العربي نيوز - تعز:
اشتعلت النيران في مدينة تعز، وانتشرت سريعا لتعم وسط المدينة واطرافها، فيما غادر اهالي المدينة منازلهم إلى خارجها، وتجمعوا في شوارعها وساحاتها، امام اتقاد النيران من حولهم، في حدث قلما يحدث او يتكرر، إلا في منتصف شهر شعبان من كل عام.
وتداول ناشطون على نطاق واسع، بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، صورا لمظاهر احتفال اهالي مدينة تعز، بما يسمى "الليلة الشعبانية"، وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، والتي تشهد ايقاد المواطنين النار بأسطح منازلهم وقمم هضاب وجبال قراهم.
تسمى عادة إيقاد النيران في أحزمة القش أو الحطب من جذوع وأغصان الاشجار أو الكراتين أو حتى مؤخرا اطارات السيارات التالفة، باسم "التنصير"، ولا يقصد بها التبشير بالنصرانية كما قد يُفهم للوهلة الاولى، بل التهليل والابتهال والابتهاج بهذا اليوم من كل عام هجري.
وحسب المحتلفين بالليلة الشعبانية في مدينة تعز ومنهم الناشطة اروى الشميري فإن "ابناء #تعز المحتفلين ينصرون في اسطح المنازل الان????. وبعدها يتجمعون في المجالس ليتناولوا وجبة العشاء رز مع حنيذ اللحم و فطير الهند و البسباس. ثم يبدأ المولد????" وأهازيجه.
موضحة من اهازيج الاحتفال أن "الاطفال يطوفون المنازل بملابسهم الجديدة يجمعون الحلوى والمال و ينشدون: "يامساء يامساء الخير يامساء، يامساء واسعد الله المساء، يامساء ليلة الشعبانية، يامساء ليته ترجع ثانية، يامساء عندكم نحنا سمور، يامساء عندكم جنة ونور".
مضيفة: "يامساء شنمسي عندكم، يامساء هي لنا ماهيش لكم، يامساء شنمسي عندكم، يا مساء زوجونا بنتكم، يامساء أتيت أمسي من رداع، يامساء بقصبتي والمداع، يامساء أتيت أمسي من يريم، يامساء بعطيفي والشريم، يامساء أتيت أمسي من تعز، يامساء وعشانا يختبز".
وتابعت تسرد أهازيج المساي المنتشرة في اليمن: "يامساء أتيت أمسي من عدن، يامساء وإفسحونا باللبن، يامساء أتيت أمسي من قدس، يامساء وافسحونا بالبلس، يامساء أتيت أمسي من خبان، يامساء وإفسحونا بالكبان، يامساء وافسحونا شانسير، يامساء نندي الحب من خدير".
في المقابل علق اخرون، يعتبرون احتفالات "ليلة الشعبانية" بدعة، ومنهم ابو مهند طه، الذي قال: "الرسول لم يحتفي بهذه الليلة ولهذا فهي بدعة"، مردفا: "نحنو نذكر الله ونصلي على النبي طول الوقت اما انه نحدد يوم لذكر الله وسيدنا محمد فهاذا هو اصل البدع بلا منازع".
ومن جهته قال الناشط عبد الملك الشميري: "هذي بدعه وكل بدعه ضلاله الحمد لله احنا مانعرف شعبانيه ولا مولد نبوي". وايده الناشط ابو نواف سالم اليماني، قائلا: "خرافات الشعبانيه جيزكم جيز الحوثي عنده خرافات ما أنزل الله بها من سلطان او في سنه نبينا محمد".
لكن أروى الشميري عقبت بقولها: "الذي يقول بدعه والذي يقول بدعه. هذه ليلة ذكر وفرح يعني بدعه حسنة، لا تصدقوا تجار الدين". مضيفة: "ليلة النصف من شعبان شهدت حدثًا عظيمًا وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى بيت الله الحرام، لذلك يحتفل بها المسلمين????".
وأيدتها الناشطة هيام السلطان، بقولها: "هذه عادات وتقاليد ما ظن لها دخل بالدين لأنه ماحدا قد قال إنها سنة سواها رسولنا الكريم عشان يقال إنها بدعه... بالعكس كنا صغار نلبس فيها جديد ونتحنا كانه العيد وكمان في الرجبية اي السابع والعشرين من رجب". حسب تعبيرها.
مضيفة: "هي عادات وتقاليد لاصلة لها بالسنة المحمدية.. واتمني الا تندثر.. كم ارتاح نفسيا حينما اسمعهم يمسوا في الشارع اليمني... اسعدتينا بذلك استاذتنا الفاضلة أروي اروى الشميري ربي يسعدك". مشيرة إلى أن طقوس وعادات الاحتفال بالليلة الشعبانية تشبه الاحتفاء بعاشوراء.
كذلك الدكتور جلال الحمادي، نشر تدوينة على حائطه بموقع التواصل "فيس بوك"، قائلا: "كالعاده وفي مثل كل عام الصديق محمد الحاشدي يحتفل بليلة الشعبانية مع مع اطفال الحي ويفرحهم ما اجملك ياصديقي وياليتنا بقينا صغار وما کبرنا" مردفا: "فرحة الاطفال تكفي لنحتفل????".
ورد الناشط علي سنان الزوري، على من يتساءلون عن سند هذه الاحتفالات، بقوله: "عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إﻻ لمشرك أو مشاحن)) رواه الطبراني وابن حبان".
مضيفا: "وأخرج ابن ماجه بإسناده عن الإمام علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( اذا كانت ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تبارك وتعالى ينزل لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول أﻻ من مستغفر فاغفر له؟ أﻻ من مسترزق فأرزقه؟".
وتابع في سرد الحديث : "أﻻ من مبتلى فأعافيه ؟ أﻻ كذا أﻻكذا ؟ حتى يطلع الفجر)) رواه ابن ماجه والعراقي في المغني". مردفا: "اغتنموها، صلاة و دعاء ليلة النصف من شعبان المكرم. بعد صلاة المغرب مباشرة تصلي ٦ ركعات وتقرأ سورة يس ثلاث مرات ..والدعاء ثلاث مرات".
من جانبه علق الناشط الحسني محمد، على من يعارضون احتفالات "ليلة الشعبانية"، قائلا: "ابو مهند طه يعني اي احتفال ما احتفل فيبه الرسول بدعخ ليش الشعبانيه حديث مجرد يوم الناس تحتفل فيه محد روا علي رسول الله حديث كذب ولا زعم انو الله ولا حرف قران مجرد يوم ومناسبه".
بينما رد الناشط باسم "فرزاتشي مان"، قائلا في التعقيب على معارضي احتفالات "ليلة الشعبانية" ومنتقدي من يشارك فيها ويمارس طقوسها الاحتفائية: "ما شاء الله .. جميل أن تكون طقوسنا دينيه وشعائر لله ... بدل أن تكون سياسيه او تسبب أذى لحد او فيها سوء اخلاق". حسب تعبيره.
ورأى الدكتور عبدالسلام الشرعبي، بعدا أخر غير ديني، بات يدفع الناس للمشاركة بهذه الاحتفالات، قائلا: إن "الشعب بغران يدور أي مناسبه يحتفل أو يفرح لكي تعود أيام زمان ولكن نغالط انفسنا زمان كنا نحتفل بهذه المناسبه ونحن صغار والبال مرتاح اليوم نحتفل لكي نريح البال".
وقال الناشط علي النجار: "الاحتفال في الحديده واتهامه يحتفلون إلى الصباح ولا واحد يداوم حتى الحمالين في الاحواش يوم ثاني ام بهجه الحديده مثل ايام رمضان والذي مايبهجش مع زوجته ليلة ام بهجه يدفع لها عشره الف". في اشارة إلى انتشار هذه الطقوس الاحتفالية في مدن يمنية عدة.
شاهد .. تعز تشتعل بالنيران واهاليها ينتشرون في الشوارع
يشار إلى أن الاحتفال بليلة الشعبانية وصيام العشر الاخيرة من شعبان، تسري تقليدا رائجا في معظم مدن اليمن، وتشهد مظاهر احتفائية واحتفالية يجري فيها ايقاد النيران او حمل الفوانيس في الشوارع وتوزيع الحلوى والمال للاطفال واقامة الولائم للفقراء واداء صلاة القيام والدعاء والابتهال.
