الثلاثاء 2024/05/07 الساعة 02:14 ص

اعلان صادم ينغص فرح اليمنيين باتفاق السلام (وثيقة)

العربي نيوز - عدن:

صدر قبل ساعات من الان، اعلان صادم ومخيب لآمال عشرات الملايين من اليمنيين، بالتزامن مع بدء التقاط انفاسهم وترقبهم لإعلان رسمي بانتهاء الحرب وتوقيع جميع اطرافها اتفاق سلام شامل يبدأ معالجة تداعيات الحرب وآثارها الكارثية على مختلف المستويات.

جاء هذا الاعلان في تهديد صريح وجهته رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، لرئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، السياسي والاعلامي الجنوبي فتحي بن لزرق، بالقتل و"الدعس على جثته وحثث امثاله" ممن يتمسكون بوحدة اليمن، ويرفضون تقسيمه وانفصال جنوبه.

انبرت لإصدار هذا التهديد، عضو هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي" المحامية نيران سوقي، في تغريدة على حسابها الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، كالت فيها الشتائم لفتحي بن لزرق واتهمته بأنه يضع نفسه في ما سمته "مستنقع الوحلة" في اشارة لوحدة اليمن.

وقالت القيادية في المجلس الانتقالي، نيران سوقي: "تحط نفسك كل يوم في مستنقع الوحلة الذي تجني منها الصرفة كل شهر لا عندك ضمير ولا انسانية ولا أخلاق لها قيمة غير انك عبد الدينار. أعمى بصرك وبصيرتك عن كل الشهداء والجرحى الذين سقطوا".

مضيفة في مخاطبة فتحي بن لزرق عبر عمل اشارة له في التغريدة: أن المال اعماه عن "كل الشهداء والجرحى الذين سقطوا في 7/7 (يوم انتهاء حرب 1994م) يوم غزه الجنوب على جثث ابنائه. لكن والله سيأتي يوم ندعس على جثتك وجثث من امثالك. ونعيد دولتنا".

ومع أن عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي" المحامية نيران سوقي، حذفت التغريدة التي اثارت جدلا، إلا أن نائب رئيس "الانتقالي" الشيخ السلفي هاني بن بريك اعاد نشرها، لتسويق وترويج مضمونها، بزعم أنه ينفي صدور هذا التهديد عن المحامية نيران سوقي.

القيادي هاني بن بريك، المتهم بجرائم اغتيالات ونهب اموال، والفار من العدالة منذ عامين في ابوظبي، قال: "وصلتني هذه المصورة عن حساب الأخت الأستاذة المناضلة نيران سوقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والتي ترأست لجان حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي".

مضيفا: "وواضح جدا أنها تغريدة مدسوسة عليها؛ لاستهدافها في شخصها ومهامها، الأستاذة نيران مشهود لها بعلو الخطاب ورقي التعامل". حسب زعمه، ساعيا بإعادة نشر التغريدة إلى تعميم مضمونها وتهديدها لكل من يتصدى لمخطط تقسيم اليمن الذي يسعى اليه "الانتقالي".

شاهد .. "الانتقالي" يوجه تهديدا صريحا لفتحي بن لزرق 

جاء هذا التهديد من جانب "الانتقالي" ضمن حملة شعواء شنها سياسيو وناشطو المجلس ضد الاعلامي فتحي بن لزرق، على خلفية نشره تغريدة تحدث فيها عن اهمية الحفاظ على وحدة اليمن لسكان المحافظات الجنوبية، وأن الوحدة انقاذ لهم من دورات الصراع الدموية الجنوبية.

وقال فتحي بن لزرق: "لايحتاج عاقل ان يفهم ان الوحدة اليمنية كانت طوق النجاة الكبير في جنوب اليمن. خارطة الأحقاد هذه التي لاتخطئها عين اليوم ولايمكن لصاحب عقل وحكمة ان يتجاهلها هي احقاد أطفئتها الوحدة اليمنية في العام 1990".

مضيفا: "ولولا هذا الحدث العظيم في حياة الجنوبيين لماتبقى من الجنوبيين الا بضعة "نفر" يجري عليهم العالم اليوم تجارب مكافحة "الانقراض. ولذلك فلا غرابة ان يخرج العقلاء من الجنوبيين اليوم ليقولوا للناس تمسكوا بوطن يمني واحد وعادل ومنصف لجميع أبنائه".

وتابع: "هذه الأصوات التي يتعالى صوتها،هي ذات الأصوات التي كُتم صوتها في سبعينات القرن الماضي لينفرد يومها  المجانين بالبلاد ويسومون الناس سوء العذاب واليوم يجاهد هؤلاء مجدداً لكي لايحدث الاختطاف الثاني للشطر الجنوبي من الوطن وتتكرر المأساة مجدداً".

شاهد .. تغريدة تثير سخط "الانتقالي" وسياسييه وناشطيه

يُعد تصعيد الزُبيدي الجديد لخطاب الانفصال في كلمته بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، بنظر مراقبين تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد "الانتقالي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي ضد قوات الجيش الوطني.

ويصر "المجلس الانتقالي" بدعم مباشر من الامارات، عبر مليشياته على فرض انفصال جنوب البلاد تحت مسمى "استعادة دولة الجنوب" لتكون تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، وبسط هيمنتها على الملاحة الدولية عبر البحر الاحمر والبحر العربي مرورا بخليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي.

يشار إلى أن تمرد "الانتقالي" المستمر على الشرعية اليمنية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، ورفضه دمج مليشياته بقوات الامن والجيش، تسبب في تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، واستمرار انفلات امني تصاعدت معه جرائم الاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة والاغتيالات دون ضبط الجناة.