العربي نيوز - الرياض:
تدارك رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، تداعيات الفخ الذي كشفت عنه مصادر سياسية حصريا لـ "العربي نيوز" ليل الاحد، وأكدت أن طارق عفاش نصبه لرئيس وأعضاء المجلس في العاصمة السعودية الرياض؛ باتخاذ سلسلة اجراءات عاجلة.
جاء هذا في سياق موجة انتقادات واسعة ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي، لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ومعظم اعضاء المجلس باستنثاء عيدروس الزُبيدي، لـ "انسياقهم وراء فخ نصبه لهم طارق عفاش، ليُظهرهم تابعين له ومحابين لأفراد أسرته".
وسارع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، إلى تدارك تداعيات الفخ، بإجراء اتصال مع وزير الدفاع الاسبق اللواء الركن محمود الصبيحي وتكليف رئيس الحكومة بإجراء اتصال مماثل، ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، بزيارته في منزله بالعارة محافظة لحج.
كما تدارك الرئيس العليمي الفخ بإجراء اتصال مع نائب رئيس الجمهورية السابق، الفريق الركن علي محسن صالح الاحمر لتهنئته بإطلاق سراح نجله بلال واقاربه، والتعهد بالعمل الجاد والحثيث على اطلاق جميع الاسرى والمحتجزين في عموم البلاد، على قاعدة "الكل مقابل الكل".
وكشفت مصادر سياسية يمنية رفيعة عمَّا سمته "فخا خطيرا"، قالت إن مجلس القيادة الرئاسي وقع فيه، متسببا في عواقب كبيرة، ليس أقلها احراق اعضائه وهز الثقة الشعبية بهم وتبديد الامال المعلقة عليهم، في قيادة البلاد إلى بر السلام واستعادة الدولة وواجباتها الغائبة تجاه المواطنين.
مؤكدة أن طارق تعمد الذهاب بنجله وشقيقه لجناح اقامة رئيس المجلس الرئاسي، لتتوالى اخبار استقبال الاخير لهما والاطمئنان على صحتهما، ووصفهما بـ "البطلين"، رغم أنه "لم يفعل الامر نفسه مع الفريق الركن علي محسن ولا اللواء ناصر هادي، ولا مع اللواء الركن محمود الصبيحي".
مشيرة إلى أن "نجل عفاش وشقيقه وقعا في الاسر في مواجهات مع الحوثيين بعد انفضاض شراكة اسرة عفاش معهم في الانقلاب على الجمهورية، بينما اللواء الصبيحي واللواء ناصر هادي وقعا في الاسر وهما يقودان معارك التصدي للانقلاب وهجوم قوات علي عفاش والحوثيين على الجنوب".
ونوهت إلى أن طارق عفاش، دعا اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الاحد لتناول الافطار بجناح اقامته في الرياض، مستدعيا فريقا كبيرا من الاعلاميين والمصورين، ليبدو الامر انه استقبلهم لدى حضورهم للتهنئة باطلاق سراح نجله وشقيقه، وإظهارهما "بطلين ومحل اجماع سياسي".
تفاصيل: كشف "فخ خطير" وقع فيه المجلس "الرئاسي" (صور+ فيديو)
في السياق، سربت اسرة الرئيس عبدربه منصور هادي، بيانا مقتضبا، يتضمن فضيحة مجلجلة، لطارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، وتكذيبا لمزاعم اتصال الرئيس هادي به لتهنئته باطلاق سراح نجله وشقيقه.
موضحة أن "هذه المزاعم عارية من الصحة يُراد منها تفخيم طارق وأفراد أسرته". مستنكرين "جرأة الكذب على حي مش ميت". وأعتبروا هذه المزاعم "تحاول التغطية على عداء طارق عفاش وعمه الرئيس الاسبق وأفراد اسرته للشرعية والرئيس هادي واستمرار هذا العداء حتى اليوم".
وكشفت المصادر المقربة من اسرة الرئيس هادي لأول مرة أن "المشير هادي يعلم أن طارق صالح ورشاد العليمي يقفون اكثر من اللواء عيدروس الزُبيدي وراء استمرار عزله عن العالم ومنع الاتصالات والزيارات عنه ورفض السماح له بمغادرة الرياض".
مؤكدة أن "قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان، أكدوا اشتراط رشاد وطارق بقاء المشير هادي في قصر الضيافة بالرياض ويضغطون دائما لعدم السماح بمغادرته إلى اي مدينة بما فيها مكة للعمرة".
ولفتت إلى أن "التاريخ سيظل يذكر بأسف وأسى جناية اسرة صالح عفاش الكبرى بحق اليمن والجمهورية ونظامه الديمقراطية، ومشاركتهم الحوثيين في الانقلاب على الشرعية انتقاما من ثورة الشباب والمكونات السياسية المؤيدة لها، والتي اطاحت بنظام صالح العائلي".
تفاصيل: اسرة الرئيس هادي تفضح طارق بهذا البيان (وثيقة)
وزعمت وسائل اعلام طارق عفاش، وسربت لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) تلقيه "اتصالاً هاتفياً من الرئيس السابق المشير عبدربه منصور هادي، هنأه خلاله بمناسبة تحرر شقيقه العقيد الركن محمد محمد عبدالله صالح ونجله النقيب عفاش طارق واطمأن على صحتهما".
متحدثة عن أن طارق عفاش "كان قد قام بزيارة الرئيس السابق، وهنأه بوصول شقيقه اللواء ناصر منصور هادي، المفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي، واطمأن على صحته وسلامته". وهو ما لم يعلن عنه رسميا، أو يجري بث صور أو مشاهد فيديو تؤكد حدوثه فعليا.
من جانبه، سارع محمد محمد عفاش، قائد ما كان يسمى "كتيبة المهام الخاصة ومكافحة الارهاب بقوات الأمن المركزي"، عقب مغادرته قصرا بصنعاء ظل فيه تحت الاقامة الجبرية؛ إلى تقمص شخصية "القائد الجمهوري" وخطابه "التحريري" نفسه لشقيقه طارق عفاش.
شاهد .. شقيق طارق عفاش يتقمص شخصية الجمهوري
ووقع نجل طارق عفاش وشقيقه محمد عفاش، في أسر الحوثيين، عقب انفجار صراع تقاسم مكاسب الانقلاب في السلطة والثروة، بين علي صالح عفاش مع شركائه الحوثيين في الانقلاب على الجمهورية والشرعية، واندلاع مواجهات بين الجانبين بصنعاء نهاية العام 2017م.
لكن طارق فر من صنعاء فور اندلاع المواجهات بين قوات عمه علي عفاش وجماعة الحوثي في الثاني من ديسمبر، تاركا عمه يواجه مصرعه، في اليوم الثاني لإعلانه الانتفاضة على الحوثيين ومد يده لمصافحة التحالف بقيادة السعودية، بعدما ظل ثلاث سنوات يصفه "عدوانا بربريا".
ووصف طارق عفاش، انقلابه وعمه الرئيس الاسبق على الشرعية والجمهورية في 2014م بأنه "يوم بطولة ورجولة وإقدام"، في سياق تعليقه على اطلاق الحوثيين سراح نجله وشقيقه، وتبريره وقوعهما في الاسر، عقب انفجار صراع شركاء الانقلاب على غنائم السلطة والثروة.
تفاصيل: طارق يصف انقلابه وعمه "يوم بطولة ورجولة"! (بيان)
واجتاحت مدينة المخا، التابعة اداريا لمحافظة تعز والخاضعة لسيطرة قوات طارق و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات؛ لهب النيران وبلغت عنان السماء، في ظاهرة غير مسبوقة، لم تشهدها المدينة في اي من الاعياد الوطنية الجمهورية (22 مايو، 26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 30 نوفمبر). احتفالا باطلاق سراح نجل طارق وشقيقه.
تفاصيل: النيران تجتاح المخا وتبلغ عنان السماء (صور اولية)
يأتي هذا عقب تنفيذ الصليب الاحمر، صباح السبت، ثاني عمليات نقل وتبادل الاسرى والمحتجزين، المشمولين باتفاق جنيف بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثي، لتبادل 887 اسيرا ومحتجزا من الجانبين، كدفعة اولى تتبعها دفع لاحقة، سيجري التفاوض بشأنهم في مايو المقبل، وصولا لإطلاق جميع الاسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل".
وشملت ثاني عمليات التبادل، نقل 371 اسيرا ومحتجزا من التحالف والحكومة و"القوات المشتركة" في الساحل الغربي وجماعة الحوثي، خلال 6 رحلات جوية ذهاب واياب إلى مطارات صنعاء والمخا والرياض وأبها، بينهم نجل طارق وشقيقه و(19) أسيراً من قوات التحالف (16 سعوديا و3 سودانيون)، و250 اسيرا ومحتجزا من الحوثيين.
بدأت عمليات تنفيذ تبادل الاسرى المشمولين في الاتفاق، صباح الجمعة، في 6 رحلات بين مطاري صنعاء وعدن بنقل 319 أسيرا ومحتجزاً بينهم (69) من الجانب الحكومي والقوات المشتركة بينهم اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي، مقابل (250) من جماعة الحوثي، عبر 6 رحلات بين مطاري صنعاء وعدن.
واستكملت لجنة الصليب الاحمر، الاحد، ثالث عمليات نقل الاسرى والمحتجزين المشمولين في اتفاق صفقة جنيف بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي، بنقل 194 اسيرا ومحتجزا منهم 89 من صنعاء بينهم 4 صحفيين إلى مطار تداوين في مارب، و105 اسرى ومحتجزين من مارب بينهم المدعوة سميرة مارش، إلى صنعاء.
يشار إلى الامارات تبنت طارق عفاش عقب وصوله شبوة اثر اندلاع المواجهات بين عمه والحوثيين وانفجار خلافات وصراع تقاسم غنائم الانقلاب في السلطة والثروة نهاية 2017م، ومولت تجميعه ضباط وأفراد الجيش العائلي إلى عدن ثم المخا، ثم تصعيده لعضوية مجلس القيادة، ليغدو وكيل الامارات في الساحل الغربي وأجندة اطماعها في اليمن.
