العربي نيوز - ابوظبي:
بدأت الامارات تنفيذ اجراءات تسعى إلى احراج المملكة العربية السعودية وافشال مساعيها الجادة إلى انهاء الحرب في اليمن والدفع بمختلف الاطراف اليمنية الى اتفاق سلام يضمن وحدة اليمن وشراكة وطنية في سلطة توافقية انتقالية.
وأوعزت الامارات إلى العشرات من ضباط مخابراتها وناشطيها السياسيين لشن حملة مناهضة لثاني جولات المفاوضات المباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي تشهدها الرياض، بعد جولة مفاوضاتهما الاولى في العاصمة صنعاء.
جاء بين ابرز هؤلاء الناشطين السياسيين الاماراتيين المشاركة في الحملة، محمود البلوشي، والذي يقدم نفسه إعلاميا وكاتبا ومحللا سياسيا، معبرا عن رفض ابوظبي اي تسوية سياسية تفضي الى بقاء اليمن موحدا بسلطة مركزية.
وأظهر البلوشي انزعاجا اماراتيا، بقوله: "سالت دماءنا على تراب اليمن ومنهم ولد عمي سليمان البلوشي رحمة الله. كلنا فداء للإمارات ومشروعها الكبير، ونقول للمتوهمين موتوا بغيظكم، لن نفرط بحصاد التضحيات نحن وحلفاءنا في الجنوب".
مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (تويتر سابقا): "ولن نترك شبر من أرض الجنوب العربي". وأردف مستنكر تجاهل السعودية للامارات: "إماراتنا رائدة الشرق الأوسط، وسيدي الشيخ محمد محور العالم". حسب وصفه.
شاهد .. حملة اماراتية مناهضة لمفاوضات الرياض
وتابع ضابط الاستخبارات الاماراتي محمد البلوشي، متحديا مساعي السعودية، قائلا في تدوينة ثانية: "يذهب وفد حوثي ليلتقي بشرعية الاخونج في الرياض، فليذهبوا حتى إلى الصين. من على الأرض هي الإمارات ورجالها ولهم قرار الفصل".
شاهد .. تحدي الامارات للسعودية بمليشياته في اليمن
واتفقت عشرات التدوينات الاماراتية مع مضامين هاتين التدوينتين، في اظهار استنكار الامارات انفراد السعودية وسلطنة عمان بالملف اليمني، وتوعد مساعيهما بالفشل وعدم تفريط ابوظبي بحصاد "تضحياتها في اليمن"، بنفوذها ومليشياتها في جنوبه.
تتوافق هذه الحملة الاماراتية، مع حملة مماثلة يشنها سياسيو وناشطو "الانتقالي الجنوبي" على منصات وتطبيقات التواصل، تسير باتجاه مناهضة مساعي السعودية لافشال مساعي انفصال الجنوب، والتلويح بحسم عسكري للموقف وحرب دامية.
تفاصيل: تحركات عسكرية لإفشال مشاورات الرياض (وثيقة)
يأتي هذا عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.