العربي نيوز - مسقط:
وردت للتو، من العاصمة العُمانية مسقط، انباء تبشر جميع اليمنيين في الداخل والخارج، بقرب انفراج كرب الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، والاتفاق على باقي النقاط الخلافية في "خطة السلام الشامل في اليمن" وفي مقدمها ملف استئناف صرف رواتب جميع موظفي الدولة بلا استثناء.
ونقلت وسائل اعلام محلية وعربية عن مصدر دبلوماسي في سلطنة عمان، قوله: إن "سلطنة عمان حركت وساطتها مجددا بين مليشيا الحوثي والمملكة العربية السعودية بعد جمود استمر لأسابيع". مشيرا إلى أن "الجانبين رحبا باستئناف المفاوضات من حيث توقفت وحسم الملفات العالقة لانجاز اتفاق".
حسب المصدر الدبلوماسي نفسه، فإن "واشنطن تدعم مسار المملكة العربية السعودية نحو التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي على مسودة خطة سلام شامل في اليمن، من ثلاثة مراحل، تبدأ باتفاق هدنة مطولة وفتح المطارات والموانئ واستكمال اطلاق وتبادل الاسرى واستئناف صرف رواتب الموظفين".
موضحا أن "وفدا عمانيا سيصل صنعاء خلال الأيام المقبلة، في محاولة لتحقيق تقدم في المفاوضات المتعثرة بين السعودية وجماعة الحوثي". ونوه إلى أن "الوفد العماني الوفد يحمل مقترحات جديدة لهدنة مطولة، واتفاق بشأن بنود انسانية، بينها توسيع وجهات السفر عبر مطار صنعاء وبند رواتب موظفي الدولة".
من جانبه، قال رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي الثوري فؤاد راشد مغردا: "قطع المفاوضون في مسقط شوطا كبيرا في أحداث تقاربات مهمة بشأن الهدنة الطويلة الأمد المقترنة بوقف شامل لإطلاق النار وتهيئة الأجواء لمباحثات سياسية يمنية. وفقا المعلومات فإن معضلة صرف الرواتب انفكت عقدتها".
شاهد .. تسريبات عن انفراج عقدة رواتب الموظفين
في المقابل، صرح القيادي البارز في المكتب السياسي لجماعة الحوثي، علي القحوم، مطلع الأسبوع الجاري، إن "الوسيط العماني يبذل جهودا كبيرة للتقدم وحل العقد وتجاوز التعثر في النقاط الخلافية". مشددا على "ضرورة حل الملف الإنساني كحزمة واحدة بما فيها المرتبات والأسرى، إضافة إلى فتح الموانئ والمطارات".
شاهد .. تأكيد جماعة الحوثي جهود الوساطة العمانية
يأتي تحريك الوساطة العمانية عقب تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة المنتهية مطلع اكتوبر الماضي وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
جاءت هذا التطورات بعدما سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، مطلع ابريل الماضي، مسودة اتفاق افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب.
وكشفت صحف عربية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، تفاصيل لمسودة الاتفاق، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.