العربي نيوز - المخا:
صدر اعلان مفاجئ بشأن سلطات مديريات الساحل الغربي المحررة، والخاضعة لسيطرة طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، يختزل الدولة في طارق عفاش، ويهاجم سلطات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها.
ورفعت وسائل اعلام طارق عفاش، سقف خطابها الدعائي السياسي لطارق، وتضخيم وتعظيم كل تحرك له، إلى الحديث رسميا عن "غياب الدولة" في الساحل الغربي واليمن، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وواجباتهما ووظائفهما تجاه المواطنين.
جاء هذا في حملة اخبار مكثفة بثتها تحت عناوين: "محافظ الحديدة: المشاريع الإنسانية والتنموية للعميد طارق صالح تسد فجوة غياب الدولة في الساحل الغربي"، و"مدير عام المخا: ما يقدمه العميد طارق صالح ليس غريباً على رجل دولة من مدرسة الزعيم".
وزعمت وسائل اعلام طارق في اخبار تدشين توزيع مساعدات لا ترقى الى وصفها سلات غذائية، إن محافظ الحديدة الدكتور حسن طاهر وصف توزيع تمر وسمبوس افطار الصائم بأنه "حزمة مشاريع ومبادرات إنسانية، تُعد الأكبر من نوعها على مستوى اليمن".
مضيفة إن المحافظ حسن طاهر، قال: "هذه المشاريع سدت كثيرًا من الفراغ الذي تعانيه المديريات والمناطق المحررة بالساحل الغربي في محافظتي الحديدة وتعز، جراء غياب الدولة، كما أنها خففت الكثير من الأعباء عن كاهل المحتاجين، وعلى وجه الخصوص النازحين".
ونقلت عن مدير مديرية المخا، القيادي في جناح الرئيس الاسبق علي عفاش بالمؤتمر الشعبي، باسم الزريقي، قوله: إن طارق "القائد الإنسان تجده فى مقدمه الصفوف حرباً وسلماً وإنسانياً، ولم تشغله الجبهات والحرب عن مساعدة الفقراء والنازحين والأيتام ورعاية أسر الشهداء".
مضيفا في تعظيم طارق عفاش، الذي يتخذ من مديرية المخا، مقرا مركزيا لقيادة قواته والتشكيلات المسلحة الاخرى الممولة من الامارات: "نعجز عن الشكر للعميد طارق صالح، وما يقدمه ليس غريباً على رجل دولة من مدرسة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح". حسب وصفه.
تتزامن هذه الدعاية مع معاناة المخا ومديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة قوات طارق و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات منذ 2018م، افتقاد الخدمات العامة وفي مقدمها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وابتزاز معاناتهم عبر شركات تجارية مملوكة لطارق ونافذين مقربين منه.
في المقابل، حمَّل مسؤولون في السلطة المحلية، قيادة الشرعية والحكومة اليمنية المعترف بها "مسؤولية استحواذ طارق عفاش على مقاليد السلطة ومؤسسات الدولة والايرادات العامة فضلا عن الجبايات والاتاوت وتحويل الساحل الغربي إلى اقطاعية خاصة به يسميها البعض جمهورية الساحل".
وتأتي الحملات الدعائية المكثفة في سياق دعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات، لاستحواذ طارق عفاش على المشهد الاعلامي عبر فعاليات متلاحقة وشبه يومية، يهدي فيها اليمنيين "احجار اساس" لمشاريع يعلن عنها بتمويل من الامارات، دون اعلان اطار زمني محدد لتنفيذها.
تحرص الامارات وجهازها المخابراتي (الهلال الاحمر الاماراتي) على تمويل حملات دعائية عن مشاريع وفعاليات تصور طارق عفاش "قائدا عسكريا فذا ورجل دولة متواضعا يحمل هم شعبه ووطنه"، لدرجة يواصل الليل مع النهار لـ "ملامسة هموم وتطلعاتهم وخدمتهم وتلبية احتياجاتهم" حد وصفها.
تفاصيل: طارق عفاش يفاجئ اليمنيين بهذه الهدايا (صور+فيديو)
وأعلنت الامارات عن مساهمتها في اليمن بعشرات المليارات من الدولارات، عبر مشاريع قالت إنها "للتخفيف من الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الناجمة عن انقلاب مليشيا الحوثي"، وأظهرت عملية رصدها ميدانيا أنها مشاريع وهمية ومعظمها "مشاريع طلاء" لمرافق عامة قائمة منذ عقود.
تفاصيل: مشاريع اماراتية في اليمن بـ 19 مليار دولار ! (فيديو)
أكد هذا تحقيق مصور كشف حقيقة المشاريع التي زعمت الإمارات تنفيذها وبتكلفة فلكية بينها انشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية، تبين أنها مجرد وعود لتمرير إسقاط المناطق المحررة الواحدة تلو الأخرى تحت نفوذها عبر مليشياتها التابعة لكل من طارق عفاش و"المجلس الانتقالي الجنوبي".
شاهد .. مشاريع وهمية للامارت في اليمن لهذا الهدف
يشار إلى ان هذا النهج الاماراتي في الترويج الدعائي المكثف لمشاريع وهمية (احجار اساس واعمال طلاء)، سبق أن طبقته في المحافظات المحررة جنوبي البلاد، دعما وتلميعا لذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، بينما الوقع يضج بانهيار الخدمات وغلاء المعيشة والفقر والجوع والانفلات الامني، كما هي الحال بمديريات الساحل الغربي، الواقعة تحت سيطرة قوات طارق.
