الثلاثاء 2025/07/01 الساعة 09:40 م

العربي نيوز - عدن:

بدأ ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، التلويح بخيار التحالف مع جماعة الحوثي الانقلابية، والدخول في مفاوضات مباشرة لتقاسم حكم اليمن، ضدا للتحالف وتوجهاته بقيادة السعودية لكبح تمرد "الانتقالي" ومليشياته.

جاء هذا في تعليقات قيادات في هيئات وسياسيي وناشطي ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، ردا على رسائل توجهها قيادات في جماعة الحوثي للمجلس، تسعى لمغازلته واستغلال التوتر الحاصل بينه وبين السعودية.

وجددت جماعة الحوثي الانقلابية مغازلة "المجلس الانتقالي" عبر رسائل وجهتها للاخير قيادات بارزة في الجماعة، من بينها القيادي محمد ناصر البخيتي، المُعين من الجماعة نائبا لرئيس مجلس الشورى ومحافظا لذمار.

القيادي الحوثي محمد البخيتي، وهو عضو المكتب السياسي للجماعة، انبرى لتحذير "الانتقالي" مما سماه "مخططا سعوديا جديدا يهدف لتثبيت سلطة العليمي (مجلس القيادة الرئاسي) على عدن والتخلص من كابوس الانتقالي”.

وقال البخيتي في تغريدة على منصة "تويتر" الاربعاء: ""قوات درع الوطن شكلتها السعودية بهدف فرض سلطة رشاد العليمي الذي عينته، ودافع من رحبوا بالتوجه السعودي هو التخلص من كابوس الانتقالي الذي دعمته السعودية والامارات".

مضيفا: "وسيأتي الدور على الاصلاح وستجد دول العدوان من يعينها عليه نكاية به". وأردف: "لا حل للخروج من تلك الورطة الا بالعودة لحضن الوطن". في اشارة إلى التحالف مع الجماعة ضد التحالف والشرعية (مجلس القيادة الرئاسي). 

شاهد .. جماعة الحوثي تعرض التحالف مع "الانتقالي"

وعقب صدور قرار اعتماد انشاء قوات "درع الوطن" في 29 يناير الفائت، علقت جماعة الحوثي الانقلابية على لسان القيادي بالجماعة محمد البخيتي، بخطاب يغازل "المجلس الانتقالي"، للتحالف معها ضد التحالف بقيادة السعودية والامارات.

البخيتي قال معلقا بلسان جماعته على القرار: "يصادر مواردك ويتحكم بقرارك ويحتجز قياداتك ويسعى لإستبدالك، ومع ذلك تصر على تصنيفه بالحليف الوفي، إذا كانت هذه صفات الحليف الوفي فما هي صفات الحليف غير الوفي؟".

مضيفا في مخاطبة "المجلس الانتقالي" الذي اعتبر قرار انشاء قوات درع الوطن ضده وسلطاته: "اخواني في المجلس الإنتقالي، اصراركم على الدفاع عن دول العدوان ليس في صالحكم لأنه يفتح شهيتها على ممارسة المزيد من الاذلال".

شاهد .. جماعة الحوثي تحرض "الانتقالي" ضد التحالف

وتابع القيادي الحوثي، محمد ناصر البخيتي، في تحريض "المجلس الانتقالي" للانقلاب على التحالف، بقوله: "تعاملت السعودية مع الانتقالي كخزان بشري للقتال في صفها وليس كحليف، فما الذي يمنعها من استبداله بقوات درع الوطن؟".

مضيفا: "لا يوجد أي مانع طالما وأن الموارد والقرار بيدها، وما لم يستوعبه الانتقالي هو ان علاقة التحالف لا تصح الا اذا كان قرارك ومواردك بيدك وإلا فإن العلاقة تسمى تبعية". ما اعتبره مراقبون موافقة على حكم "الانتقالي" جنوب البلاد.

شاهد .. جماعة الحوثي تغري "الانتقالي" بحكم الجنوب

في الوقت نفسه، سعى القيادي الحوثي محمد البخيتي إلى مضاعفة هيجان انصار "المجلس الانتقالي" واتباعه بتغريدة اخرى، قال فيها: "اعتقد أن الانتقالي فقد القدرة على المناورة في مواجهة تقلبات سياسة جني المكاسب التي تتبعها السعودية".

مضيفا في تصعيد قلق وغضب اتباع "الانتقالي": "لأنه أصر على اتباع تكتيك لف الحبل حول عنقه، فكلما وجهت له صفعه كلما ارتمى في احضانها اكثر، مما فتح شهيتها وأفقده القدرة على الافلات من شراكها، وعودة عيدروس إلى عدن لم تعد ذات قيمة".

شاهد .. جماعة الحوثي تهيج انصار "الانتقالي"

وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.

تفاصيل اوفى: قرارات جمهورية بإنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة 

جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.

وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.

تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور) 

قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.

يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.