العربي نيوز:
بدأت المملكة العربية السعودية، تحركا واسعا ومفاجئا، بشأن اليمن، على خلفية تصعيد جماعة الحوثي تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة، بزعم "تنصل السعودية من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وأن "السعودية تبيت النوايا لاستئناف الحرب بدعم امريكي اسرائيلي".
أكد هذا سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، في تصريحات نشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، عن لقاءات عقدها مع دبلوماسيين دوليين لبحث جهود احلال السلام والاستقرار في اليمن، ودعم مشروعات التنمية والاغاثة الانسانية جراء تفاقم الازمة الانسانية في اليمن.
وقال السفير جابر في تدوينة : "التقيت اليوم القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السيد/ كايل ليستون، وقد استعرضت جهود المملكة السياسية والاقتصادية والإغاثية والتنموية في اليمن، كما ناقشنا في اللقاء تعزيز التعاون بين البلدين لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".
مضيفا في تدوينة ثانية ليل الاحد (23 نوفمبر): "التقيت اليوم وفدًا من البرلمان الدنماركي, وجرى خلال اللقاء استعراض جهود المملكة السياسية والاقتصادية الهادفة إلى دعم مسار السلام والاستقرار والتنمية في اليمن، كما تم استعراض المشاريع التنموية والخدمية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن".
وتابع السفير السعودي محمد آل جابر في تدوينته المنشورة ليل الاحد (23 نوفمبر)، قائلا: إنه استعرض مشاريع دعم السعودية لليمن "في العديد المحافظات اليمنية، والتي أسهمت في دعم الحكومة اليمنية و تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية ودعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأشقاء في اليمن".
تتزامن هذه التحركات الدبلوماسية السعودية مع حراك دبلوماسي اقليمي ودولي واسع، تشهدها العاصمة العمانية مسقط بشأن اليمن، في اطار وساطتها الجديدة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، إثر تصعيد الاخيرة تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة حال لم تلب مطالبها.
تفاصيل: عُمان تبلغ الشرعية بهذه المستجدات
والسبت (22 نوفمبر)، كشفت مصادر دبلوماسية عربية وخليجية، عن أن قيادة المملكة العربية السعودية "بدأت النظر بجدية" في ستة مطالب رئيسة اطلقتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، إلى المملكة، وقرنت التأخر في تلبيتها، بتهديدات استئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية السعودية.
تفاصيل: السعودية تنظر بستة شروط حوثية
تتابع هذه التطورات في اعقاب دفع السعودية بوساطة عُمانية لاحتواء تصعيد جماعة الحوثي ومنع نسف الهدنة وانزلاق الجانبين في الحرب مجددا، على خلفية اتهام جماعة الحوثي للسعودية بـ "التنصل من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وبأنها "تبيت نوايا استئناف الحرب (على الجماعة) بدعم امريكي اسرائيلي".
التزمت السعودية باتفاق الهدنة المبرم بين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، المعلن مطلع ابريل 2022م، رغم الضغوط الامريكية على السعودية للمشاركة في الحملة العسكرية التي نفذها الرئيس جو باييدن ثم حملة الرئيس دونالد ترامب، ضد جماعة الحوثي على خلفية استهدافها الكيان الاسرائيلي "اسنادا لغزة".
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
