العربي نيوز - السودان:
تعرض آلاف اليمنيين واليمنيات بإحدى الدول الجارة، إلى اذلال مشين ومهين، على نحو يستهين بأدميتهم وحقوقهم قبل انتمائهم إلى اليمن، حسب ما أكده عشرات اليمنيين، مدعمين حديثهم بصور تظهر مدى الاستهانة بهم ومصيرهم، وما يواجهونه من اخطار تتهددهم بالموت في اي لحظة.
وأكد يمنيون عالقون في السودان، استطاعوا مغادرة العاصمة السودانية الخرطوم عبر حافلات نقلتهم على نفقتهم إلى مدينة بورتسودان، إن نقل العالقين اليمنيين من الميناء السوداني الذي كان مقررا اليوم تعذر بسبب إعطاء الجانب السعودي الأولوية لجاليات عربية وأجنبية أخرى".
موضحين أن "الجانب السعودي وعد بالعودة مرة أخرى مساء اليوم الاربعاء إلى ميناء بورتسودان لاستكمال عملية نقلهم" التي بدأها الثلاثاء بنقل قرابة 239 يمنيا ويمنية، وفقا للكشوفات التي جهزتها السفارة اليمنية في الخرطوم إلى مدينة جدة السعودية، بعد عجز الحكومة عن اجلائهم.
وأفاد اليمنيون المنتظرون على ارصفة ميناء برروتسودان بأن "نحو 260 يمني باتوا جاهزين لعملية نقلهم، بما فيهم أطفال ونساء، وسط تصاعد تدفق الواصلين للميناء من عدة جاليات خليجية وعربية وأجنبية في المكان، قيل لنا أن الاولوية ستكون لهم في عمليات النقل بالسفينة السعودية".
موضحين أن "السلطات السعودية اشترطت التنسيق في السفر إلى أراضيها عبر السفارة اليمنية في الخرطوم، التي يتواجد المسؤول المالي فيها كممثل وحيد للسفارة". وأكدوا "أن السفارة تسلمت جميع الجوازات من اليمنيين المتواجدين، وبانتظار الترتيبات مع الجانب السعودي، الذي يدير الأمر".
وشكوا معاناتهم المريرة، بفعل بقائهم مع اطفالهم ونسائهم في العراء منذ صباح يوم امس الثلاثاء، جراء انعدام الفنادق وارتفاع اسعارها، وانتظارهم على ارصفة الميناء وسط تكدس الواصلين وحقائبهم، أن تقلهم السفينة السعودية، التي لا تتسع إلا لنحو 200 مسافر، بينما اعدادهم تتزايد.
مرجعين ما يعانون منه إلى "تقاعس الحكومة عن القيام بمسؤولياتها". بدءا من "بطء انجاز معاملات الجوازات في ظل تواجد موظف واحد بالسفارة في الخرطوم"، عقب اشتراط السعودية ذلك، "بعدما كان الوضع سابقا يتم عبر التنسيق المباشر بين العالقين والمسؤولين السعوديين مباشرة".
ونوه اليمنيون العالقون في السودان، إلى "تعذر وصول دفع جديدة من مدن أخرى إلى ميناء بورتسودان، وتوقفهم في الطرقات بسبب الحرب". مشيرين إلى "خسائر كبيرة لحقت بالطلاب ورجال الأعمال والمقيمين اليمنيين جراء الخروج الاضطراري من منازلهم، وتحمل نفقات اجلائهم للميناء".
في المقابل، قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية إنها "عززت السفارة في الخرطوم بمبالغ مالية بحسب ما يقتضيه الوضع لاستكمال إجراءات الإجلاء". بينما اوضح اليمنيون العالقون أن "المبلغ 50 ألف دولار لا تغطي نفقات 3 رحلات برية بالحافلات إلى الميناء لعدد 150 فردا".
وشددت الخارجية اليمنية في بيان لها على "أهمية التنسيق مع لجنة الطوارئ اليمنية المشكلة، والتقيد بالتعليمات الصادرة منها". مؤكدة ان "العمل جارٍ لاستكمال اجلاء كافة الطلاب وأبناء الجالية الراغبين بالعودة، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة". في اشارة إلى سفنها.
لكن المسؤول الإعلامي في اتحاد الطلاب اليمنيين المبتعثين في السودان، أنس انور الخضري في بيان على حائطه بموقع "فيس بوك"، اكد "تقاعس الحكومة وخذلانها لهم" في عملية اجلائهم من العاصمة السودانية الخرطوم التي تشهد حربا ومواجهات عسكرية للأسبوع الثاني على التوالي.
وقال الخضري إن مئات الطلاب والأسر اليمنية مازالوا محاصرين في العاصمة السودانية الخرطوم، وإن السفارة اليمنية في الخرطوم خذلتهم وتركهم في الشوارع يواجهون مصيرهم بأنفسهم. مؤكدا أن 80 % من الجاليات الاخرى اجلتهم سفاراتهم إلى مناطق آمنة، إلا سفارتنا غير الموقرة.
مضيفا: إن "عدداً من الطلاب والأسر اليمنية يتواجدون في هذه الأثناء في الشوارع للبحث عن وسيلة مواصلات للخروج من الخرطوم". موضحاً أن "البقاء يوم إضافي في الخرطوم كارثة". وأشار إلى أن "الطلاب تلقوا ردا صادما من السفارة اليمنية بقولها: كل واحد يدبر نفسه، ما عندنا فلوس".
وكانت لجنة الطوارئ اليمنية في السودان، اعلنت الاثنين في بيان لها، إن إجراءات إجلاء الراغبين في الإجلاء من المواطنين اليمنيين، اكتملت". موضحة تفاصيل هامة للمقيمين بالسودان، بشأن مواعيد وأماكن الإجلاء لليمنيين العالقين في ولاية الخرطوم ومدن الصراع السوداني.
وقالت: إن إجراءات إجلاء المواطنين اليمنيين الراغبين بالإجلاء اكتملت، "وستكون الأولوية للذين تأثرت مناطقهم بالصراع الدائر في سوداننا الحبيب، وذلك إلى بلادنا الحبيبة عبر المملكة العربية السعودية الشقيقة التي نتقدم لها بجزيل الشكر والتقدير لإسهاماتها المقدرة في هذا البرنامج".
مضيفة: "سيتم إعلان مواعيد وأماكن الإجلاء من ولاية الخرطوم". مهيبة بالمواطنين "اختيار أحذية وملابس مريحة وفقًا لطبيعة الرحلة الطويلة والتأكيد على حمل جوازات السفر الخاصة بهم، وحمل أمتعة يدوية بحد أقصى 8 كجم، بما في ذلك الماء والطعام الكافي لهذه الرحلة".
وتابعت: ندعو المواطنين اليمنيين أن "يتابعوا وبصورة مستمرة مجموعات whatsapp وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارة والجالية واتحاد الطلاب وأن يكونوا على تواصل تام مع بقية المواطنين القاطنين بالقرب منهم لمعرفة التفاصيل المتعلقة بهذا الإجراء".
بيان للجنة الطوارئ بتعليمات اجلاء اليمنيين من السودان
والاحد، نشرت لجنة الطوارئ اليمنية في السودان، على حساب السفارة اليمنية بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، رابطًا لتسجيل البيانات كاملة. مطالبة أبناء الجالية اليمنية بسرعة التسجيل "للحصول على بيانات كاملة تساعد اللجنة في مهامها"، عبر الرابط التالي:
لجنة الطوارئ : رابط تسجيل بيانات اليمنيين في السودان
في المقابل، تحدث يمنيون في السودان وناشطون على منصات التواصل عن بطء اجراءات السفارة اليمنية ولجنة الطوارئ اليمنية، وافتقادها الامكانات المادية اللازمة لادارة الازمة ومصاريف تجميع اليمنيين ونقلهم الى خارج العاصمة السودانية الخرطوم ومطالبتها اليمنيين تدبير شؤونهم.
شاهد .. يمنيون في السودان يشكون اجراءات اجلائهم
يشار إلى أن مواجهات مسلحة بمختلف انواع الاسلحة، اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم بين قوات الجنجويد (الدعم السريع) وقوات الجيش السوداني، إثر خلافات بشأن عملية وآلية دمج قوات الدعم السريع بقوات الجيش التي يقودها الجنرال برهان، الحاكم العسكري للسودان.
