العربي نيوز - عدن:
نفذت المليشيا المتمردة والانقلابية، عملية مداهمة واقتحام جديدة، طالت هذه المرة منزل قيادي جنوبي بارز، اجتاحته بعناصرها المسلحة، منتهكة حرمته وروعت اطفاله ونساءه، وارهبت جيرانه الذين حاولوا التدخل، على خلفية اختلافها معه في الرأي ورفضها انتقاداته لفساد "المجلس الانتقالي" وتسببه في تدهور الاوضاع وممارساته العنصرية والمناطقية.
وشكا القيادي البارز في الحراك الجنوبي، عبدالله الزريقي، من اقتحام مليشيا "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منزله في بلوك 24 بمديرية المنصورة في عدن، بهدف اختطافه واعتقاله بسبب مشاركته في التظاهرات السلمية الاحتجاجية على تدهور الاوضاع في مدينة المنصورة بعدن.
موضحا أنه نجا من الاعتقال والانضمام إلى عشرات القيادات وكوادر الحراك الجنوبي المعتقلين في سجون مليشيا "المجلس الانتقالي" منذ فترات تتراوح بين اعوام واشهر، لكونه لم يكن متواجدا في المنزل عند مداهمة عناصر طقمين لمليشيا الانتقالي له فجر السبت، وعبثت بمحتوياته.
وأفاد الزريقي في بلاغ رفعه للنائب العام بأن مليشيا الانتقالي روعت اطفاله وعائلته وقامت بإخراج أسرته من المنزل بما فيهم النساء والأطفال في وقت متأخر من الليل. وقال إن جيرانه تدخلوا لمنع عملية ترهيب وترويع أسرته لكن مليشيا الانتقالي اعتدت عليهم بالضرب وأطلقت النار لترهيبهم.
مطالبا في بلاغه المنشور على منصات التواصل، النائب العام والمنظمات الحقوقية والإنسانية بـ "حمايته وحماية أسرته من التعديات غير القانونية واللا إنسانية التي تقوم بها ميليشيات المجلس الانتقالي والهادفة إلى اسكات كل صوت وطني حر بالترهيب وانتهاك حرمات البيوت والملاحقات الأمنية.
يعد عبدالله الزريقي واحدا من ابرز المناضلين في صفوف الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في 2007م، وتعرض للاعتقال في وقت سابق من مليشيا المجلس الانتقالي حيث تم اطلاق سراحه لاحقا بعد تمضيته على تعاهد خطي بأن لا يشارك في أي مسيرات او احتجاجات شعبية أخرى، ويلزم الصمت.
ينتهج "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في سعيه للسيطرة على جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته؛ سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، ويطبق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وشعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
وتشهد عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، احتجاجات شعبية متصاعدة، بعدما تسبب استمرار تدهور قيمة العملة الوطنية إلى 1400 ريال مقابل الدولار في ارتفاع اضافي لاسعار السلع الغذائية ومواد التموين والمشتقات النفطية بنسبة 35%، تضاف إلى ارتفاعها الفاحش والمتجاوز 400% منذ بدء الحرب.
تفاصيل: عدن تنتفض ضد التحالف و"الانتقالي" (فيديو)
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة، لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.