العربي نيوز - ابوظبي:
سجل احمد علي، نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، ظهورا جديدا ومفاجئا في واجهة المشهد، سعى إلى لفت الانظار إليه في ظل التقدم المتسارع في جهود السلام وتبادل الاسرى، من خلال التملق لواحدة من ابرز الشخصيات الوطنية التي تحظى بقبول واسع واتفاق بين اوساط اليمنيين كافة.
وأبرزت وسائل اعلام احمد علي وابن عمه طارق عفاش والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، خبر تعمد احمد علي اجراء اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الاسبق، اللواء الركن محمود الصبيحي، لتهنئته بإطلاق سراحه ضمن صفقة اتفاق جنيف بين الحكومة وجماعة الحوثي.
وفقا لوسائل اعلام عفاش، فقد "أجرى سفير اليمن السابق في الإمارات العربية المتحدة، أحمد علي عبدالله صالح، اتصالاً هاتفياً باللواء الركن محمود الصبيحي، هنأه فيه بإطلاق سراحه من سجون مليشيا الحوثي، بعد ثمان سنوات من الاعتقال إلى جانب مئات الأبطال المدافعين عن الوطن والحرية والكرامة".
مشيرة إلى أن أحمد علي المقيم في ابوظبي منذ 2013م "أشاد بمواقف اللواء الصبيحي الوطنية. وعبر عن سعادته بعودته وجميع الأسرى والمعتقلين إلى أهاليهم". وزاعمة أن اللواء محمود الصبيحي "من جانبه عبَّر عن بالغ شكره وتقديره لأحمد علي عبدالله صالح على اتصاله وتهنئته الكريمة" حسب تعبيرها.
تزامن هذا الاتصال مع نشر وسائل اعلام عفاش السبت، اخبار برقية بعثها احمد علي إلى ابن عمه طارق عفاش، يهنئه فيها بإطلاق جماعة الحوثي سراح نجله عفاش وشقيقه محمد، بعدما وقعا في الاسر عقب انفضاض الشراكة بين والده والحوثيين في الانقلاب وانفجار الصراع بينهما نهاية 2017م.
موضحة أن، أحمد علي، سفير اليمن لدى الإمارات وقائد الحرس الجمهوري سابقا "أعرب عن أمله في أن تكون عملية التبادل الأخيرة بموجب الاتفاق الموقع في جنيف الشهر الماضي، منطلقاً للحوار الذي يُفضي إلى سلام شامل وعادل يعيد لليمن الأمن والسلام والاستقرار على مبدأ المواطنة المتساوية والديمقراطية".
وقالت في سياق تقديم احمد علي بحكم الاسير: إن احمد علي "اعرب عن تقديره لكل من ساهم في عملية الافراج عن الاسرى وفي مقدمهم مكتب المبعوث الاممي والسعودية والامارات، ودعا إلى الإفراج عن بقية الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف على مبدأ (الكل مقابل الكل) وطي هذا الملف الإنساني".
مراقبون علقوا على الظهور الاعلامي الجديد لنجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، بأنه "محاولة التسلق على كتف شخصية وطنية وعسكرية فذة بحجم اللواء محمود الصبيحي"، واستغلالا مبتذلا للانفراج المتحقق في ملف الاسرى"، من خلال محاولته لفت الانظار اليه وتقديم نفسه "اهم اسير ينبغي السعي لإطلاقه".
ويخضع احمد علي عفاش، لعقوبات دولية، بموجب قرار مجلس الامن الدولي، تشمل منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة من الشعب) وتقييد ممارسة النشاط السياسي، وفشلت جميع جهود ومساعي قيادات المؤتمر الشعبي جناح عفاش، الموالي للامارات، إلى استصدار قرار من مجلس الامن برفع العقوبات.
يأتي هذا الظهور الجديد، عقب اسابيع على هجوم سعودي، غير مسبوق، على احمد علي عفاش، نجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، وقائد قوات الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) المقيم في الامارات منذ 2013م، واتهمه بالانحطاط والشذوذ والخيانة، على خلفية الترويج لمشاركته في مشاورات الرياض الجارية.
تفاصيل: هجوم سعودي يتهم احمد علي بالشذوذ والخيانة (وثيقة)
جاء الهجوم السعودي، بعدما كان الجيش الالكتروني التابع للامارات واحمد علي عفاش، بدأ الترويج لمزاعم دعوة احمد علي عفاش، للمشاركة في ما سمي "مشاورات الرياض3" التي يشارك فيها رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة وعدد كبير من مسؤولي وقيادات الدولة، للبت بملف جهود ومفاوضات السلام في اليمن.
ودفعت التغريدة اللاذعة وغير المسبوقة، من سياسي سعودي بارز ضد احمد علي، سياسيي وناشطي جناح عفاش في المؤتمر الشعبي، إلى نفي انباء مشاركة احمد علي في المشاورات، فنشر احد اصهار علي عفاش، احمد دويد، تغريدة قال فيها: "تنبيه، احمد علي عبدالله صالح لم يصل الى الرياض كما تروج بعض الأخبار". حد تعبيره.
مضيفا في مواساة اتباع الرئيس الاسبق علي صالح عفاش ونجله احمد علي، وسعيا لحفظ ماء الوجه عقب التغريدة السعودية واصدائها الواسعة: "ولكن اي حوار قادم سيكون احمد علي من ضمن الحلول في مفاوضات الحل الشامل كونه يتمتع بأغلبيه ساحقه وله ثقل سياسي وأجتماعي وعسكري كبير". حسب زعمه الذي اثار سخرية الناشطين.
وفي تعقيبه على تعليقات عدد من اتباع احمد علي التي تمجده، ومنها تعليق Saleh Amer : "اظن الان طارق اثقل"، قال صهر عفاش، احمد دويد: "كلاهما واحد". ما اعتبره مراقبون للشأن اليمني، "تصريحا غير مسبوق بأن طارق هو البديل ورأس الحربة لعودة اسرة عفاش ونظامه العائلي المستبد والفاسد، للحكم، بدعم اماراتي مباشر".
شاهد .. تصريح غير مسبوق لصهر علي عفاش
وتبنت الامارات طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع المواجهات بين عمه والحوثيين وانفجار خلافات وصراع تقاسم غنائم الانقلاب في السلطة والثروة نهاية 2017م، ومولت تجميعه ضباط وأفراد الجيش العائلي إلى عدن ثم المخا، ثم تصعيده لعضوية مجلس القيادة، ليغدو وكيل الامارات في الساحل الغربي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن قيادات جناح الرئيس الاسبق علي عفاش؛ تدفع وتضغط بدعم اماراتي مباشر، باتجاه رفع العقوبات الدولية المفروضة من مجلس الامن الدولي، على علي عفاش ونجله احمد علي والشاملة لمنع السفر وتجميد الارصدة البنكية وتقييد النشاط السياسي، تمهيدا لتنصيب احمد علي رئيسا للمؤتمر الشعبي ورئيسا للبلاد بموجب تسوية سياسية.
