العربي نيوز - عدن:
بدأت عدن اسقاط هيمنة وفساد "المجلس الانتقالي" ومليشياته المسيطرة على المدينة، بتظاهرات احتجاجية حاشدة وغاضبة، فاجأت "الانتقالي" وباغتته في عقر داره، بترديدها لأول مرة هتافات تطالبه بالرحيل، وتعميم شعارات بجدران مباني وشوارع المدينة تنادي بطرده ومليشياته من المدينة بعبارة "برع" أعادت للاذهان ثورة جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني.
وخرجت الخميس في شوارع العاصمة المؤقتة عدن، تظاهرات شعبية حاشدة وغاضبة ضد تمرد "المجلس الانتقالي" ومليشياته وفساد سلطاته، وتسببهما في تدهور الاوضاع العامة وتردي الخدمات وفي مقدمها الكهرباء وانهيار الريال اليمني امام العملات الاجنبية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية.
شاهد .. احتجاجات شعبية في عدن تهتف بطرد "الانتقالي"
ادان المحتجون "المجلس الانتقالي" وممارسات مليشياته المعيقة للاستقرار والمبددة للأمن في عدن، وحمّلوا "الانتقالي" وسلطاته في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار قيمة الريال وارتفاع اسعار السلع والخدمات، رغم استكمال تحرير عدن في رابع اشهر الحرب.
وعمّت جدران المباني في احياء العاصمة المؤقتة عدن وشوارعها، ولأول مرة، شعارات وعبارات عبرت عن رفض شعبي لسيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته على المدينة، وتطالبه بالرحيل وتسليم مقاليد السلطة بالتزامن مع احتجاجات شعبية خرجت الاربعاء بعدد من مديريات عدن، على انهيار العملة المحلية وتدهور خدمة الكهرباء.
كتب المحتجون على لافتات حملوها وعلى جدران المباني في احياء وشوارع عدن عبارات تُحمَّل "الانتقالي" مسؤولية الانفلات الامني وتدهور الاوضاع في عدن، وتطالبه بالرحيل ومغادرة عدن، كما تدين ممارساته العنصرية الاقصائية على اساس معايير مناطقية تحظي المنتمين لمحافظة الضالع ويافع وردفان اللاتي ينتمي اليها قياداته.
شاهد .. خروج الوضع في عدن عن سيطرة "الانتقالي" (صور)
جاء هذا بالتوازي مع حملة شعبية واسعة انطلقت ليل الاربعاء على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، تُذَكٍّر جميع اليمنيين بالمسؤول الاول والمباشر عن تدهور الخدمات وأنه رئيس "المجلس الانتقالي"، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي باعتباره رئيس "اللجنة العليا للموارد المالية وتنمية الإيرادات".
معتبرة أن "المجلس الانتقالي" يتحمل القدر الاكبر من المسؤولية لمشاركته بنصف اعضاء مجلس القيادة، ونصف اعضاء الحكومة، واستحواذ مليشياته على غالبية الايرادات العامة للدولة في عدن، وإعاقة مليشياته استباب الامن والاستقرار في عدن والمحافظات الجنوبية ومزاولة الحكومة عملها ومسؤولياتها تجاه المواطنين.
تفاصيل: انكشاف المسؤول الاول عن انهيار الاقتصاد (وثيقة)
كما تتزامن الاحتجاجات مع البدء رسميا وبدعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية، في ترتيبات تشكيل مجلس وطني لمحافظة عدن، رفضا لسيطرة "المجلس الانتقالي" ومليشياته وتسببها في انفلات امني واسع وتدهور الاوضاع المتنامي وتردي الخدمات المتصاعد، منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م.
تفاصيل: بدء ترتيبات تشكيل مجلس عدن الوطني (صور)
وتأتي الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة، بعدما وصل تراجع قيمة الريال اليمني مستوى غير مسبوق متجاوزا سقف 1460 ريالا مقابل شراء الدولار الامريكي و430 ريالا مقابل شراء الريال السعودي، وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية بنسبة 35%، تضاف إلى ارتفاعها الفاحش والمتجاوز 400% منذ بدء الحرب.
في السياق، تتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة،لترفع سقف المطالب من اقالة الحكومة ورئيسها، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة. بما فيها قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، في عدن وجنوبي البلاد.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب استمرار تمرد "المجلس الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات العامة والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.