العربي نيوز - عواصم:
كشف سياسيون وعسكريون يمنيون ما سموه "فخاً جديداً" قالوا أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، نصبه لليمن واليمنيين كافة، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، سيؤدي إلى المآل نفسه الذي آل اليه سلفه الرئيس عبدربه منصور هادي، طوال سنوات الحرب وحتى الضغط عليه مطلع إبريل الماضي، للتنحي ونقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي معظم اعضائه من قادة المليشيات المتمردة على الشرعية.
جاء هذا ضمن تعليقات سياسيين وعسكريين يمنيين في الداخل والخارج، على اصدار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ليل الاحد، قرارات جمهورية قضت باعتماد قوات "درع الوطن" التي بدأ التحالف بقيادة السعودية تأسيسها وتمويل تجنيد منتسبيها وتسليحهم من العناصر السلفية بالمحافظات الجنوبية نهاية 2021م، جيشا يمنيا جديدا موازيا للجيش الوطني، بصفة قوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة.
معبرين عن مخاوفهم من تكرار التحالف بقيادة السعودية والامارات سيناريو اسقاط الشرعية وسلطات الدولة والحكومة وصولا إلى الضغط على الرئيس عبدربه منصور هادي لاصدار قرار نقل السلطة وتفويض صلاحياته كاملة لمجلس قيادة رئاسي معظم اعضائه من قادة المليشيات المتمردة التي مول التحالف تشكيلها وتسليحها وتجنيد منتسبيها منذ بدء الحرب وتدخله العسكري في اليمن بشعار "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية".
وأشار السياسيون إلى أن التحالف بقيادة السعودية والامارات، عمد منذ بدء تدخله العسكري في اليمن في مارس 2015م إلى تأسيس وتسليح عشرات الالوية المسلحة في جنوب البلاد تابعة للمجلس الانتقالي، و"العمالقة الجنوبية"، وأخرى في الساحل الغربي تابعة لطارق عفاش، ثم الضغط على هادي لإصدار قرارات تعترف بها قبل أن تتمرد عليه وسلطات الدولة وتنقلب على الشرعية، وتحل محلها بدعم التحالف.
مِن أبرز هؤلاء السياسيين اليمنيين، الناشطة السياسية والحقوقية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قالت في منشور على حائطها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "الخلاف السعودي الإماراتي على تقاسم اليمن لايعنينا، وحدهم المغفلون من يرون في ذلك الخلاص والأمل، كلاهما احتلال يتعين على أبناء شعبنا مقاومتهما بكافة انواع المقاومة المشروعة للشعوب لطرد المحتلين". حسب تعبيرها.
وبدوره لم يخف وزير النقل السابق صالح الجبواني، مخاوفه من خطوة الاعلان رسميا عن إنشاء قوات "درع الوطن" التي بدأت السعودية تأسيسها فعليا بداية العام الماضي وانشأت حتى الان 7 الوية منها. معتبرا أنه يأتي ضمن مخطط لتفتيت اليمن والمحافظات الجنوبية على وجه الخصوص، على أساس مناطقي، مستدلاً بالمليشيا التي شكلتها الإمارات في العاصمة المؤقتة عدن وشبوة وأبين وحضرموت والمهرة.
وقال الجبواني في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر": "عمالقة، دعم وإسناد، عاصفة، أحزمة أمنية، دفاع شبوه، نخبة حضرمية، درع الوطن، درع حضرموت، درع المهرة، هذا هو (الجنوب) الذي بشرنا به مناطقيو الإنتقالي". مخاطباً "الانتقالي": "سلوككم المناطقي المقزز يدل على أن جنوبكم هذا ليس لديه أي فرصة في الحياة فهو مفهوم مغلوط غير حقيقي مطلقاً يا (كل خمسة بدو عمدو ع حصاه)".
من جهته، شارك المحرر المسؤول عن الشؤون اليمنية في شبكة قناة "الجزيرة" الاخبارية، الصحفي والمحلل السياسي أحمد الشلفي، اوساط السياسيين والمراقبين مخاوفهم، وتساءل في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر"، بشأن تشكيل قوات جديدة بقوله: "هل كانت الحكومة اليمنية بحاجة إلى إنشاء قوات جديدة تحت مسمى درع الوطن أم أن الحاجة كانت للملمة شتات الجيش اليمني التابع لها وتمويله وتأهيله؟".
مضيفاً: "هل ستتحول هذه القوات إلى مليشيا جديدة خارج سيطرة الحكومة نفسها مثل كل القوات الأخرى التي تتبع إسميا الحكومة لكن قرارها بيد آخرين ؟!". في اشارة إلى مليشيات "المجلس الانتقالي" وألوية "العمالقة الجنوبية"، ومليشيات ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي لليمن، بتمويل من الامارات، وغيرها من الفصائل المسلحة الممولة من التحالف.
تفاصيل اوفى: كشف معلومات حصرية عن الجيش "الموازي" الرابع في اليمن
وسجل الناشط السياسي والاعلامي، سيف الحاضري، موقفا أكثر معارضة، وقال في تغريدة على "تويتر" إن "إنشاء تشكيلات مسلحة لا ترتبط بوزارة الدفاع مالياً وإدارياً وعملياتياً .. وكل تشكيل له عقيدة قتالية مختلفة عن التشكيل الآخر، كارثي وتلغيم للبلاد وينذر بحرب أهلية". وأردف: "هذه السياسة المتبعة في إغراق البلاد بالتشكيلات المسلحة خارج إطار مؤسسة الجيش والأمن مغامرة غير أخلاقية تهدد وجودية الدولة".
الحاضري وهو رئيس مؤسسة "الشموع" للصحافة والنشر ورئيس تحرير صحيفة "اخبار اليوم"، أضاف في تغريدة أخرى: "ثماني سنوات ونحن نضيع بين تشكيلات مسلحة تابعة للإمارات وأخرى للسعودية... تارة يوهموننا أن هذه القوات لإضعاف نفوذ الإمارات في عدن... تارة العمالقة مقابل الأحزمة ونخب مقابل نخب واليمن السعيد وقوات سبأ وكل تشكيل يتم بتبريرات لا منطقية، والمنطق يوجب دعم الجيش والأمن أن كنتم عاقلين !!".
وهو الطرح الذي أيده مدير قناة "بلقيس" الفضائية، أحمد الزرقة، في سلسلة تغريدات على منصة "تويتر"، قائلا: "بدل هيكلة الجيش ودمج القوات يقوم رشاد ال جابر بانشاء مليشيات على اسس لا وطنية وخارج هيكل المؤسسات الرسمية ومسمياتها ووظائفها الحقيقية". وأضاف: "رشاد العليمي ينشئ مليشيات جديدة تحت مسمى درع الوطن. القوات الجديدة تمولها الرياض وهي قوات سلفية منشقة عن قوات العمالقة الممولة من الامارات"
مشاركا العشرات من السياسيين والمراقبين موقفهم المعارض لقرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بإضافة المزيد من التشكيلات العسكرية غير التابعة للحكومة ممثلة بوزارة الدفاع وإضفاء الطابع الشرعي عليها بقرار جمهوري، بقوله: "سيستمر رشاد العليمي في ملشنة كل شيئ وتنفيذ كل ما يطلب منه الكفيل السعودي والاماراتي .. بئس الرجل وبئس مهمته التدميرية". حسب وصفه.
شاهد.. إعلامي يتهم الرئيس العليمي بـ "الملشنة"
بدوره، اعتبر نائب رئيس تحرير صحيفة "المصدرأونلاين"، علي الفقية، قرار العليمي جاء بعد فشله في تنفيذ قراره الصادر أواخر مايو الماضي، بحل مليشيا "الانتقالي" وقوات ما يسمى "المقاومة الوطنية" وإدماجها عبر اللجنة الامنية والعسكرية. وقال مغردا: "إذا فشلت في مهمة توحيد التشكيلات المسلحة وإعادة دمجها في إطار المؤسسة العسكرية والأمنية الرسمية، فما عليك سوى أن تنشئ فصيلاً جديداً ".
شاهد.. قرار تشكيل قوات "درع الوطن" يثير تساؤلات عن مصير دمج المليشيا
وعلى خلاف الانتقادات السابقة جاء موقف رئيس مركز ابعاد للدراسات الناشط السياسي، عبدالسلام محمد، في تدوينة على "تويتر"، مبرراً قرار الرئيس العليمي بتشكيل القوة الجديدة، إن "قوات درع الوطن جرى بنائها وتدريبها تدريبا خاصا وملائما لتكون قوات حماية رئاسية عابرة للمناطقية". وهو ما اتفق معه عدد من السياسيين والمراقبين عبروا عن امالهم في ان تضع هذه القوات حدا لتطرف مليشيا "الانتقالي".
يشار إلى أن القوات الجديدة "درع الوطن" تعد بنظر عسكريين الجيش الرابع الموازي للجيش الوطني، بجانب قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وقوات "العمالقة الجنوبية" وقوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش، وجميعها بمثابة جيوش تضم ما يزيد عن 50 لواء مسلحا بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وظلت متمردة على الشرعية حتى الانقلاب عليها والحلول محلها بدعم التحالف.