العربي نيوز - عدن:
أضطر البنك المركزي اليمني إلى التدخل بإجراء عاجل لكبح تدهور قيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية، بعدما سجل الريال في التداولات المسائية بسوق الصرافة والتحويلات المالية، تراجعا مفزعا لجميع اليمنيين والمهتمين والمتعاملين بالعملات الاجنبية.
وأعلنت إدارة البنك المركزي اليمني، في العاصمة المؤقتة عدن، على الموقع الالكتروني للبنك، اعتزامها طرح مبلغ 30 مليون دولار للبيع في مزاد الكتروني جديد، الثلاثاء المقبل، الموافق 1 أغسطس 2023، في مسعى لكبح الانهيار المتسارع لقيمة الريال اليمني.
شاهد .. "المركزي" يسعى لكبح تدهور العملة بهذا الاجراء
وأفادت شركات صرافة وتحويلات مالية، كبرى، في العاصمة المؤقتة عدن بأن "سعر صرف الريال تراجع مساء السبت إلى 1432 ريالا مقابل الدولار الواحد، و378 ريالا مقابل الريال السعودي، وفي حضرموت إلى 1426 مقابل الدولار و377 مقابل الريال السعودي".
دأب البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، منذ العام 2021م على عرض مبالغ تتراوح بين (15-50) مليون دولار اسبوعيا، للبيع بمزاد الكتروني للبنوك وشركات الصرافة بهدف "تخفيف الضغط على طلب العملة الصعبة والحد من تدهور قيمة العملة المحلية".
ووفقا لإعلانات مزادات البنك المركزي المتلاحقة، فقد تجاوز اجمالي المبالغ المباعة بالمزادات مليار دولار امريكي، وبسعر بيع تراوح بين 900 و1300 ريال للدولار، ومع ذلك استمر سعر صرف العملة اليمنية في التراجع متجاوزا 1400 ريالا مقابل الدولار الواحد.
لكن خبراء اقتصاديين يستبعدون تحسنا كبيرا في قيمة العملة الوطنية وتراجعا موازيا في اسعار السلع والخدمات، لأسباب ارجعوها إلى "اختلال المالية العامة للحكومة ودفع نفقاتها وموظفيها بالعملة الصعبة (الدولار) وتوقف عائدات النفط جراء توقف التصدير في الاشهر الماضية".
وأصدر مجلس ادارة البنك المركزي منتصف يوليو الجاري، بيانا اعتبر التراجع الكبير لقيمة الريال "غير مبرر"، وأرجعه إلى أسباب عدة بينها "تدخلات بعمل البنك"، وتطلع لدعم سعودي اماراتي في سياق تثمينه "استجابة الأشقاء لدعم الشعب اليمني في هذا الظرف الصعب".
تفاصيل: "المركزي" يصدم اليمنيين بهذا الاعلان (بيان)
يأتي هذا بعدما كان الرئيس رشاد العليمي، تعهد الاربعاء بـ "بالسيطرة على أسواق الصرف، وتحسين الاقتصاد، بدعم الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية". إثر تراجع قيمة الريال اليمني أمام العملات الاجنبية، الى مستوى غير مسبوق منذ بداية يوليو الجاري.
وتشهد عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، احتجاجات شعبية متصاعدة، بعدما تسبب استمرار تدهور قيمة العملة الوطنية في ارتفاع اضافي لاسعار السلع الغذائية ومواد التموين والمشتقات النفطية بنسبة 35%، تضاف إلى ارتفاعها الفاحش والمتجاوز 400% منذ بدء الحرب.
تفاصيل: عدن تنتفض ضد التحالف و"الانتقالي" (فيديو)
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة، لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.