العربي نيوز - المخا:
سجل طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، موقفا جريئا من الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون الكامل بينهما بمختلف المجالات، منحازا لموقف الامارات المعارض للاتفاق، والمقلل من اهميته.
عبَّر عن هذا الموقف، التزام طارق عفاش، وعلى غير عادته، الصمت وتجاهله الاتفاق السعودي الايراني، واحجامه عن التعليق، ايجابا او سلبا، عبر وسائل اعلامه او على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، المخصص من جانبه لتسجيل ظهور ومواقف في مثل هذه المناسبات، التي لا يفوتها.
بالمقابل، أوعز، طارق عفاش، لسكرتيره الصحفي ورئيس وكالة "نيوزيمن" الاخبارية، الاعلامي والسياسي نبيل الصوفي، بالتعبير عن تبني الموقف الاماراتي من الاتفاق السعودي الايراني، باعتباره شاهد فشل وليس انجازا، ولا جدوى منه عمليا، في انهاء بؤر الصراع والحروب المندلعة في المنطقة.
وقال: "فشلت وجوه التغيير التي دعمتها أمريكا ضد الدول العربية بعد 2011م، فتقدمت ايران وملئت الفراغ باذرع خاصة بها.. تضمن لها التدخل دون عبئ الدولة، مجرد جماعات مسلحة بعقائد صراعية. فتدخلت السعودية في عدد من الدول في محاولة احتواء، ضد بشار في سوريا ومع هادي في اليمن".
https://twitter.com/Nalsoufi16/status/1634221575820943360
مضيفا في سلسلة تغريدات بتويتر: "فتحركت الصين وقالت لدولتي الصراع الفاشل في المنطقة: اخرجوا من هذه البلدان ودعوها تنجز تحولاتها، فمن سيكون الافضل للشعوب سيصمد، لاتسمحوا للفشل أن يلتهمكم ويجركم لمرحلة من الصراع، دعونا نتفرغ لحرب بوتين وبايدن. فاعلن الاتفاق الثلاثي".
https://twitter.com/Nalsoufi16/status/1634221587590258688
وتابع، مبرزا تفوقا اماراتيا: "كانت الامارات سباقة لكل هذا وانجزت اتفاقاتها ثنائيا مع الجميع مبكرا، واستمرت في ادائها ذاته وخطتها ذاتها المستمرة من 2011 وماقبلها ومابعدها.. مبروك لبشار، ولاعزاء لليمنيين، سواء من يتبع طهران او من يتبع الرياض، لقد سقطت دولتكم وفشلتم حربا وسلما، والعالم لا يكترث للفراغات".
https://twitter.com/Nalsoufi16/status/1634221603239215106
يتزامن هذا مع مهاجمة الامارات الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون الكامل بمختلف المجالات، عبر حملة تقلل من اهميته وتشكك في جدواه، استدعت في المقابل دفاع السعودية باستماتة عن اتفاق مصالحتها مع ايران، وردت بقوه على منتقديه، وأعلنت دوافعهم ووصفتهم بأنهم "مبتزين".
تفاصيل اوفى: الامارات تهاجم مصالحة السعودية لإيران والرياض ترد
عززت الحملة الاماراتية، إقرار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بوجود تباينات بين بلاده والإمارات، في تصريحات للصحفيين في مؤتمر بالسفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن، تعليقا على تقارير امريكية تتحدث عن تزايد الخلافات بين بلاده والإمارات وصفها "مبالغ فيها".
وكشفت وثيقة رسمية عن بنود الاتفاق السعودي الايراني، المُوقع بوساطة صينية، الجمعة في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها" وتبعا انهاء تدخلها العسكري في اليمن وعدد من الدول العربية الملتهبة بالصراع.
تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)
وأصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا هاما، بشأن اليمن، واتفاق لإنهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف التوتر بالمنطقة. منوهة بمراقبة واشنطن توسع النفوذ الصيني.
تفاصيل اوفى: اعلان امريكي عن اتفاق لانهاء الحرب في اليمن
من جانبها، أوضحت المملكة العربية السعودية، رسميا، دوافعها إلى المصالحة من إيران، وتوقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات، بما فيها الامنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، وتبادل الاستثمارات.
تفاصيل اوفى: السعودية تبرر مصالحتها ايران بهذه الدوافع ! (بيان)
وبدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الاتفاق: "يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة. يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".
شاهد .. تبرير وزير الخارجية السعودي مصالحة ايران (وثيقة)
تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".
تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين
وأعلنت السعودية، انتهاء "التحالف العربي" الذي تقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، عقب التطورات السياسية الاخيرة اقليميا ودوليا ومحليا، وإلغائها ثالث اهداف تشكيله من دول عدة تضم الامارات، وبدعم امريكي وبريطاني لوجستي مباشر، ممثلا في "ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".
تفاصيل اوفى: السعودية تعلن رسميا انتهاء "التحالف العربي" (بيان)
حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا.
ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".
منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران".
واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".
معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".
يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".