 06:15 ص

الحكومة ترد على

العربي نيوز - عدن:

سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول رد رسمي لها على خطاب زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، وإعلانه عمَّا سماه "التغيير الجذري"، واشتمال هذا التغيير تجسيد "الشراكة الوطنية" على أساس "تكامل الادوار ووحدة الشعب واستقلال البلاد من اي وصاية خارجية".

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، لدى ترؤسه اجتماعا موسعا لقيادات وزارة الدفاع في العاصمة المؤقتة عدن: إن المعركة مع جماعة الحوثي "مستمرة ولن تنتهي قبل تحقيق أهدافها كاملة في تحرير كافة الاراضي، واستعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب والانتصار لقيم الجمهورية".

وفقا لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) فإن رئيس الوزراء "أكد أن مناسبة العيد الـ 61 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، تُذكر بـ "المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في الوفاء لنضالات الرعيل الأول الذين قدموا ارواحهم من اجل التحرر من النظام الامامي الكهنوتي، وعدم القبول بعودته مجددا تحت أي غطاء كان".

مشيرا إلى أن "احتفاء اليمنيين بذلك الزخم الشعبي والجماهيري خاصة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي بعيد ثورة 26 سبتمبر، وبالرغم من محاولات القمع والترهيب، هي رسالة واضحة ان الامامة ونظامها الكهنوتي انتهى الى غير رجعة ولن يفرط الشعب اليمني بمكتسباته الوطنية مهما كان الثمن".

وذكرت الوكالة أن رئيس الوزراء "اطلع من وزير الدفاع الفريق محسن الداعري على تقارير حول طبيعة الموقف العسكري، وأوضاع جبهات القتال، وخطط القوات المسلحة والامن لافشال أي مخططات إرهابية او تصعيد عسكري في جبهات القتال" أو "محاولة إقلاق السكينة في المناطق المحررة".

من جانبه، قال وزير الدفاع الفريق ركن محسن الداعري: "إن أبطال القوات المسلحة يتمتعون بجاهزية عالية في مختلف جبهات القتال وأن القوة هي من ستفرض السلام وتستعيد الاستقرار في حال رفضت المليشيا الحوثية السلام العادل الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني ويستعيد دولته".

شاهد .. اول رد للحكومة على خطاب زعيم الحوثيين

وأعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، مساء الاربعاء، البدء بمباشرة خطوات تنفيذية لما سماه "التغيير الجذري" يقوم على "الشراكة الوطنية وتكامل الادوار" على ضوء التفاهمات المبرمة بين الجماعة والتحالف بقيادة السعودية، والتي حذرها من عواقب "المماطلة في تنفيذ التزاماتها".

وقال عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة القاها بمناسبة "احياء ذكرى المولد النبوي"، وبثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة: إن "مسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الانتماء الصادق والهوية الإيمانية للشعب اليمني ويستنير بنور الله وكتابه الكريم والاتباع لرسوله الأكرم".

مضيفا: إن "المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة والمعيقة وتصحيح السياسات وأساليب العمل بما يحقق الهدف في خدمة الشعب والتكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد".

وأعلن عن أولوية تتصدر التغيير، بقوله: "من ضمن المرحلة الأولى، مع إعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات، العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة اختلالاته ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي ومن الجامعين المؤهلين وفتح مسار فعال لإنجاز القضايا العالقة والمتعثرة".

متعهدا: بأن "سنبقى في مواكبة مستمرة بالمتابعة العملية وبالكلمات حتى إنجاز المرحلة الأولى من التغيير الجذري، وقد حرصنا على تقديم أهم ما تجتمع به الأمة ويصلح به الوضع في حال التفهم والتفاعل والتقبل وبنصح صادق وحرص أكيد على شعبنا الذي نحبه ونسعى لخدمته" حسب قوله.

وكشف الحوثي في خطابه، عن أبرز ملامح ومعايير باقي مراحل ما سماه "التغيير الجذري"، بقوله: إن "البناء الصحيح لابد له من أساس صحيح وجامع يؤمن به كل اليمنيين ويعزز الشراكة فيما بينهم، ولا ينحصر لصالح حزب أو فئه ولا يدخل في حيز المناطقية ولا العنصرية ولا الفئوية".

شاهد.. زعيم الحوثيين يعلن مسار "تغيير جذري"

من جانبه، أعلن ما يسمى "مجلس الدفاع الوطني" التابع لسلطات جماعة الحوثي بصنعاء في بيان: إنه إستجابة للخطاب "يعلن وعبر المجلس السياسي الأعلى يعلن إقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشئون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".

شاهد .. اعلان اقالة حكومة "بن حبتور" بصنعاء

وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، صرح مساء الثلاثاء، ولأول مرة، بموقفه وجماعته من الجمهورية واستمرار النظام الجمهوري في اليمن. متحدثا عن شكل ومعايير ما سماه "التغيير الجذري" الذي سبق أن تعهد الاسبوع الفائت بإعلانه الاربعاء، بقوله: "مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة فالخلل قديم".

تفاصيل: الحوثي يصرح رسميا بموقفه من الجمهورية (فيديو)

تأتي توجهات جماعة الحوثي لما تسميه "تغييرا جذريا"، بالتزامن مع توافقات وتفاهمات ابرمتها مع التحالف بقيادة السعودية في جولات مفاوضات غير مباشرة وأخرى مباشرة وعلنيه رعتها سلطنة عمان، وكان أخرها جرت الاسبوع الفائت في العاصمة السعودية الرياض، ووصف الجانبان مخرجاتها ونتائجها بـ "الايجابية".

واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في إعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة بالرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.

تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)

جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.