العربي نيوز:
ورد للتو اعلان خطير عن جماعة الحوثي الانقلابية، تحدث لأول مرة عمَّا سماه "وعد القائد"، وقال إن وعد زعيم الجماعة سينفذ، متوعدا بما وصفه "مفاجآت كبرى"، و"تنكيس اعلام"، في اجرأ رسالة وجهتها الجماعة الى المملكة العربية السعودية، على خلفية اتهامها بـ "التنصل من استحقاقات اتفاق السلام وتبييت النوايا لاستئناف الحرب بدعم امريكي اسرائيلي".
جاء هذا في تصريح لعضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز، علي القحوم، نشره في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، قال فيه: ""وعد القائد سينفذ والمفاجئة الكبرى تنتظركم وكما تنكست اعلامكم من قبل ستنكس هذه المرة ولأمد طويل وستدركوا ان اليمانيين لحمهم مر ودمائهم غالية وارضهم عزيزة وحرة مستقلة وكرامتهم فوق كل شيء".
مضيفا في مخاطبة المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، عقب زيارته الاخيرة الاسبوع الفائت إلى الولايات المتحدة الامريكية وتوقيعه صفقة شراء اسلحة بقيمة 600 مليار دولار بينها طائرات (F-35): "ولن تنفعكم امريكا ولا كيانها الاسرائيلي، فالوقت حان لتعرفوا من هي اليمن ومن هو شعبها". حد تعبيره.
ومن جانبه، نشر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز حزام الأسد، على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، مقالا مطولا، وُصف بأنه بيان للجماعة، تحت عنوان "الرياض أقرب"، قال فيه: إن "تنامي السخط الشعبي لدى عموم أبناء الشعب اليمني من النظام السعودي أصبح من القضايا التي باتت محل إجماع، سواء في مناطقنا الحرة أو المناطق المحتلة".
مضيفا: "من خلال اطلاعي ومعرفتي بالكثير من أبناء بلدنا - من عموم المواطنين، والنخب، وأرباب الأعمال، والشباب والطلاب، ومن الملتحقين بدورات التعبئة العامة التي تجاوز منتسبوها المليون متدرب - يتضح أن مشاعر السخط تجاه النظام السعودي لم تعد مجرد انطباع عابر، بل تحولت إلى حالة وعي راسخة ونزعة ثأرية متجذّرة لدى غالبية اليمنيين". حسب تعبيره.
وتابع القيادي الحوثي حزام الاسد، المُعين من الجماعة عضوا بمجلس الشورى، قائلا: إن السخط ضد النظام السعودي، أمر طبيعي إذا تذكرنا أن هذا النظام، منذ أن غرسه الاستعمار البريطاني في قلب جزيرتنا العربية، لم يُعرف إلا بالعداء لليمن والإضرار بشعبه وبأمتنا الإسلامية وقضاياها العادلة". مستعرضا ما وصفه "العدوان الغاشم على بلدنا منذ مارس 2015م".
مردفا: إن "العدوان الغاشم على بلدنا منذ مارس 2015م، والحصار الخانق، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين - بينهم آلاف الأطفال والنساء - وقصف المدن والأسواق والمنشآت العامة والخاصة، وتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور، واحتلال بعض المناطق اليمنية،.. ثم الارتماء الكامل في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني؛ ليست أحداثًا طارئة".
وتابع: "بل امتداد طبيعي لسلوك تاريخي وظيفي معادٍ لليمن وللأمة". وذكر أن جماعته "مدّت يدها -مرات عدة- بصدق وبنية خالصة لبناء علاقة تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل"، وأن النظام السعودي "قابل كل مبادرة سلام بعدوان، وكل إحسان بغدر، متكئًا على الإملاءات والدعم الأمريكي والغربي، ومنخدعًا بنشوة غرور زائفة لا تقوم على حكمة ولا على قوة حقيقية".
مستطردا: "لم يعد مستغربًا أن يتعامل اليمنيون اليوم مع هذا النظام بروح السخط والانتقام والجهوزية، بعدما أوغل في دمائهم وأصرّ على عدوانه بإصرارٍ أعمى لا يرى إلا ما تمليه عليه واشنطن وكيان العدو الصهيوني. وهذا المزاج الشعبي ليس ردّة فعل وقتية، بل خلاصة عقود من الدم والظلم والمعاناة، ورسالة واضحة بأن اليمنيين لم يعودوا يرون في هذا النظام إلا عدوًا مباشرًا".
واختتم القيادي الحوثي حزام الاسد مهددا النظام السعودي بقوله: "إن حساب هذا النظام سيظل مفتوحًا أمام شعبٍ يرفض الذل والخنوع ولا ينسى الدم. وشعبنا - بفضل الله - لا يراهن على القوة الزائفة التي يعتمد عليها النظام السعودي، بل يثق بنصر الله ووعده الحق، لا سيما وأن لدينا قضية عادلة ومظلومية واضحة، وعلى الباغي تدور الدوائر. ولا عدوان إلا على الظالمين".
في المقابل، بدأت المملكة العربية السعودية، بجانب زيارة ولي العهد السعودي لامريكا، تحركا واسعا ومفاجئا، بشأن اليمن، على خلفية تصعيد جماعة الحوثي تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة، بزعم "تنصل السعودية من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وأن "السعودية تبيت النوايا لاستئناف الحرب بدعم امريكي اسرائيلي".
تفاصيل: تحرك سعودي مفاجئ بشأن اليمن
تتزامن هذه التحركات الدبلوماسية السعودية مع حراك دبلوماسي اقليمي ودولي واسع، تشهدها العاصمة العمانية مسقط بشأن اليمن، في اطار وساطتها الجديدة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، إثر تصعيد الاخيرة تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة حال لم تلب مطالبها.
تفاصيل: عُمان تبلغ الشرعية بهذه المستجدات
والسبت (22 نوفمبر)، كشفت مصادر دبلوماسية عربية وخليجية، عن أن قيادة المملكة العربية السعودية "بدأت النظر بجدية" في ستة مطالب رئيسة اطلقتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، إلى المملكة، وقرنت التأخر في تلبيتها، بتهديدات استئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية السعودية.
تفاصيل: السعودية تنظر بستة شروط حوثية
تتابع هذه التطورات في اعقاب دفع السعودية بوساطة عُمانية لاحتواء تصعيد جماعة الحوثي ومنع نسف الهدنة وانزلاق الجانبين في الحرب مجددا، على خلفية اتهام جماعة الحوثي للسعودية بـ "التنصل من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وبأنها "تبيت نوايا استئناف الحرب (على الجماعة) بدعم امريكي اسرائيلي".
التزمت السعودية باتفاق الهدنة المبرم بين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، المعلن مطلع ابريل 2022م، رغم الضغوط الامريكية على السعودية للمشاركة في الحملة العسكرية التي نفذها الرئيس جو باييدن ثم حملة الرئيس دونالد ترامب، ضد جماعة الحوثي على خلفية استهدافها الكيان الاسرائيلي "اسنادا لغزة".
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
