الاثنين 2025/10/13 الساعة 06:08 ص

المؤتمر يصدم اليمنيين بهذا الاعلان

العربي نيوز:

فاجأت قيادة حزب المؤتمر الشعبي في الداخل، مساء الثلاثاء (19 اغسطس) قواعد الحزب وانصاره وباقي الاطراف السياسية، والمراقبين للشأن اليمني، بإعلان صادم، بشأن التحالف مع جماعة الحوثي واحتفالات ذكرى تأسيس الحزب، وما كان يتوقع ان يصاحبها من تحركات واسعة لاسقاط جماعة الحوثي من الداخل.

جاء هذا في بيان اصدرته قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، برئاسة صادق امين ابو راس، مساء الثلاثاء (19 اغسطس)، أعلن أن "المؤتمر الشعبي العام لن يقيم أي احتفالات بمناسبة ذكرى تأسيسه التي تصادف الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، سواء أكانت احتفالات جماهيرية أو إعلامية".

وقال: إن هذا القرار يأتي "انطلاقًا من المسؤولية الدينية والقومية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه سكان قطاع غزة وما يتعرضون له من جرائم قتل وتجويع يندى لها الجبين". وأردف: إن المؤتمر الشعبي "سيوجه جهود قياداته وأعضائه لحضور فعاليات المساندة والتأييد والمناصرة لغزة".

مضيفا: "وتغطية كل ما يتصل بمناصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة، الذين يتعرضون لصنوف القتل والتعذيب والتجويع والانتهاكات، باعتبار ذلك واجبه الذي يتفاخر به، حيث كانت وستظل قضية مساندة ودعم الشعب الفلسطيني مبدأ ثابتًا من مبادئه التي لن تتغير أو تتبدل مهما اختلفت المراحل والظروف". 

وفي حين جدد المؤتمر الشعبي "إدانته الشديدة للاعتداءات الصهيونية المستمرة على بلادنا ومقدراتها وبناها التحتية"؛ أكد أن "مشاركة الكيان الصهيوني في العدوان يكشف ويسقط الذرائع التي كان يتخفى وراءها من باعوا أنفسهم وأصبحوا أدوات تخدم الصهاينة وتروج لمشروعهم على حساب الدم اليمني".

معلنا تأييده لزعيم الحوثيين بقوله: "إن المؤتمر الشعبي العام، وهو يجدد موقفه الداعم والمساند للأعمال البطولية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية نصرةً لإخواننا في غزة كواجب ديني وإنساني وأخلاقي، فإنه يؤكد على أن موقف اليمن شعبًا وحكومةً ودولةً، بقيادة المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سيسجله التاريخ بأحرف من نور".

وزعم حزب المؤتمر الشعبي في بيانه أن موقف جماعة الحوثي وزعيمها "انطلق من وعي وبصيرة وإيمان بضرورة وأهمية تحمل المسؤولية أمام الله والإسلام وأمام الضمير الإنساني، حيث هبّ الشعب اليمني لنصرة شعب فلسطين وسكان قطاع غزة بكل ما توفر له من إمكانيات عسكرية وسياسية وإعلامية".

مضيفا: "وإذ يجدد المؤتمر الشعبي العام التأكيد على أن تحالفه مع أنصار الله (جماعة الحوثي) في مواجهة العدوان موقف يستند إلى قاعدة صلبة أساسها الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن، ومواجهة العدوان والحصار ورفض التدخلات الخارجية والوصاية على شعبنا من أي طرف كان". حد تعبيره.

وتابع: "فإنه يشدد على أهمية الحرص على توحيد الجبهة الداخلية، ورفض أي مساس بها، وذلك من خلال الابتعاد عن حملات التخوين والاتهامات الباطلة، والتأكيد على وحدة موقف الشعب اليمني من مختلف القضايا، وخصوصًا قضية مساندة ومناصرة غزة وسكانها، الذين يواجهون حرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة".

مخاطبا انصاره وقواعده بقوله: "يسر المؤتمر الشعبي العام، وهو يستقبل الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، أن يتقدم بالتهنئة الحارة لكل قيادات وقواعد وكوادر وأعضاء ومناصري المؤتمر الشعبي العام في طول اليمن وعرضها، بهذه المناسبة التي تمثل إحدى أهم محطات التحول في التاريخ السياسي اليمني".

وتعهدت قيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل، بالاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب لاحقا، وقالت: "والمؤتمر، إذ يعلن موقفه هذا، فإنه يعبر عن أمله أن يأتي العام القادم وقد تحسنت ظروف إخواننا في غزة، وحينها سيحتفل بذكرى التأسيس في أجواء تناسب ذلك". وأردفت: "حفظ الله اليمن، وحفظ الله المؤتمر، والنصر لشعبنا ولسكان غزة المجاهدين الأبطال".

تحالف رئيس المؤتمر الشعبي، الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.

لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة في ثاني ايام دعوة عفاش اليمنيين في خطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة منها عدن قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.

وشارك احمد علي ومدين وصلاح عفاش وطارق عفاش شاركوا في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، قبل اعلان اتفاق تقاسم سلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهروا بمشاركة كتائب جيشهم االعائلي في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

يشار إلى أن أسرة عفاش تسعى إلى إعادة النظام العائلي للرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.