العربي نيوز - لندن:
أكدت صحيفة عربية انباء احتجاز عيدروس الزُبيدي، رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض، ومنعه من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، مبينة لأول مرة اسباب تحفظ المملكة العربية السعودية ورفضها مغادرته الرياض، منذ شهرين.
وقالت صحيفة "عرب جورنال" الصادرة في لندن : إنه "لم يعد أمر احتجاز السعودية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ومنعه من العودة إلى مدينة عدن، خافياً على أحد، غير أن مدة الاحتجاز طالت أكثر من المتوقع، ما فتح الباب على مصراعيه لتساؤلات حول الأسباب الحقيقية".
مضيفة: إن "السعودية كانت قد استدعت الزبيدي إلى الرياض قبل أشهر، على خلفية ما قيل إنها شكوى من رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الذي تم تشكيله في الرياض بعد إجبار هادي على التنحي، لكن طول فترة الاحتجاز يشير إلى وجود أسباب أخرى غير عرقلة عمل مجلس العليمي في عدن".
وتابعت: "على رغم مطالبة قيادات في المجلس الانتقالي، أمثال أبو همام، بعودة عيدروس الزبيدي إلى عدن، إضافة إلى رفع نشطاء المجلس من حدة لهجتهم تجاه السعودية، إلا أن الأخيرة ترفض بشكل قطعي عودته، بل وبدأت بترتيب وضع جديد في عدن والجنوب عموماً يتجاوز الانتقالي وكل ترتيباته الأخيرة".
في تقصي اسباب هذا الموقف السعودي، نقلت الصحيفة عن رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، قوله: إن تبايناً في وجهات النظر حول ملف الشرق (حضرموت والمهرة) حصل في الآونة الأخيرة. مشيراً إلى أن سلطنة عمان تدخلت في هذا الملف، لاهتمامها بمحافظة المهرة ومدينة سيئون".
مستبعدا وجود صراع نفوذ حقيقي بين السعودية والامارات، بقوله: "العالم ينظر إلى مليشيا الانتقالي بأنها فشلت فشلاً ذريعاً في ضبط الأمن بمحافظات عدن ولحج وأبين وشبوة، ولا يريد تكرار هذا الأمر في حضرموت والمهرة، وهي من أهم المناطق على مستوى الجمهورية من ناحية النفط والموقع والمساحة".
وتابع الحسني: "باعتقادي، هذا الملف هو سبب تأخير عيدروس من العودة إلى عدن، بعدما كان قد وعد أنصارها بالزحف نحو سيئون والمهرة، لكن الكفيل لم يسمح له". مردفا: "استبعد وجود خلاف سعودي اماراتي واعتقد ان الأمر أشبه ما يكون بمسرحية وتبادل أدوار بين البلدين، لأنهم متفقون في ملف اليمن".
مشيرا إلى سوابق للتحالف في هذا السياق، بقوله: "سبق عيدروس الزبيدي إقصاء هاني بن بريك، ومنعه من الظهور الإعلامي حتى على تويتر، حيث منعته المخابرات اللإماراتية من ممارسة أي دور سياسي أو إعلامي، أما عيدروس الزبيدي فلن يستغنوا عنه تماماً، بل سيعيدون ترتيبه لكن بالحجم الذي يريدونه".
وأضاف: "لأنهم يريدون من الجميع البقاء ضمن مربعات، يرسمها التحالف لهم، بحيث يكون رشاد العليمي مسئولا عن الكل لكن بصورة شكلية، أما على الأرض فكلٌ له مربعاته العسكرية. والخلاصة أنهم لن يعطوا عيدروس الزبيدي فوق حجمه". مستبعدا في الوقت ذاته أن يكون الشيخ سلطان العرادة ممنوعا من العودة لمارب.
لكن السياسي عادل الحسني، لفت إلى أن "التحالف، في مقابل ذلك، يسعى لتمكين السلفيين بصورة كبيرة جدا.فالألوية التي تُحشد والتي تُدرب كلها ألوية سلفية، كونها تياراً دينياً مقابل التيار الديني الآخر الذي هو الحوثيين". وأردف: "السعودية تريد تمكين جماعة دينية، لكن ليس لها هدف سياسي، بعكس حزب الإصلاح".
وتابع الحسني في حديثه لصحيفة "عرب جورنال" قائلا: إن "الألوية التي يقومون بتدريبها حتى لمأرب، وعلى رأسها البقما الذي قُتل (عبدالرزاق البقماء قائد ألوية اليمن السعيد)، كلها ألوية سلفية، وألوية بشير المضربي (درع الوطن)، سلفية، وألوية رداد الهاشمي في الحدود السعودية (الفتح وخالد بن الوليد) سلفية".
يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.
شاهد .. صحيفة عربية تكشف اسباب احتجاز الزُبيدي: