العربي نيوز - عواصم:
تلقى مسؤول الشؤون الخارجية في "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، ورئيس هيئة مستشاري مجلس القيادة الرئاسي، محمد الغيثي، ردودا قوية ومفحمة من سياسيين جنوبيين، على اعلانه المستفز بشأن رفض "الانتقالي" اي ذكر لوحدة اليمن، من اي طرف محلي أو سفراء دول، تضمنت تذكيرا له بأن هيئة التشاور والمصالحة، التي يرأسها، هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية اليمنية.
تصدر للرد، على استنكار محمد الغيثي تأكيد بعض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، دعم الوحدة اليمنية، وتلويحه بأن هذا سيؤدي إلى فض الشراكة بين المجلس الرئاسي؛ عضو مجلس النواب عن محافظة ابين، النائب علي عشال، بوصفه "كلاما يضعف الهيئة" اليمنية الرئاسية التي يرأسها الغيثي وينم عن "جهل الاخير بمرجعيات المرحلة".
وقال البرلماني عشال، في تعليق على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" ليل الخميس: خلل كبير أن يغرد رئيس هيئة مهمة معنية بلم الشمل وتوحيد الصف بكلام يضعف عمل الهيئة ويدل على عدم ادراك لمرجعيات المرحلة". وأردف: "كل المرجعيات التي بنيت عليها الاتفاقات الاخيرة (نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي) تؤكد على وحدة اليمن".
النائب البرلماني علي عشال تابع في تعليقه الذي أثار جدلا واسعا بأوساط سياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي" وحاز تداولا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، مخاطبا القيادي في "المجلس الانتقالي" محمد الغيثي، بقوله: "اتفاق الرياض وأعلان نقل السلطةجاء من أجل استعادة الدولة (الجمهورية اليمنية) كهدف للجميع". المكونات السياسية الشمالية والجنوبية.
وحاز هذا الرد، اشادات واسعة، وقال محمد العسال: "سلمت أناملك أستاذنا الكريم وهكذا نريد الاصوات ترتفع من كل أعضاء هيئة التشاور بل نريد إنسحاب جماعي لو كان هناك ذرة من ضمير وحياة وخجل شي مؤسف مثل هذة التصريحات من شخص مسؤول في الجمهورية اليمنية والناس متعطشة لسماع مثل هذة الأصوات الرافضة لمثل هذا الكلام الذي لايصدر من شخص مسؤول".
شاهد .. نائب جنوبي يفحم القيادي بالانتقالي محمد الغيثي
عزز هذا الرد من جانب النائب علي العشال، بيانا كان اصدره بمناسبة العيد الوطني الثالث والثلاثين للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن اللذين مزقهما الاحتلال الاجنبي لشمال اليمن وجنوبه بمعاهدة حدود لما يقع تحت سيطرتهما مطلع القرن الماضي. أكد على ان وحدة اليمن ملك الشعب اليمني في عموم انحاء اليمن، وشدد على انها تتصدر الثوابت الوطنية.
شاهد .. بيان النائب الجنوبي علي عشال عن وحدة اليمن
من جانبه علق رئيس تحرير موقع "المشهد الجنوبي" الاخباري، الاعلامي والناشط السياسي الجنوبي، صالح منصر اليافعي، بسلسلة تغريدات على منصة "تويتر"، بقوله: "الانتقالي دخل في اتفاق الرياض والمجلس الرئاسي والحكومة باتفاقيات كلها تنص على المرجعيات الثلاث: مخرجات الحوار الوطني، القرار رقم 2216، المبادرة الخليجية، وكل هذه المرجعيات تؤكد بالحفاظ على الوحدة اليمنية????????".
مضيفا: "واليوم عاملين أنفسهم زعلانين ليش سفراء الدول قالوا نؤكد على دعم الوحدة اليمنية !". وتابع الاعلامي صالح اليافعي في تغريدة اخرى تحت وسم #الانتقالي_مليشيات_لبيع_الوطن : "الانتقالي سلم الجنوب للامارات مقابل فتات ، واصبحوا مرتهنين لا يملكون حتى قرار أنفسهم ، واليوم يصارعون ليس لأجل الجنوب وشعبه بل من أجل بقاء الإمارات مسيطرة على الموانى والمطارات والجزر !!".
شاهد .. ردود جنوبية على تصريحات غيثي "الانتقالي" بشأن الوحدة
https://twitter.com/saleh_binali/status/1664359825076105216
يأتي هذا، عقب استنكار عضو هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" ورئيس هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي، محمد الغيثي، اعلان سفراء الدول دعمهم لوحدة اليمن، بقوله: إن "إشارة بعض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية الى دعم (الوحدة اليمنية) لا يخدم تماسك ومتانة مجلس القيادة الرئاسي أبداً، فهذا المجلس بُني على أساس ‘شراكة‘، وهذه الشراكة لم تحدد ‘مشروع سياسي‘ او ‘نظام سياسي‘ متفق عليه كحل نهائي".
مضيفا بلغة تصعيد وتهديد: "وتكرار هذا الموقف منافي تماما لالتزامات الفاعلين الدوليين تجاه مجلس القيادة والشرعية، ويعد تقويض حقيقي لهذه الشراكة، فلا يمكن ان تلغي هذه الشراكة "التطلعات والقضايا المشروعة" وفي طليعتها "قضية شعب الجنوب". وأردف مهددا باستكمال الانقلاب على مجلس القيادة الرئاسي وباقي سلطات الدولة اليمنية: "واستمرار هذا التخبط، لن يضعف او يلغي تطلعات احد، بل سيضعف الشراكة نفسها او يلغيها فقط".
وتابع الغيثي وهو رئيس الشؤون الخارجية للانتقالي: "ولو كنا متفقين على (الوحدة) او اي مشروع اخر، ما كان لدينا "اتفاق الرياض‘ وحكومة المناصفة، و‘اعلان نقل السلطة‘ ومجلس القيادة وهيئة التشاور واللجنة العسكرية، وغيرها … هذه مسائل تحسمها طاولة التفاوض وعملية السلام". مختتما بيانه بسخرية لافتة من المواقف الداعمة لوحدة اليمن، قائلا: "لذا فإن استمرار محاولات القفز على الواقع والحقائق ما هي الا مضيعة للوقت …. !".
شاهد .. اعلان مستفز من "الانتقالي" يستنكر ذكر الوحدة
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعي الامارات إلى فرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، من خلال بسط هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية، عبر البحرين العربي والاحمر ومضيق باب المندب.