العربي نيوز - موسكو:
أصدرت روسيا، اعلانا جديدا بشأن اليمن، احبط "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وأربكه في ذروة نشوته بإعلان البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم مقاطعة معظم هذه المكونات للقاء، "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني"، و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" تمهيدا لفرض انفصال جنوب اليمن.
جاء هذا خلال لقاء عقده مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، مع سفير اليمن في العاصمة الروسية موسكو الدكتور أحمد الوحيشي؛ جدد فيه بوغدانوف دعم روسيا لوحدة اليمن وسيادته وامنه واستقراره والجهود الدولية والاممية المبذولة لانهاء الحرب الدائرة في اليمن وحوار الاطراف اليمنية للتوصل الى تسوية لإحلال السلام في البلاد.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، أكد خلال مباحثات مع سفير اليمن في موسكو الدكتور أحمد الوحيشي، موقف بلاده الثابت بدعم أمن ووحدة واستقرار اليمن وسيادته. وموقف روسيا الداعم للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ لتحقيق السلام في اليمن.
موضحة أن المسؤول الروسي ميخائيل بوغدانوف وسفير اليمن لدى موسكو أحمد الوحيشي "تطرقا في اللقاء إلى مستجدات الأوضاع والجهود المبذولة لإحلال السلام في اليمن، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. واستعرض الوحيشي جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في دعم مساعي إحلال السلام. وأشاد بجهود السعودية لتحقيق السلام في اليمن".
ونوهت وكالة "سبأ" إلى أن سفير الجمهورية اليمنية لدى جمهورية روسيا الاتحادية، الدكتور احمد الوحيشي "أكد ترحيب الحكومة بكافة المبادرات الرامية إلى إنهاء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية وبما يكفل رفع المعاناة عن الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته بإحلال السلام الشامل والعادل وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وبخاصة القرار الدولي ٢٢١٦".
يأتي هذا بعدما كشفت وثائق رسمية عن دور للولايات المتحدة الامريكية، في التصعيد الاخير من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وتعاقد "الانتقالي" مع واحدة من كبرى شركات العلاقات العامة في امريكا لاطلاق حملة دعم لتقسيم اليمن وانفصال جنوبه، مقابل مبلغ طائل، دفعه "الانتقالي" من الايرادات العامة لخزينة الجمهورية اليمنية.
تفاصيل: "الانتقالي" يتعاقد مع شركة امريكية لتقسيم اليمن (وثيقة)
وأصدر "المجلس الانتقالي"، الخميس، بيانا ختاميا لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، تضمن اعلان انفصال جنوب البلاد، ودعوة "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها فريقه "للحوار الجنوبي"، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية بإقرارها من اللقاء، لتثبيت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل والحاكم الوحيد لجنوب البلاد، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.
وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في إعمال نهجه وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، وشق صفوفهم.
تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا
وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" والممولة من الامارات، تنفيذ ما سبق لها اعلانه قبيل اختتام لقاء "الانتقالي" التشاوري، وشرعت في أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي للقاء، وما تضمنه من إقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية".
تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)
وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.