العربي نيوز - متابعة خاصة:
أكد مسؤول رفيع في الخارجية الامريكية، ما تشي به تطورات الاصداء الدولية، بشأن تراجع واشنطن عن إعلان وزير الخارجية في ادارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية اجنبية.
وقال نائب رئيس معهد الشرق الاوسط التابع للخارجية الامريكية السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن جيرالد فيرستين، إنه "لن يتم إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب". معتبرا "إدراج جماعة الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية خطأ كبيرا”.
مضيفا في حديث لشبكة CNN: إن هذا القرار الذي اتخذته إدارة ترامب الاثنين “مشكلة لأمريكا أكثر من أنه مشكلة بالنسبة للحوثيين لأنه سيجعل الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لأمريكا من ناحية لعب دور إيجابي في محاولات حل النزاع”.
ولفت الدبلوماسي الامريكي والمستشار البارز للسياسة الخارجية الامريكية جيرالد فيرستين إلى أن الجماعة “نوعا ما لن تتأثر بذلك، ومن الواضح أن إيران لا تكترث إن صنفنا الحوثيين كمنظمة إرهابية من عدمه” على حد قوله.
مردفا: “لدينا إدارة ترامب تقول إن الحوثيين إرهابيون، هذا يتطلب من إدارة بايدن القدوم والقول إنهم ليسوا كذلك، وهذا أمر ليس بالسهل ويتطلب قرارا سياسيا قد لا يكونوا راغبين في اتخاذه”.
وتابع: إن “جو بايدن وإدارته سيكون أمامهم ملايين الأمور للقيام بها والتي ستشغل أذهانهم ووقتهم وانتباههم سيكون صوب العديد من الأمور الأهم على سلم أولوياتهم من تصنيف الحوثي”.
يأتي هذا التصريح، تأكيدا لما نقلته مجلة "فورين بوليسي" الامريكية، الاثنين، عن فيرستين: "لا أعتقد أن لها تأثيرًا كبيرًا على الحوثيين على الإطلاق. ليس لديهم أي وجود دولي على الإطلاق باستثناء العلاقة مع إيران".
مضيفا: "ليس لديهم حسابات مصرفية دولية ، وليس لديهم ممتلكات في الخارج ، [و] يعتمدون بشكل كامل على إيران في دعمهم العسكري. بالنسبة لهم، إنه صفر كبير، إنه لا شيء".
وتابع قائلا: "إنه لا شيء بالنسبة لإيران أيضًا، ما الذي يهمهم إذا قامت الولايات المتحدة بتعيين واحدة أخرى من المنظمات التابعة لهم". "بقدر ما أشعر بالقلق، الأشخاص الوحيدون الذين سيتضررون من هذا هم اليمنيون الأبرياء".
بالتزامن، قال معهد بروكينغز للسلام، في تقرير مطول تناقلته وسائل اعلام: إن الجنرال لويد أوستن (الذي اختاره بايدن الآن وزيرًا للدفاع) غير راضٍ بشكل خاص عن القرار السعودي بمهاجمة الحوثيين، لأنهم كانوا حليفًا ضد القاعدة. لذلك، على الرغم من خطابهم، يمكن للحوثيين أن يكونوا شريكًا لأمريكا".
المعهد ذكر أن "الحوثيين لاعبين غير حكوميين يطمحون إلى الاعتراف بهم كحكام شرعيين لليمن، وأجرت الولايات المتحدة حوارًا معهم قبل عام 2015. وكان الحوثيين يقدمون معلومات مفيدة عن القاعدة في عام 2015، وهي معلومات ساعدت في مهام مكافحة الإرهاب الأمريكية".
وعزا هذه المعلومات إلى افادة ادلى بها وكيل المخابرات البنتاغون -آنذاك- مايكل فيكرز. موضحا أن الجنرال لويد أوستن، والذي كان قائد القيادة المركزية الامريكية، حينها، أكد ان الرئيس جو بايدن سيعيد النظر في قرار التصنيف الذي اتخذته وزارة الخارجية في ادارة الرئيس ترامب.
معهد بروكينغز للسلام، نقل ايضا في تقريره المطول الذي تناقلته وسائل اعلام عن الجنرال لويد، الذي اختاره بايدن الآن وزيرًا للدفاع، قوله: "آخر ما نريده هو تحويل الحوثيين إلى منظمة إرهابية تستهدف الأمريكيين بسبب الكارثة الإنسانية المروعة في اليمن". المتفاقمة جراء الحرب.
وأوضح أن الجنرال لويد أوستن "حث الرئيس بايدن على توجيه تعليمات إلى أنتوني بلينكين، إذا تم تأكيد تعيينه كوزير للخارجية بضرورة تأمين تمرير قرار جديد ومتوازن يطالب بإنهاء تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن". في اشارة للدعم الامريكي للتحالف العربي بقيادة السعودية.
مؤكدا أن "الحصول على أساس قانوني جديد للدبلوماسية لإنهاء الحرب سيكون له أيضًا فائدة في دفع المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود. ويجب أن يكون بناء إجماع دولي لإنهاء الحرب ومتابعة الدبلوماسية هدفنا في عام 2021". حسب ما اورده تقرير معهد بروكينغز للسلام.
وأعلن وزير الخارجية الامريكي في ادارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الاثنين، عن اشعار الوزارة مجلس الكونجرس بنية تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية اجنبية وثلاثة من ابرز قياداتها هم: عبد الملك الحوثي، عبدالخالق الحوثي، وعبدالله يحيى الحكيم (الحاكم).
واعترف بومبيو بأن الخطوة ستؤثر على الوضع الإنساني في اليمن، إلا أنه أفاد بأن "هناك خطة لتنفيذ إجراءات لتقليل تأثير التصنيف على بعض النشاط الإنساني والواردات إلى اليمن". لكن مجموعات الاغاثة الدولية اكدت ان ذلك "لن يمنع تفاقم الكارثة الانسانية في ظل خطر المجاعة".
يشار إلى أن الاعلان الامريكي قوبل بترحيب الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية والامارات ومجلس التعاون الخليجي، ومعارضة الامم المتحدة وبرنامج الاغذية العالمي والصليب الاحمر، ومجموعة الاغاثة الدولية، وعدد من ابرز اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين.