العربي نيوز - عدن:
أفشى عسكريون يمنيون عن معلومات حصرية وتفاصيل مثيرة بشأن ما سموه "الجيش الموازي الرابع" للجيش الوطني في اليمن، والمعلن ليل الاحد، قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي بتسميتها رسميا، عقب قرابة عام على بدء تأسيس الويتها وتجنيد منتسبيها من المحافظات الجنوبية بدعم وتمويل مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات.
وأفاد قادة عسكريون وضباط في وزارة الدفاع، بأن بداية تأسيس هذه القوات ترجع إلى مطلع العام 2021م عقب اعلان التحالف اطلاق عملية "تحرير اليمن السعيد" نهاية 2021م، وتشكيل قوات عسكرية جديدة سماها "قوات اليمن السعيد"، ثم "قوات العمالقة الجنوبية الجديد"، قبل ان يسميها "درع الوطن". لتكون بموازاة التشكيلات العسكرية التي مولت الامارات تجنيدها وتسليحها من العناصر السلفية باسم "العمالقة الجنوبية" و"الدعم والاسناد" التابعة للمجلس الانتقالي.
موضحين أن قائد هذه القوات الجديدة، بشير المضربي الصبيحي، ينحدر من مديريات الصبيحة رأس العارة في محافظة لحج جنوبي البلاد، وهو في منتصف عقده الرابع من العمر، ويُعد أحد قيادات الجماعة السلفية في اليمن الذين درسوا في منطقتي كتاف ودماج بمحافظة صعدة. ولم يكن من القيادات ذات الحضور الاعلامي، رغم مشاركته في حروب السلفيين والحوثيين في المحافظة وتحديدا في منطقة دماج 2013م.
ونوهوا بأن اسم بشير المضربي (الصبيحي) بدأ في الظهور اعلاميا، في حرب عدن عام 2015م، بوصفه أحد المساهمين في ترتيب صفوف "المقاومة الجنوبية"، قبل أن يبرز اسمه كواحد من القيادات العسكرية المساهمة في تحرير العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج وباب المندب والمخا وذوباب من سيطرة الحوثيين منتصف العام 2015م. ما جعله يحظى بقبول في الساحة الجنوبية من غالبية الاطراف، ما دفع به لتعيينه قائدا للقوات الجديدة.
لكن العميد بشير المضربي الصبيحي، توارى عن المشهد ووسائل الاعلام، عقب سيطرة "الوية العمالقة الجنوبية" ثم مليشيات "المجلس الانتقالي" الممولتان من الامارات، وتتحدث مصادر اعلامية عن مغادرته البلاد، وبقائه في الخارج لسنوات، قبل أن يعود إلى الواجهة مجددا مع الربع الاول من العام الماضي، عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، كقائد لما سمي بداية "قوات اليمن السعيد" ثم "قوات العمالقة الجديدة".
وحسب المصادر الاعلامية نفسها، فقد استطاع العميد المضربي خلال العام الماضي استقطاب الآلاف من الشباب السلفيين في المحافظات الجنوبية وبصورة اكبر محافظات لحج ابين وشبوة وحضرموت والتي تمكن من استحداث معسكرات فيها، وتأسيس 7 ألوية لقوات ما بات يسمى "درع الوطن"، تؤكد مصادر عسكرية أنها نواة لما لا يقل عن 22 لواء يعتزم التحالف تمويل تشكيلها وتجنيد منتسبيها، خلال الاشهر المقبلة.
وفي ديسمبر الفائت، اخلى التحالف قوات المجلس الانتقالي، والقوات السودانية المشاركة في التحالف، من كبرى القواعد العسكرية في البلاد، ممثلة في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، وسلمها لهذه القوات الجديدة لتبدأ في الانتشار بمديريات المحافظة، ومحافظة ابين، ثم لتحسم الموقف والجدل المثار بشأن القوات في محافظة حضرموت، وحملات التحريض السياسي والقبلي من جانب "الانتقالي" ضد الجيش الوطني.
وفقا لمصادر حكومية فإن السعودية دفعت حتى الان بثلاثة ألوية من قوات "درع الوطن" إلى محافظة حضرموت، على خلفية سعي الامارات إلى الدفع بتشكيلات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي، إلى المحافظة لاستكمال سيطرته على كامل محافظات الجنوب، حسب تأكيد المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في الرياض، سابقا، الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، رئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن" انيس منصور.
شاهد .. قوات درع الوطن تستلم معسكرات المنطقة الاولى
وتأتي هذه التطورات بعدما احتدم صراع النفوذ بين كل من السعودية والامارات في جنوب البلاد، وبخاصة في حضرموت والمهرة، إثر اصرار الامارات على اخراج قوات الجيش الوطني منها واخضاعها لسيطرة التشكيلات العسكرية المحلية الممولة منها، ودفع السعودية بتشكيلات محلية ممولة منها.
تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".