الثلاثاء 2025/05/13 الساعة 12:03 ص

قرار امريكي سعودي اماراتي بشأن اليمن

العربي نيوز - نيويورك:

عقدت الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات، اجتماعا موسعا، كرس في المقام الاول، لبحث التطورات المتسارعة في الملف اليمني، على ضوء ثاني جولات المفاوضات المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية في العاصمة السعودية الرياض.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان عن اجتماع وزيرها أنتوني بلينكن، مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "لمناقشة الأولويات الإقليمية المشتركة، بما في ذلك التزامهم بالتوصل إلى حل دائم للنزاع في اليمن".

وقالت: "لقاء مثمر جمع وزير الخارجية، أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي فيصل بن فرحان، والإماراتي عبدالله بن زايد على هامش الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة. بحث الوزراء إبّان الاجتماع الحاجة الملحة إلى حل دائم للنزاع في اليمن، إلى جانب مناقشة أولويات أخرى". 

الخارجية الامريكية تابعت في بيانها المقتضب المنشور ليل الاربعاء، على حسابها الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا)، قائلة: "وأكّد الوزير بلينكن على أهمية التنسيق مع الشركاء فيما يتعلّق باليمن والتحديات الإقليمية بهدف تحقيق السلام والاستقرار". حسب تعبيرها.

شاهد .. اجتماع واشنطن والرياض وابوظبي بشأن اليمن

ورحب بلينكن باستضافة السعودية محادثات في الرياض، بهدف التوصل إلى خارطة طريق لإنهاء النزاع من خلال عملية سياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، كما رحب بإعلان المملكة العربية السعودية عن التزامها بتقيدم 1,2 مليار دولار من الدعم الاقتصادي للحكومة اليمنية".

كما اتفق وزراء الخارجية على ضرورة التعاون بين الحكومات الثلاث ومجلس القيادة اليمني للدفع قدما بجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وأكد بلينكن أن "أمام اليمن فرصة غير مسبوقة لتحقيق السلام، وندعو الأطراف اليمنيين إلى استغلال فرصة المفاوضات بدلا من استمرار النزاع".

وذكرت "فايننشال تايمز" إن الولايات المتحدة تلقي بكل ثقله للضغط على الدولتين لتوحيد مواقفهما بشان الحرب على اليمن. ضمن استراتيجية تحاول من خلالها التقدم بملف السلام في اليمن بموازاة التقدم بملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل والتي تخشى الامارات من تداعياته على مستقبلها.

في المقابل، شهدت العاصمة صنعاء الخميس، تحليقا كثيفا لطائرات عسكرية حربية نفاثة ومروحية، بالتزامن مع انتشار امني واسع، وتنفيذ سلطات جماعة الحوثي الانقلابية استعراضا عسكريا هو الاكبر لها في ميدان السبعين، لتشكيلات قواتها ومنظوماتها من الطائرات والصواريخ المتطورة.

تفاصيل: صنعاء تشهد حدثا استثنائيا وغير متوقع (صور+ فيديو)

كما عمدت سلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، إلى إظهار اتساع دائرة حاضنتها الشعبية خلال سنوات الحرب عبر حشد اكبر عدد من اتباعهما الى الميادين العامة في العاصمة صنعاء والمحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرتها، للاحتفاء بذكرى التاسعة للانقلاب.

وعلق مراقبون للشأن اليمني، بأن استعراض جماعة الحوثي الطائرات الحربية للجيش اليمني التي لم يطلها قصف طيران التحالف (عاصفة الحزم) "اعلان رسمي صريح عن إعادة تفعيل المقاتلات الحربية ورفع التحالف الحظر الجوي المفروض على صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الجماعة".

مشيرين إلى أن "تنامي مقدرات الحوثيين العسكرية يظهر فشل ثمان سنوات من الحرب وعشرات الآلاف من الغارات لطيران التحالف العربي واعلانه تدمير 85% من مخازن اسلحة الجيش اليمني ومخزون الصواريخ الباليستية وقواعد وطائرات ومنظومات الدفاع الجوي".

وجاء هذا الاستعراض العسكري الحوثي غداة إعلان قائدة التحالف، المملكة العربية السعودية، رسميا، عن نتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة بينها وبين جماعة الحوثي الانقلابية بوساطة من سلطنة عمان، شهدتها العاصمة السعودية الرياض، واختتمت اعمالها الثلاثاء.

مرحبة ومشيدة بما سمته وزارة الخارجية السعودية في بيان لها: "النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن". ومتطلعة إلى "احلال السلام والتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

تفاصيل:  اعلان سعودي رسمي لنتائج مفاوضات الرياض (بيان) 

شهدت جولة المفاوضات، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين للشأن اليمن. 

تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !

وصدر ليل الثلاثاء، أول اعلان رسمي عن جماعة الحوثي الانقلابية بشأن نتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة بينها والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والمجلس الرئاسي، والمختتمة اعمالها الثلاثاء بـ "توافقات على عدد من الملفات والقضايا" وعودة وفد الجماعة ووفد الوساطة العماني إلى العاصمة صنعاء.

تفاصيل: الحوثيون يعلنون رسميا نتائج مفاوضات الرياض

من جانبها، انفردت بريطانيا بإعلان أهم مخرجات مفاوضات العاصمة السعودية الرياض، في خبر بثته وكالة الانباء البريطانية (رويترز)، أكد نقلا عن مصادر دبلوماسية "إحراز تقدم" في المفاوضات بين السعودية ووفد جماعة الحوثي خلال خمسة ايام، والاتفاق على آلية دفع رواتب جميع موظفي الدولة بعموم البلاد.

تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)

واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.

يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.

تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)

كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها