العربي نيوز - عواصم:
تصدر الرئيس الاسبق الراحل، اليوم وعلى غير عادة منذ مقتله قبل سنوات؛ حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، اقليميا ودوليا، مستحوذا اهتمام عشرات الملايين حول العالم، على خلفية حدث رئيس استدعاه إلى الواجهة من جديد.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدد من الدول العربية، بذكرى الوفاة الغامضة للرئيس مرسي الذي أطيح به غدرا بانقلاب عسكري قاده عبدالفتاح السيسي عام 2013، قبل أن يكمل عامه الاول.
وأحيا مئات الآلاف ذكرى اغتيال الدكتور محمد مرسي عيسى العياط، أول رئيس مدني ينتخب في تاريخ مصر، عقب ثورة 2011، عبر وسوم #محمد_مرسي و#مرسي_يتربع_مناضلا.
جاء بين ابرز من احيا الذكرى، الناشطة السياسية والحقوقية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عبر بيان مقتضب بالمناسبة نشرته على حسابها بمنصة التدوين المصغر "تويتر".
وقالت كرمان: "في ذكرى استشهاد مانديلا العرب ، أول رئيس ديمقراطي منتخب في مصر، القائد المعلم محمد مرسي، ألف رحمة ونور عليه، وألف تباً لقاتليه وقاتلي الديمقراطية المصرية".
مضيفة: "ومن تآمر معهم وساندهم وصمت وبارك هذه الجريمة المروعة". في اشارة إلى تمويل دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات، انقلاب وزير الدفاع المصري حينها.
شاهد .. توكل كرمان تطلق على مرسي هذا اللقب
وقال عضو الفريق الرئاسي للرئيس الشهيد محمد مرسي، مسؤول ملف ماسبيرو برئاسة الجمهورية، سابقا، احمد عبدالعزيز: "اليوم.. الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد #محمد_مرسي".
مضيفا: "رحم الله رجلا أراد للمصريين أن يكونوا رجالا.. وأراد لمصر أن تكون دولة ذات سيادة، وأن يكون للعرب والمسلمين شأن بين الأمم.. ولا رحم أولئك الذي كادوا له وتآمروا عليه..".
شاهد .. تصريح هام لعضو فريق الرئيس محمد مرسي
وعن اسرة الرئيس الراحل، المؤلفة من خمسة أولاد، نشر نجله الاكبر، احمد محمد مرسي، على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" بيانا مقتضبا جدا، قال فيه: "في الذكري الرابعة لفراقك يا أبتي … عند الله الملتقي".
شاهد .. بيان لأسرة الرئيس محمد مرسي بذكراه الرابعة
من جانبها، أعلنت مؤسسة مرسي للديمقراطية، التي يرأس مجلس ادارتها نجل الرئيس الراحل، احمد محمد مرسي، قبل ساعات، عن برنامج فعاليات بالمناسبة، يتجاوز مصر ودول العالم العربي إلى دول العالم اجمع.
وقالت المؤسسة على حسابها بمنصة "تويتر": "في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس #محمد_مرسي.. فاعليات حول العالم تستلهم منه روح النضال من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية. انتظرونا #مرسي_يتربع_مناضلا".
شاهد .. اعلان هام لمؤسسة مرسي للديمقراطية
وتداول السياسيون والنشطاء مقولات شهيرة للرئيس الراحل محمد مرسي، من خطاباته الأخيرة والتي لاقت تفاعلا كبيرا، ومن ضمنها قولها بأحد الخطابات قبل الانقلاب عليه:”لا تأكلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم”.
كما استحضر انصار الرئيس الراحل محمد مرسي في ذكرى وفاته الثانية، مقولته: “فلتعلموا أن أبائكم كانوا رجالا لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، ولا يعطون الدنية أبدا مــن وطنهم أو شرعيتهم أو دينـهم”.
وعلى إثر الانقلاب العسكري، ألقي القبض على مرسي وأُخفي قسريا، ليظهر لاحقا في قاعات المحاكم كمتهم وصدرت بحقه 3 أحكام نهائية، في قضايا أحداث الاتحادية والتخابر وإهانة القضاء، بمجموع سنوات بلغ 48 عاما.
ظل الرئيس الراحل محمد مرسي محبوسا في زنزانة انفرادية ومحرومًا من الزيارة لمدة 6 سنوات تمكنت خلالها عائلته من زيارته 4 مرات فقط، إلى أن توفي أثناء إحدى جلسات محاكمته إثر نوبة قلبية، حسب السلطات الرسمية.
وفارق الرئيس المغدور محمد مرسي الحياة، عن عمر بلغ سبعين عامًا، ومنعت السلطات الرسمية اقامة جنازة تشييع رسمية له، وتم دفنه في ظل حراسة مشددة بمقبرة دفن فيها مرشدون سابقون لجماعة لإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
ولد محمد مرسي عيسى العياط عام 1951 في قرية العدوة بمحافظة الشرقية بدلتا النيل، وهو أستاذ جامعي نال بكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 ثم درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولاينا الامريكية، عام 1982.
وترك مرسي، تاريخا سياسيا حافلا، ففي عام 2000، أصبح نائباً في مجلس الشعب ثم أعيد انتخابه في 2005 قبل سجنه 7 أشهر بسبب مشاركته في تظاهرة مؤيدة لحركة القضاة التي طالبت آنذاك باستقلالية القضاء.
كما اصبح مرسي في العام 2010م متحدثاً باسم جماعة الإخوان المسلمين، وعضواً في مكتب الإرشاد “المكتب السياسي للجماعة”، واعتقل مجدداً لفترة قصيرة في جانفي 2011، قبل أن يطلق سراحه عقب قيام الثورة.
وبعد 3 أيام من اندلاع الانتفاضة التي أسقطت حسني مبارك، ومع إطلاق الجماعة لحزبها السياسي بعد الثورة، أصبح مرسي أول رئيس لحزب الحرية والعدالة، ولم يكن مرشح جماعة الاخوان في 2012 بل مرشحا احتياطيا.
لكن الدكتور مرسي فاز في انتخابات 2012 الرئاسية بالمنصب الرفيع في مصر، ليصبح أول رئيس إسلامي للبلاد، منتخب بانتخابات عامة ديمقراطية، وبفارق كبير بينه وبين منافسه، رئيس وزراء النظام السابق في مصر.
ولم يكمل الرئيس محمد مرسي عامه الاول في حكم مصر جراء الانقلاب العسكري عليه، وظل عقب الاطاحة بحكمه محتجزاً في قاعدة عسكرية في مكان مجهول حتى ظهر علناً للمرة الأولى مع بدء محاكمته في 4 نوفمبر 2013.
رفض الدكتور محمد مرسي، وهو أول رئيس للجمهورية في مصر، من خارج الجيش، الاعتراف بهيئة المحكمة التي حاكمته. كما لم يعين فريقاً للدفاع عنه. إنما تولى الدفاع محامون يتابعون الإجراءات القانونية فقط.
وفي أولى جلسات محاكمته في خريف العام 2013، قال الرئيس محمد مرسي بثقة وتحدٍ لقاضيه: “أنا الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية… لقد كان انقلاباً عسكرياً.ينبغي محاكمة قادة الانقلاب أمام هذه المحكمة”.
أزعج هذا التصريح للرئيس محمد مرسي سلطات الانقلاب الحاكمة للبلاد، فعمدت في الجلسات اللاحقة للمحاكمة، إلى وضعه داخل قفص زجاجي عازل للصوت لمنعه من مقاطعة القضاة، ومقارعتهم الحجة التي برع في منطقها.
وفي مطلع ابريل 2021م كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية لأول مرة، عن تفاصيل بشعة لتعذيب الرئيس مرسي بطريقة وحشية، في الساعات الاخيرة من حياته، غير ابهة بتقدم عمره أو مركزه السياسي، أدت إلى وفاته.
تفاصيل: كشف تفاصيل تعذيب وحشي للرئيس السابق
لم تسلم عائلة الرئيس الراحل محمد مرسي من الاذى، وبعد نحو 3 اشهر على وفاته الغامضة، توفي نجله الاصغر، عبدالله، في سبتمبر2019 وسط تشكيكات في ملابسات الوفاة، التي قالت الجهات الرسمية إن سببها أزمة قلبية.
أضاف موت عبدالله مرسي، ألما جديدا إلى الأسرة الموزعة بين الاضطهاد والسجون والمقابر، وبوفاة عبد الله مرسي رحل الصوت الإعلامي لأسرة الرئيس المصري الراحل، ولسانها المعبر عنها والناطق الأمين باسمها، رغم صغر سنه.
ورافق عبد الله جنازة والده وكان المنبر الإعلامي الذي نقل للعالم الرحلة الأخيرة لأبيه الرئيس من السجن إلى القبر، عقب سنوات من عذابات السجن الانفرادي أثرت في نفس الابن الذي ذاق مرارة الاعتقال من قبل خلال سنوات سابقة.
في السياق، نشر نجل الرئيس مرسي، أحمد، مقطع فيديو بشأن انطلاق مؤسسة مرسي للديمقراطية، وعلق قائلًا: “نم قرير العين يا عبد الله. انطلقت المؤسسة التي سعيت لها فدفعت دمك ثمنًا. لعنة الله علي قاتلي أبي وأخي الأصغر قرة عيني”.
شاهد .. نجل الرئيس مرسي يرثي اخيه وابيه
يشار إلى أن عبدالفتاح السياسي، المعين وزيرا للدفاع من الرئيس الاسبق، قاد انقلابا عسكريا على الرئيس المنتخب من الشعب محمد مرسي، بدعم امريكي خليجي وانفقت السعودية والامارات على تحشيد متظاهرين يباركون الانقلاب ويعلنون تفويض السيسي لانقاذ البلاد. حسب زعمهم.