الأحد 2025/06/01 الساعة 07:49 م

تسريب كويتي لأخطر أسرار الرئاسة اليمنية (وثيقة)

العربي نيوز - الكويت:

أفشى دبلوماسيون وسياسيون كويتيون لأول مرة، عن واحد من أخطر اسرار رئاسة الجمهورية في اليمن، من شأنه تبديد حيرة عشرات الملايين من اليمنيين في الداخل والخارج، حيال حقيقة اسباب ما حدث خلال العام المنصرم وما يحدث الان، وكذا توقع ما سيحدث خلال الايام المقبلة.

جاء هذا في تصريح مقتضب ادلى به سياسي كويتي بارز، واستاذ العلوم السياسية في الجامعات الكويتية، كشف عن اللاء الكبيرة التي تمسك بها رئيس الجمهورية اليمنية السابق عبدربه منصور هادي، للضغوط الكبيرة من جانب التحالف بقيادة السعودية والامارات، وقادت إلى تنحيه عن الرئاسة.

وقال السياسي والأكاديمي الكويتي الدكتور فايز النشوان، في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" الاحد: إن "الرئيس اليمني السابق تخلى (عن رئاسة الجمهورية مطلع ابريل 2022م) بعد صراع مرير مع الإمارات وصل الى حد المناوشات السياسية على منبر الأمم المتحدة".

مضيفا: أن الصراع الذي خاضه الرئيس هادي منذ بدء عاصفة الحزم (25 مارس 2015م) ضد اجندة الامارات في اليمن وصل إلى حد "اتهم المندوب اليمني في الأمم المتحدة في أغسطس 2019 الإمارات بإصرارها على تقويض الشرعية من خلال دعم ميليشيا المجلس الإنتقالي الإنفصالي".

وتابع قائلا: "يأتي السؤال هل هدف الإمارات من تقسيم اليمن هو هدف بحد ذاته أم مجرد وسيلة لتحقيق أهداف ومصالح، فإن كان هدفاً بذاته فإن النقاش في ذلك سيكون عقيماً لاقيمة له. أما إن كان وسيلة فعلى جهات الإختصاص في اليمن أن يجدوا مناخاً ملائماً للتحاور مع الإمارات".

مقترحا لهذا الحوار أن "يبحث ما تطمح اليه من هدف من خلال تقسيم اليمن وطرح مبادرات وأفكار أخرى تحافظ على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية وتحقق للإماراتيين واليمنيين مصالح تنموية مشتركة فالسياسة بالنهاية هي فن الممكن لكن للمتمكن وليس للذي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه".

شاهد .. الكويت تسرب سر تخلي هادي عن الرئاسة

وقوبل هذا التصريح الكويتي، باصداء واسعة وردود فعل متباينة، بين فريق الموالين للامارات من ناشطين اماراتيين و"المجلس الانتقالي"، وهاجموا الدكتور النشوان بأقذع الالفاظ، وفريق مؤيدين للدكتور النشوان، ضم سياسيين وناشطين خليجيين وسعوديين ويمنيين، أكدوا واقعية ما طرحه جملة وتفصيلا.

من هؤلاء رئيس تجمع القوى الجنوبية المدنية وعضو الهيئة العليا للحراك الجنوبي، السياسي الجنوبي البارز عبدالكريم السعدي، علق بقوله: "لو أن هدف الإمارات هو الانفصال لشهدنا مؤشرات لذلك الهدف على الاقل من خلال النهوض بالبنية التحتية للمحافظات الجنوبية ولو في الحد الأدنى".

مضيفا: "ولكن الحالة التي تعيشها مناطق الجنوب تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الهدف لايعدو كونه ورقة ضغط لتحقيق بعض الاطماع الإماراتية في اليمن شمالا وجنوبا". وهو ما اتفق معه سياسيون وناشطون يمنيون، بينهم من المحافظات الجنوبية. اكدوا اطماع الامارات بموقع اليمن وسواحله وجزره. 

وعلق الناشط وجدي نجيب، بحتمية فشل الامارات، قائلا: "والذي رفع السماء بلا عمد أن #الوحدة_اليمنية ثابتة ثبات الجبال الرواسي إلى قيام الساعة وللعلم فإن أي مشروع تآمري لتقسيم #اليمن لن يتحقق وإن حاولوا تحقيقه لن نمنحهم أي فرصة لتحقيقه ولن نجعلهم يهنأون بالانفصال والأيام بيننا وتذكروا هذا الكلام".

من جهته عقب ابو خليل (@38f2c4c2276e4cf) بقوله: "اولا ;الوحده اليمنيه قامت اساسا باراده شعبيه واستفتاء شعبي وبالتراضي بين النظامين السابقين، ولا يمكن الحديث عنها من اي طرف داخلي او خارجي، ولا يتم الانفصال الى باستفتاء شعبي كامل للشعب اليمني. ثانيا: لو تم تشطير اليمن فله حكم مابعده".

وقال نادر الهاجري: "الامارات وراء كل ما يحصل في اليمن". بينما علق مانع صالح المهشمي، بقوله: "كان هدف الامارات هو استعادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي واستعادة مؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعا،.. لكنها للاسف غيرت هدفها لاهداف لاتخدم الهدف الذي جاءت لاجله".

بدوره، علق الناشط السياسي عزت مارش، مؤيدا، بقوله: "كان طرحك جميل جدا ونتمنئ من الاخوة السياسين في اليمن الدخول بنقاش جاد مع الامارات وتخفيف حدة التوترات ومراعاة المصالح المشتركة بما لا يتعارض مع المصلحة لعامة ولا يتعارض مع سيادة اليمن ويضمن وحدة اليمن وامنها واستقرارها وسلامة اراضيها".

وعارضه الناشط المعتز (@sadghmsh) بقوله: "عسى الله من بتعتبر نفسها الامارات حتى يحاورها اليمنيين لتقسيم بلادهم ما فعلت هذا امريكا ولا اي دولة عظمى الله يرحمه الشيخ زايد كان يحب اليمن واليمنيين وكنا نحبه ونحب امارات الخير اسفي على تغير النفوس واللهث وراء الفلوس والمصالح  على حساب الاخوة".

كذلك الناشط ابو خالد (@abwkhalid2030) قال: "سبب دخول الإمارات بتحالف وهي لتمزيق اليمن وهدم ميناء،عدن والتمركز علي السواحل والمواني فقط". واتفق معه عشرات الناشطين، منهم الناشط باسم صقار(@ys__gSH13) قال: "اهدافهم واضحه السيطره على ميناء عدن لصالحها والسيطره على جزيرة سقطرى".

وجاء رد الناشط حافظ احمد، بالاشارة الى بعد اخطر، قائلا: "من دون سياسة وتعمق ..الامارات تسعى لتحقيق اهداف ومصالح اسرائيل التي تسعى للسيطرة على باب المندب ولن تتمكن من ذلك الا بتمزيق اليمن .. وقد سعت الى ذلك تل ابيب بنفسها آبان التشطير ولم تفلح واستخدمت القوة". ما اتفق معه عشرات الناشطين.

وعلقت الدكتور سميه عسله، وهي باحثة بمجال الاعلام الامني في معهد البحوث والدراسات العربية، بقولها: "وكما تعلم حضرتك فإن فك الارتباط وقيام دولة الجنوب برئاسة السيد عيدروس هو مطلب للاخوة بالانتقالي..ولكن هناك اخوة أخرين حضارم يشكلون الاغلبيه العظمى ليسوا تبع الانتقالي لهم مطالب مختلفه بقيام دولتهم المستقله".

مضيفة: "وهناك وحدويين ليسوا مع الانتقالي وليسوا مع الحضارم". وأردفت مخاطبة الدكتور النشوان: "لذلك يا د.فايز أنا طلبت من د.عبدالخالق (احد مستشاري محمد بن زايد) أن ينأى بنفسه حفاظا على إسمه من التدخل بشأن الجنوب.لأن ببساطه هم مواطنين يعرفون أهدافهم وكيف يحققوها. ولأن الجنوب مقسم لإنتقالي ووحدوي وحضرمي".

وتابعت الدكتورة سمية: "والحضارم لهم معظم المساحه الجغرافيه. ومن يتدخل بالجنوب سهل جدا يخرج عليه متخصص مثل حضرتك يدينه بالطمع". الامر الذي لقي تأييدا واسعا بين اوساط العشرات من الناشطين في محافظة حضرموت، مؤكدين رفضهم هيمنة "المجلس الانتقالي" وسعيه إلى "ضم حضرموت والحاقها بقوة السلاح والمليشيات".

في المقابل، علق الدكتور صادق أمين على ما طرحه استاذ العلوم السياسية الدكتور الكويتي فايز النشوان: "الإمارات حرفت بوصلة التحالف وقدمت مصالحها واطماعها، وتريد السيادة في المنطقة على حساب المملكة العربية السعودية، ولكنها فقاعة سرعان ماتزول". وحاز هذا التعليق تأييد العشرات من الناشطين والسياسيين السعوديين، خصوصا.

وكان بين ابرز ردود الافعال والتعليقات على ما كشفه الدكتور النشوان عن سر تنحي الرئيس هادي، تعليق محمد الجماعي (@algomaei23)، بقوله: "لن يردع الإمارات إلارئيس يمني شجاع يقيم علاقة قويه مع دول كبار كالصين والهند وتركيا وروسيا ويفتح لهم مجالات اقتصادية واستثمارية باليمن ويتخلاعن علاقات دول الجوار المشروطة والمشبوهه؟".

يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها إلى فرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، ببسط هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.