العربي نيوز:
نفذ محافظ تعز، نبيل شمسان، زيارة الى مديرية المقاطرة، عقب اقل من 48 ساعة على استهداف موكبه وموكب قائد محور طور الباحة قائد اللواء الرابع مشاة جبلي، اللواء الركن ابو بكر الجبولي، بكمين مسلح، ظهر الاثنين (24 نوفمبر) اثناء عبورهما طريق "هجة العبد" باتجاه العاصمة المؤقتة عدن.
وتداول ناشطون في تعز، بينهم الناشط عبدالله خليدي، مشاهد فيديو، للقاء محافظ تعز نبيل شمسان، مع مشايخ ووجهاء وأبناء مديرية المقاطرة على خلفية الكمين المسلح وارتباطه بقضية ثأر لشاب من ابناء المديرية قتل في اللواء الرابع مشاة جبلي، وأنهم أكدوا له "كلنا رجالك في تعز.. ونطلب العدالة".
تزامنت الزيارة، مع انباء تداولتها منصات اخبارية عن اعتقال تسعة من المشتبه باشتراكهم في تنفيذ الكمين المسلح لموكبي محافظ تعز وقائد محور طور الباحة واللواء الرابع مشاة جبلي، الذي اسفر عن مقتل 5 من جنود اللواء الرابع مشاة جبلي، واثنين من منفذي الهجوم، واصابة اخرين من منتسبي اللواء.
وفجر الثلاثاء (25 نوفمبر)، افادت مصادر محلية بمديرية المقاطرة، بأن قوات امحور طور الباحة بدأت حملة واسعة لملاحقة منفذي الكمين المسلح من أبناء نجد البرد، والذين اطلقوا بدورهم "نداء النكف والمناصرة من أفخاذ وعشائر المقاطرة الشرقية والغربية"، ومطالبات للمحافظ بالتدخل لتهدئة.
تفاصيل: اول رد عسكري على كمين المقاطرة
جاءت الحملة، بعدما تداول ناشطون في تعز، ليل الاثنين (24 نوفمبر) بيانا بعنوان "نداء إنساني عاجل.. انقذوا المقاطرة"، تحدث عن أن اشتباكات الاثنين (24 نوفمبر) تعود جذورها إلى قضية ثأر لمقتل الشاب وائل وديع المقطري منذ أربعة أشهر، برصاص جنود في اللواء الرابع مشاه جبلي.
ومساء الاثنين (24 نوفمبر) اعلنت قيادة محافظة تعز والأجهزة الأمنية وقيادة محور طور الباحة في بيان "ادانتها بأشد العبارات المحاولة الإجرامية الآثمة التي استهدفت موكب محافظ المحافظة وقيادة محور طور الباحة"، بينما كشفت مصادر امنية وعسكرية خفايا مثيرة لعلاقة عمار عفاش بالهجوم .
تفاصيل: خفايا استهداف شمسان والجبولي!
يُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار عفاش، بـ "السعي إلى زعزعة امن تعز"، عبر "خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وحملات اعلامية متواصلة تأجيج السخط الشعبي في تعز"، وذلك "ضمن مساعي الامارات لاجتياح ريف ومدينة تعز، لاحكام سيطرتها على ساحل تعز ومدينة وميناء المخا".
تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!
وتسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية (المحاذية للشمايتين) بمحافظة تعز، وتستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.
شارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، ومجاهرة عفاش وطارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي" عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
