الأحد 2024/05/05 الساعة 08:58 م

رسميا .. الحوثيون يكشفون مقابل

العربي نيوز - صنعاء:

كشفت جماعة الحوثي الانقلابية رسميا ولأول مرة، عن مخرجات المفاوضات الجارية مع السعودية بوساطة عمانية ورعاية المبعوثين الاممي والامريكي إلى اليمن، ومقابل "التنازلات الكبيرة" المقدمة من جانب التحالف حتى الان، معلنة مطالب جديدة أكبر، مقرونة بتهديد صريح لدول التحالف، باستئناف الحرب والرد على ما تسميه "الحصار الاقتصادي" بمهاجمة منشآتها النفطية.

أعلن هذا، زعيم الجماعة، عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، الجمعة، بمناسبة ذكرى مقتل شقيقه، حسين بدرالدين الحوثي، مؤسس الجماعة وقائدها في اول حرب شنتها قوات الجيش ضده في محافظة صعدة عام 2004م ايذانا لاندلاع ما عُرف لاحقا "حروب صعدة" الست حتى نهاية 2009م وبداية العام 2010م.

وقال زعيم الحوثيين تحت ماسماه "المرحلة الراهنة" في البلد: "نحن في السنة الثامنة منذ بداية العدوان على بلدنا، اليوم أو في هذه المرحلة مع بعض الهدوء في التصعيد العسكري، هناك التباس إلى حدٍ ما على البعض، يقولون: [ما هي المرحلة الراهنة؟ ما نحن فيه؟ هل نحن في حالة حرب؟ هل نحن في حالة هدنة؟ هل نحن في حالة سلم؟ ما هو واقع المفاوضات؟] 

مضيفا: "المرحلة التي نحن فيها الآن هي بالتأكيد مرحلة حرب، الذي هدأ هو فقط بعض التصعيد، يعني: مثلاً الطيران من جانبهم، الصاروخية والطيران المسيَّر من جانبنا، العمليات الهجومية من جانبهم أو من جانبنا، أمَّا الحالة هي حالة حرب مستمرة، يعني: لسنا الآن في ظل اتفاق هدنة، هذه المرحلة لسنا في ظل اتفاق هدنة، إنما هناك خفض للتصعيد كما يقولون".

وتابع في وصف الحال الراهن بأنه: "خفض للتصعيد، في ظل وساطة عمانية مشكورة، نحن نشكر الإخوة والأشقاء في سلطنة عُمَان الذين يحسنون الجوار، الذين يتعاملون مع شعبنا اليمني على مبدأ حسن الجوار، يقودون وساطة وجهوداً مكثفة لوقف العدوان على بلدنا، نحن نقدِّر لهم جهودهم، ونسعى إلى أن نعطيهم الفرصة الكافية للنجاح في مساعيهم، طبعاً في ظل انفراجة إلى حدٍ ما في دخول السفن إلى ميناء الحديدة، وحركة المطار في صنعاء".

لكن زعيم جماعة الحوثي شدد في المقابل على مطالب اكبر، بقوله: "نحن دائماً في كل حوار، وفي كل المفاوضات، نؤكِّد على الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، أنه ملف لا يمكن أن نقايض به، لا يمكن أن نتجاهله، لا يمكن أن نسكت عنه، لا يمكن أن نضيِّع هذه الأولوية لحساب أي أولوية أخرى؛ ولذلك عندما نعطي وقتاً معيناً لصالح الجهود والوساطة العمانية، لا يعني ذلك أننا سنستمر إلى ما لا نهاية طالما استمر الحصار". حسب وصفه.

مضيفا الى هذا التحذير بشأن نفاد الوقت: "نحن أيضاً من الخطوات التي نقوم بها في هذه المرحلة مع الانفراجة التي حصلت إلى حدٍ ما في ميناء الحديدة، وحركة المطار في صنعاء، نمنع نهب الثروات الوطنية فيما يتعلق بالنفط، وتسويق النفط اليمني إلى أسواق الخارج، وسرقة ثمنه، نحن نمنع ذلك، ونجحنا في منعهم من ذلك، منعنا السفن التي تأتي لتحميل النفط، والباخرات التي كانت تأتي إلى ساحل حضرموت، أو إلى ساحل شبوة، منعناها".

وهدد الحوثي التحالف بقيادة السعودية، قائلا: "أنا في هذا المقام أوجه التحذير والنصح معاً لتحالف العدوان: صبرنا سينفد إن لم تبادروا بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي لشعبنا، لا نقبل بحرمان شعبنا من ثروته الوطنية في الاستحقاقات المتعلقة بالمرتبات والخدمات العامة، هي ثروةٌ لشعبنا من حقه أن يحصل على هذه الثروة، يمكن أن ينفد الوقت، ويمكن أن نعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق من أجل شعبنا العزيز.

مضيفا: "أيضاً أتوجه بالطمأنة لشعبنا: في أي مفاوضات، أو في أي حوار، لن نقبل أبداً بالتفريط بإنجازات ومكتسبات شعبنا في الحرية والاستقلال والكرامة، هذه خطوطٌ حمراء لا يمكن أن نفرِّط بها أبداً، في أي اتفاقيات، أو أي حوارات، لا بدَّ للأعداء أن ينهوا عدوانهم على بلدنا، وأن يسحبوا قواتهم التي أتت لاحتلال بلدنا، ولا بدَّ أن يكون المسار لأي حوار أو اتفاق يفضي إلى هذه النتيجة بشكلٍ تام، ويمنع تدخُّل الآخرين في شؤون بلدنا الداخلية". حد زعمه.

وتابع: "نحن كررنا في كثير من المحاضرات الحديث عن أنَّ حريتنا هي من ديننا، من مبادئنا الدينية التي لا يمكن أن نفرِّط فيها، ولذلك إذا كانوا يريدون السَّلام فطريق السَّلام واضحة، وغاياته واضحة، والذي يوصل إليه واضح، ومفتاحه هو الملف الإنساني، وغايته هو وقف العدوان والحصار والاحتلال لبلدنا، وأن يتركوا لبلدنا شأنه، وأن يحصل على حقه المشروع في الحرية والاستقلال، وتطهير كامل أراضيه من الغزو الأجنبي، هذا فيما يتعلق بالمرحلة الراهنة".

بالتوازي مع هذا التهديد، أكد زعيم الحوثيين جهوزية جماعته لأي تصعيد او حرب قد يشنها التحالف ومجلس القيادة، بقوله: أيضاً أتوجه إلى شعبنا بالتنبيه والتأكيد على أهمية اليقظة المستمرة، والجهوزية الدائمة أمام كل الاحتمالات، احتمال أن تأتي الحرب في أي لحظة، التصعيد في أي لحظة، احتمال أن يأتي ما يترتب على التصعيد من ضغوط أو مواجهة، لكن ذلك بالنسبة لشعبنا العزيز في إطار الدفاع عن قضيته العادلة، في نيل حريته واستقلاله، في الدفاع عن نفسه". حسب تعبيره.

مضيفا: "والأعداء مهما تحرَّكوا في هذه المرحلة، أو في غيرها، أو ما بعدها، كما فعلوا في الماضي، من خطوات عملية تنتهك استقلال هذا البلد، من تشكيلات عسكرية جديدة يشكلونها للاعتداء على هذا البلد، ولتعزيز نفوذهم وسيطرتهم عليه، هي خطوات مآلها الفشل، صحيح هي متعبة، لها آثارها المؤسفة على بلدنا، ومن المؤسف جداً ومن العار على العملاء الذين يتجنَّدون في صف العدوان ليقاتلوا أبناء وطنهم، وليقتلوا لتمكين المحتل الأجنبي من احتلال بلدهم. هذا أمر مؤسف، لكن هي مشكلة، واجبنا نحن كشعبٍ يمني أن نتصدى لها". حسب زعمه.

شاهد .. نص خطاب الحوثي بشأن المفاوضات والهدنة

يتزامن هذا الخطاب والتهديد الحوثي، مع إبلاغ رئيس الولايات المتحدة الامريكية، جو بايدين، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، قرارا مفاجئا للإدارة الامريكية بشأن اليمن والمفاوضات الجارية في العاصمة العمانية مسقط بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، يصب باتجاه توسيع بنود الهدنة وتمديدها "لأطول فترة ممكنة" كما اعلن بايدن بوقت سابق، تمهيدا لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، حسب تعبيره.

الرئيس الامريكي يبلغ العليمي هذا القرار المفاجئ 

وتأتي هذه التطورات عقب إعلان الأمم المتحدة رسمياً توصل المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الإنقلابية إلى اتفاق بوساطة سلطنة عُمان وإشراف من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لتوسيع بنود الهدنة وتمديدها، مؤكدة بدء تنفيذ أولى بنوده، فيما يخص موانئ الحديدة، ورفع القيود المفروضة من التحالف على مرور السفن ودخولها لموانئ الحديدة، عقب خضوعها لآلية الامم المتحدة للتحقق وتفتيش السفن (انوفيم) في جيبوتي.

تفاصيل اوفى: إعلان أممي باتفاق بين السعودية والحوثيين

وأصدرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الاربعاء، إعلانا رسميا، هو الثاني لها خلال اقل من اسبوعين، بشأن "نظرتها الايجابية" إلى مخرجات المفاوضات الجارية منذ اسابيع بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية بوساطة عُمانية ورعاية مباشرة من المبعوثين الاممي والامريكي إلى اليمن، لتوسيع بنود الهدنة وتمديدها.

تفاصيل أوفى: ورد الان .. اعلان من الحكومة بشأن الاتفاق مع الحوثيين

جاء الاعلان الحكومي عقب اعلان جماعة الحوثي الانقلابية رسميا، دون اخفاء تباهيها، توصل المفاوضات الجارية مع السعودية بوساطة عُمانية، إلى اتفاق يستوعب اشتراطاتها بشأن الرواتب وميناء الحديدة ومطار صنعاء، لتوسيع بنود الهدنة وتمديدها، تمهيدا لبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في عموم اليمن ومع المملكة.

تفاصيل اوفى: بتباهي .. الحوثيون يعلنون رسميا الاتفاق مع السعودية (وثيقة)

وسبق هذا الاعلان بأربع وعشرين ساعة، كشف دبلوماسيين وسياسيين يمنيين وخليجيين عن بنود ما سموه "اتفاق لبناء الثقة"، توصلت إليه المفاوضات الجارية بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة عُمانية ورعاية مباشرة من المبعوثين الاممي والامريكي إلى اليمن.

تفاصل اوفى: رسميا.. كشف بنود اتفاق "بناء الثقة" بمسقط (تفاصيل)

فعليا، بدأت عمليات مرور مباشر لسفن السلع التجارية والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، عقب مرورها بآلية الامم المتحدة للتحقق من السفن في جيبوتي (يونفيم)، ودون اعتراضها من سفن التحالف للتدقيق، كما سرت العادة طوال سنوات الحرب السبع الماضية.

تفاصيل اوفى: التحالف يسمح بدخول مواد محظورة لميناء الحوثيين (وثائق)

وتتابع مستجدات المفاوضات بوتيرة متسارعة عقب زيارة نفذها مطلع فبراير الجاري، كل من وزير الخارجية السعودي والمبعوث الامريكي إلى العاصمة العمانية مسقط "لحلحلة نقاط الاختلاف المتبقية" بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثيين الانقلابية، ووضع اللمسات الاخيرة لاتفاق توسيع وتمديد الهدنة.

تفاصيل أوفى: لقاء سعودي حوثي في مسقط برعاية اممية لأول مرة

وتواصل السعودية منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.

رسميا .. الحوثيون يكشفون مقابل