العربي نيوز - عدن:
بدأ "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بصورة رسمية، تمردا عسكريا على التحالف، معلنا هدفا اخر غير جماعة الحوثي الانقلابية، لما سماه "معركته الاساسية المقبلة"، في توجه فسره مراقبون أنه يأتي في سياق "رفض توجهات السعودية لتحجيم وكبح فوضى مليشيات المجلس في جنوب البلاد".
ورد هذا الاعلان، في حوار اجرته ونشرته صحيفة "العين الاماراتية" مع قائد مليشيا "المجلس الانتقالي" في محور أبين، مختار النوبي، قال فيه: إن "المعركة مع الحوثيين ليست من مهام القوات الجنوبية، ومعركتنا الأساسية المقبلة هي تحرير وادي حضرموت" في اشارة لنوايا الاصطدام مع الجيش الوطني.
مضيفا: إن "القوات الجنوبية المسلحة (مليشيات الانتقالي) ذات مهام واضحة وذات هدف ومشروع جلي ويتمثل بتحرير ما تبقى من أرض الجنوب والدفاع عنه والتصدي لكل أنواع المؤامرات على الأرض وفي جبهات القتال". حسب تعبيره في اشارة إلى دعم التحالف بسط سيادة مجلس القيادة الرئاسي.
وتابع القائد البارز بمليشيا "الانتقالي" متحدثا للصحيفة الاماراتية، الاثنين: "حاليا ليس من صلب مهامها (قوات الانتقالي) الذهاب في معارك خارج حدود الجنوب، خاصة أن الشمال لديه قوات لا تحتاج أكثر من تحريكها لجبهات القتال، أبرزها قوات المنطقة العسكرية الأولى المرابطة في وادي حضرموت".
مشددا في ايصال الرسالة للسعودية، على أن "المعركة الأساسية المقبلة ستكون تحرير وادي وصحراء حضرموت من قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لعلي محسن الأحمر بعد 28 عاما من الاحتلال وسفك الدماء والنهب والعبث" حسب زعمه، عن قوات الجيش الوطني المتصدية لمساعي الانفصال.
ويتناغم هذا الخطاب مع اعلان مريب فاجأت به الوية "العمالقة الجنوبية" الجميع، الثلاثاء، يبدو ظاهره مؤيدا لقوات "درع الوطن" لكن مضمونه يجاهر بمناهضتها واستنكار تواجدها وانتشارها في المحافظات الجنوبية والعاصمة المؤقتة عدن، ويطالبها باثبات عكس ما يُشاع عن مهمتها وحقيقة دورها.
تفاصيل اوفى: "العمالقة الجنوبية" تصدر اعلانا ضد "درع الوطن" ! (بيان)
تأتي هذه المواقف عقب بدء قوات "درع الوطن" بسط سيادة مجلس القيادة الرئاسي وسلطات الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، من خلال نشر دفعة اولى من قواتها وقرابة 120 طقما وآلية عسكرية قادمة عبر منفذ الوديعة ومحافظة شبوة، مرورا بمدينة احور في محافظة ابين، حسب تأكيد وثائق عملياته.
تفاصيل أوفى: قوات "درع الوطن" تبدأ بسط سيادة الدولة في عدن (صور+وثائق)
ورافق وصول هذه الاليات العسكرية التابعة لقوات "درع الوطن" إلى عدن، إعلان الحكومة رسمياً عودة العاصمة المؤقتة عدن إلى حاضنة اليمن الموحد، وبدء إنهاء إنقلاب مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات على الشرعية بعد 4 أعوام على تنفيذه بدعم اماراتي عسكري وسياسي واعلامي في 2019م.
تفاصيل اوفى: اعلان حكومي بعودة عدن لحضن اليمن الموحد (وثيقة)
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.
تفاصيل اوفى: قرارات جمهورية بإنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة
جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.
وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.
تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.