العربي نيوز - المخا:
وبخ طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، بلهجة حادة ومباشرة، على ما اعتبره تجاوزا لمجلس القيادة الرئاسي وتوجهاته المنسقة مع التحالف بقيادة السعودية والامارات، منتقدا زيارته التفقدية لمحافظة ارخبيل سقطرى ومحافظة المهرة.
كشفت هذا، مصادر عسكرية مطلعة على الاجتماع العسكري الذي ترأسه طارق عفاش، الجمعة، في مقر قيادة قواته بمدينة المخا، بحضور وزير الدفاع الفريق الداعي، ورئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، وقادة محاور تعز والبرح والحديدة ومحافظي تعز والحديدة.
وأفادت المصادر العسكرية بأن الاجتماع الذي حضره وفد من التحالف بقيادة اللواء سلطان البقمي، وقيادات من وزارة الدفاع و"القوات المشتركة" التي تضم قوات طارق "حراس الجمهورية" والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية "شهد عتابا مباشرا من طارق لوزير الدفاع الفريق الداعري على زيارته سقطرى والمهرة".
موضحة أن "العميد طارق صالح وجه عتابه لوزير الدفاع بقوله أنه ينبغي ان تكون انشطتنا وزياراتنا مدروسة ومنسقة وبما ينسجم مع توجهات قيادة التحالف ومجلس القيادة الرئاسي". ولفتت إلى أن "وزير الدفاع التزم الصمت حيال هذه الملاحظة المباشرة من العميد طارق، واكتفى بهز رأسه للتعبير عن الموافقة".
ونقلت وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ)، عن الاجتماع المنعقد في مدينة المخا برئاسة طارق عفاش، المُعين من التحالف عضوا بمجلس القيادة الرئاسي، أنه "ناقش الاجتماع الوسائل المناسبة للتعامل مع التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي، وصياغة خطوات عملية لتعزيز ورفع كفاءة التنسيق بين مختلف الجبهات".
لكن الوكالة اكدت ضمنيا ما كشفته المصادر العسكرية بقولها إنه "جدد الاجتماع المشترك، التأكيد على القيام بكامل الاستعدادات وإعداد القوات وتحضيرها حسب خطة موحدة ومتكاملة". في اشارة إلى رفض التصرفات الذاتية من قيادة وزارة الدفاع، وزيارتها التفقدية خلال الاسبوع الماضي لكل من محافظتي سقطرى والمهرة.
مشيرة إلى أن الاجتماع شدد على أن "تكون القوات في أتم الاستعداد والتأهب للمرحلة القادمة، لترجمة أي خيارات سيتم اتخاذها مع بروز مؤشرات عملية لتصعيد حوثي من شأنه نسف جهود التهدئة بالكامل" دون إيراد أي تفاصيل اضافية، عن القوات المعنية بالاستعداد والجبهات التي ينبغي ان ترفع فيها الجاهزية للمواجهة.
ونفذ وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ورئيس أركان الجيش الفريق صغير بن عزيز برفقة قائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف اللواء سلطان البقمي، زيارة لمحافظة سقطرى ثم محافظة المهرة، هدفت إلى تدشين عمليات التجنيد لشباب المحافظتين في ألوية تابعة لقوات درع الوطن، المشكلة بتمويل وتسليح سعودي.
حسب مصادر عسكرية فإن "السعودية بدأت عملية تجنيد جديدة في محافظة سقطرى ضمن قوات “درع الوطن” التي تبنت السعودية انشائها منذ مطلع العام 2022م وصدر قرار باعتماد انشائها من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي اواخر يناير الماضي، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة.
تفاصيل اوفى: قرارات جمهورية بإنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة
جاء قرار إنشاء قوات "درع الوطن"، بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في عدن والمحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي لتمويل وتسليح قوات "درع الوطن"، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
وبدأت قوات "درع الوطن" مطلع فبراير الفائت، إنهاء تمرد مليشيا "المجلس الانتقالي" على الشرعية في العاصمة المؤقتة بعد 4 أعوام على تنفيذ انقلابها بدعم اماراتي، عبر تدفق وحدات عسكرية تابعة لقوات "درع الوطن" من منفذ الوديعة مرورا بأبين إلى عدن، ضمن توجه انتشارها بجميع مديريات المحافظات المحررة، جنوبي البلاد.
تفاصيل أوفى : قوات "درع الوطن" تبدأ بسط سيادة الدولة في عدن (صور+وثائق)
في المقابل، لم يخف "المجلس الانتقالي" التابع للإمارات، انزعاجه ورفضه توجهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة، الدكتور رشاد العليمي، نحو بسط سيادة الدولة وسلطات مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن، وشن حملة استنكار واساءات للسعودية والرئيس العليمي والحكومة اليمنية، مهددا بانقلاب جديد.
تفاصيل اوفى: "الانتقالي" يعلن إنقلاباً على مجلس القيادة والحكومة (بيان)
كما تأتي هذه التحركات عقب ايام على معاودة "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، التحرش بقوات "درع الوطن"، عبر إعلان صادر عن هيئة رئاسة "الانتقالي"، يجدد رفضه تشكيل قوات "درع الوطن" وانتشارها في جنوب اليمن، بإنكار شرعيتها وتوجيه تحذير مباشر لها، من عواقب ما سماه "زعزعة الاستقرار" في جنوب البلاد.
تفاصيل اوفى: "الانتقالي" يتحرش رسميا بقوات "درع الوطن" (إعلان)
ويواصل "المجلس الانتقالي" عبر مليشياته التمرد على الشرعية والاصرار على فرض انفصال جنوب البلاد في دولة يحكمها لصالح أبوظبي وخدمة أجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، في سياق سعيها لبسط نفوذها على الملاحة الدولية عبر البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.
