العربي نيوز - الرياض:
تصدرت الصحف اليومية الصادرة في المملكة العربية السعودية، انباء سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء، تبشرهم بتحركات سعودية لتقديم دعم عاجل يكبح الانهيار المتسارع للريال اليمني وتبعا تفاقم معاناتهم المعيشية جراء الحرب المتواصلة وتداعياتها.
وكشفت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة من العاصمة البريطانية لندن، عن تحركات مكثفة للحكومة اليمنية، مع السعودية والإمارات، لإطلاق دفعة من الوديعة المعلن عنها في أبريل من العام الماضي، لدعم البنك المركزي اليمني وإنقاذ الريال اليمني من الانهيار الكلي.
موضحة أن "الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني يجريان اتصالات مكثفة مع الحكومتين السعودية والإماراتية؛ للاتفاق على آلية لإطلاق دفعة من الوديعة النقدية التي وضعتها الدولتان في حسابات البنك". ويخضع السحب منها لشروط تتعلق بعملية اصلاحات مالية واقتصادية.
وذكرت الصحيفة إن "الدفعة الجديدة من الوديعة، ستُمكن البنك المركزي اليمني من مواجهة احتياجات المستوردين من كل مناطق اليمن، المتزايدة للعملة الصعبة، ويخفف الإقبال المتنامي على شراء الدولار". وتبعا كبح عملية المضاربة على الدولار وتصاعد قيمته على حساب الريال.
مشيرة إلى أن "الحكومة تواجه أزمة مالية شديدة وصعوبات كبيرة في توفير احتياجات السكان والاستمرار في صرف رواتب الموظفين"، جراء "استمرار توقف تصدير النفط بسبب هجمات ميليشيات الحوثي على موانئ التصدير وفقد الخزينة العامة اكثر من مليار دولار خلال 8 أشهر".
شاهد .. اعلان سار عن دعم سعودي عاجل
من جانبها، أفادت مصادر حكومية بأن محافظ البنك المركزي، أحمد غالب المعبقي، ووزير المالية، سالم بن بريك، وصلا مساء الخميس إلى العاصمة السعودية الرياض، للقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي والتوقيع على اتفاقية الدعم السعودي للموازنة العامة للدولة.
موضحة أن زيارة محافظ البنك المركزي ووزير المالية إلى العاصمة السعودية الرياض "تشمل توقيع اتفاقية سحب دفعة جديدة من الوديعة النقدية المقدمة من السعودية، بمبلغ مليار دولار في فبراير الماضي، لتغطية احتياجات المستوردين من العملة الصعبة وكبح المضاربة على الاخيرة".
وأشارت إلى أن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، استدعى محافظ البنك المركزي ووزير المالية لتدارس الاجراءات اللازمة في ظل الانهيار غير المسبوق لقيمة العملة الوطنية امام العملات الاجنبية في العاصمة المؤقتة عدن، وبقية المحافظات الجنوبية المحررة".
يأتي هذا بعدما كان الرئيس رشاد العليمي، تعهد الاربعاء بـ "بالسيطرة على أسواق الصرف، وتحسين الاقتصاد، بدعم الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية". إثر تراجع قيمة الريال اليمني الى مستوى غير مسبوق تجاوز 1500 ريالا مقابل الدولار الامريكي الواحد.
وأصدر مجلس ادارة البنك المركزي الاربعاء بيانا اعتبر التراجع الكبير لقيمة الريال "غير مبرر"، وأرجعه إلى أسباب عدة بينها "تدخلات بعمل البنك"، وتطلع لدعم سعودي اماراتي في سياق تثمينه "الاستجابة السريعة للأشقاء في المملكة العربية السعودية لدعم الشعب اليمني في هذا الظرف الصعب".
تفاصيل: "المركزي" يصدم اليمنيين بهذا الاعلان (بيان)
الى ذلك تشهد عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، احتجاجات شعبية متصاعدة، بعدما وصل تراجع قيمة الريال اليمني مستوى غير مسبوق متجاوزا سقف 1430 ريالا مقابل شراء الدولار الامريكي و400 ريالا مقابل شراء الريال السعودي، وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية بنسبة 35%، تضاف إلى ارتفاعها الفاحش والمتجاوز 400% منذ بدء الحرب.
تفاصيل: عدن تبدأ اسقاط "الانتقالي" بهذه الهتافات (فيديو)
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة، لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.