العربي نيوز - عدن:
كشف شهود عيان في العاصمة المؤقتة عدن، عن حقيقة الانباء المتداولة بشأن قيام تاجر بإحراق نفسه امام مبنى السلطة المحلية لمديرية الشيخ عثمان، ودوافع ما حدث وخلفياته، ومصير التاجر المذكور واين يتواجد في الوقت الراهن.
وأكد مواطنون ومسؤولون محليون في عدن، واقعة إقدام تاجر من المحافظات الشمالية عصر اليوم الثلاثاء على إحراق نفسه أمام المجلس المحلي في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن، بعدما طاله الظلم وعجز عن دفعه.
موضحين أن "تاجر تجزئة يبيع بضاعته في بسطة بالشيخ عثمان، صب على نفسه البنزين واضرم بجسده النار، تعبيرا عن القهر الذي تجرعه جراء مصادرة مليشيا المجلس الانتقالي بضاعته بعدما عجز عن دفع الاتاوات المطلوبة منه".
وأفاد شهود العيان، بأن "مواطنين هرعوا على الفور لإخماد النيران التي اشتعلت في جسد التاجر المقهور، وتمكنوا من اطفائها بعدما الحقت به أضرارا بالغة، ونقلوه إلى أحد مستشفيات عدن، في حالة صحية حرجة، ليدخل العناية المركزة".
حتى الان لم يعرف بعد اسم هذا التاجر الذي حاول الانتحار بإحراق نفسه، لكن ناشطين اطلقوا عليه اسم "بو يمن"، إشارة للمواطن التونسي بوسعيدي الذي اشعل ثورات الربيع العربي، بإقدامه على احراق نفسه في تونس مطلع العام 2011م.
شاهد .. اول فيديو لإحراق تاجر نفسه في مدينة عدن
وجاءت محاولة الانتحار بالنار من جانب هذا التاجر، عقب تنفيذ مليشيا "المجلس الانتقالي" بقيادة مدير مديرية الشيخ عثمان، حملة جباية اتاوات غير قانونية وجائرة على المحلات التجارية ومطاردة للبسطات والباعة الجائلين في المديرية.
استهدفت حملة مليشيا "المجلس الانتقالي"، ملاك المحلات والبسطات في شارع الشرطة مول وحي سوق الذهب بمديرية الشيخ عثمان في عدن، وقام مدير المديرية بإحراق ملابس بعد أن أخذها من المحلات. حسب تأكيد تجار وباعة متجولين.
تتزامن الحملة الجبائية من مليشيا "المجلس الانتقالي"، مع تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء عن عدن إلى ست ساعات يوميا، في ظل لظى الصيف اللاهب، وارتفاع اسعار السلع والخدمات جراء استمرار انهيار الريال.
وتستبق واقعة محاولة الانتحار، تحركا شعبيا واسعا مرتقبا كان دعا إليه الحراك الجنوبي الثوري وفعاليات مدنية ومجتمعية، تحت شعار #لطرد_منظومة_الفساد من جميع أطراف السلطة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تبادلها الاتهامات بالفساد.
وفقا لمئات التدوينات والتغريدات على منصات التواصل الاجتماعي، فإنه من المقرر أن تشهد العاصمة المؤقتة عدن وغيرها من المحافظات المحررة، الخميس المقبل (22 يونيو الجاري) خروجا جماهيريا كبيرا يطالب بمحاكمات علنية للفاسدين.
وتتوالى فضائح فساد مالي بمئات المليارات كاشفة عن قائمة لصوص العملة واللقمة والخدمة، من مختلف اطراف السلطة في عدن، تتجاوز الحكومة ورئيسها، إلى قيادات "المجلس الانتقالي" ومليشياته والتشكيلات المسلحة الموالية للامارات، متسببة في ارتفاع سقف مطالب المواطنين ليتجاوز مجرد اقالة الحكومة، إلى #طرد_منظومة_الفساد كاملة.
تفاصيل: فضائح فساد هائل تكشف لصوص العملة واللقمة (اسماء)
وتسبب "المجلس الانتقالي" في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات، باستمرار تمرده على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي، واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
